كامل الشيرازي من الجزائر: تحدثت إيلاف إلى مختصين جزائريين حول داء التهاب المفاصل المزمن، وأبرز هؤلاء قناعتهم المشتركة بكون العلاج البيولوجي هو الأكثر نجاعة للمرض المذكور، بعد أن ظلّ العلاج السائد محليًا يقتصر على مسكّنات الآلام وحقن المفاصل.

يُصيب داء التهاب المفاصل المزمن (بولي - أرتريت) النساء في الجزائر بنسبة 80 بالمائة، بينما يطال العنصر الرجالي بنحو 20 بالمائة فحسب، وتوضح الأستاذة quot;ليلى قصريquot; أنّ معدل الإصابة بهذا المرض يُصيب أكثر من ثلاثمائة ألف امرأة في الجزائر.

وحول ما يكتنف داء الالتهاب المزمن للمفاصل، يؤكد الأستاذ quot;نجم الدين بوعبيدquot; المختص في أمراض المفاصل، أنّ هذا المرض يظهر عند النساء في سن مبكرة، وعادة ما يبرز حينما تبلغ المرأة الـ35 عاما فما فوق، ويتطور بسرعة بعد سنوات قليلة، حيث يؤدي الداء المذكور إلى اعوجاج مفاصل اليد وتحطيم وظيفتها إلى غاية الإعاقة التامة للمريضة.

ويلفت الدكتور quot;محمود بكوشيquot; إلى أنّ أعراض الالتهاب المزمن، تبدأ بمعاناة المصابة في الغالب، من آلام حادة بسلاميات اليد وانتفاخها خلال عدة أسابيع مع احمرارها من حين لآخر، ويضيف بكوشي أنه بعد خمسة عشر سنة من المعاناة، يأخذ هذا المرض شكل مضاعفات أخرى تصيب كل أعضاء الجسم مثل القلب والكلى والجهاز التنفسي.

ويتفق الدكاترة بوعبيد، بكوشي وقصري، في حتمية تغليب العلاج البيولوجي، بدل التوظيف المكثف للأدوية والمضادات مثلما كان سائدا في الجزائر، ويستدل الثلاثة بتجاربهم مع مرضاهم الذين أبدوا استجابة أكبر لهذا النوع من العلاج، خلافا لما كان مع توظيف مسكنات الآلام وحقن المفاصل.

وهي نتيجة يؤيدها المختص quot;محمد دوليباquot;، حيث يشير إلى عشرات الحالات لمرضاه بعيادة quot;آيت إيديرquot; بمرتفعات الجزائر العاصمة، ويشرح د/دوليبا أنّه أخضع المصابين بداء التهاب المفاصل المزمن، لدورات علاجية ارتكزت على الالتزام بنظام غذائي متوازن مع إتباع نمط رياضي يزاوج بين التدريب على اعتماد حركات معينة لدى القيام بمختلف الوظائف الحياتية، فضلا عن الركض بانتظام، والنتائج ndash; بحسبه ndash; كانت ممتازة، وسمحت لمرضاه بالخروج من دائرة المرض شيئا فشيئا.

ورغم التقدم الذي توصلت إليه البحوث العلمية، إلاّ أنّ الأستاذ بوعبيد يجزم أنه لم يتم اكتشاف بعد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بداء الالتهاب المزمن للمفاصل، وهو ما يصعّب ndash; بحسبه - من حظوظ الوقاية، في حين يدعو د/بكوشي إلى ضرورة توجيه النساء ndash; بصفتهنّ الشريحة الأكثر عُرضة للإصابة ndash; إلى تقنية الكشف المبكّر، اعتبارا لكونها الأفضل منهجيا على صعيد التعاطي مع المرض في بداياته.

وتنادي د/قصري بضرورة توجيه المرأة التي تشتكي من آلام حادة بسلاميات أصابع اليد، إلى مختص في أمراض المفاصل حتى يتم التكفل بها على النحو الأكمل، وبما يضمن تأخير مضاعفات المرض وحماية المصابة من الإعاقة، علما أنّه فيما يتعلق بالمرأة العاملة، فإنّ الإصابة بالتهاب المفاصل المزمن يؤدي الى تخفيض المردودية لديها بنسبة 50 بالمائة، إلى جانب تقليص قدرتها على العمل بسبع مرات مقارنة مع المرأة التي تتمتع بصحة جيدة.