الياس توما من براغ : يختلف الخبراء بشأن أسباب وعوامل تشكل مرض التعب المزمن غير أنهم يلتقون في توصيف أعراضه التي تظهر عادة من خلال استمرار وجع الرأس والعضلات والمفاصل والتوعك والشعور بالتعب الذي لا يمكن إبعاده عن حتى عن طريق النوم الطويل لمدة ستة اشهر وترافق ذلك بحدوث إشكالات في الذاكرة وتشتتت في التفكير .

ويشير الدكتور يارومير كابات من العيادة النفسية في براغ بان الدراسات البحثية تتهم التكوينات الجينية الوراثية وإشكالات نظام المناعة والعوامل النفسية والنفسية الاجتماعية ولاسيما تأثير التوتر المزمن بالوقوف وراء هذا المرض كما يتم أيضا إرجاع ذلك إلى الشذوذ الذي يحصل في عمل محور الغدد الوطائية الموجودة في أسفل الدماغ والغدد النخاعية والغدد الكظرية غير انه ليس من الواضح بعض العوامل التي تشكل السبب والعوامل التي تمثل نتيجة .
وأوضح أن مرض التعب المزمن يظهر في اغلب الأحيان عند النساء أما لدى الجنسين فتظهر في اغلب الأحيان في الأربعينيات والخمسينيات من العمر كما تظهر أكثر أيضا لدى الناس الذين لديهم مواصفات شخصية محددة منها السعي لتقديم الأداء بالحدود القصوى والشعور بالمسؤولية العالية .

وقد لوحظ أيضا في الكثير من الحالات بأنه يتم الإقلاع بهذا المرض بعد الإصابة بمرض معدي ولاسيما الإصابة بالأنفلونزا أما مظاهر هذا المرض فهي تختلف من شخص إلى آخر وتظهر بوتائر مختلفة ويمكن للتعب المزمن أن يستمر عدة أعوام وأحيانا كل العمر في حين يمكن أن يختفي لدى البعض بشكل تلقائي .
وبالنظر لكونه لم يتم بشكل دقيق وحاسم حتى الآن معرفة سبب نشوء هذا المرض فان علاجه ليس أيضا واضحا ورغم ذلك يمكن التعامل معه عن طريق اللجوء إلى ما تسمى بالطريقة الشاملة .

ويؤكد الدكتور كابات أن العلاج النفسي يعتبر جزءا هاما من استراتيجية العلاج المتبعة كما انه من المناسب أيضا إدراج طرق العلاج البديل مثل الوخز بالإبر وعلى الطبيب المعالج أن يتقن فن الإصغاء للمريض المصاب بالتعب المزمن وان يأخذ على محمل الجد جميع المصعب التي يعاني منها .
ويضيف أن الإجراء العام أيضا للمعالجة يجب أن يتمثل بتصحيح أسلوب الحياة ولهذا ينصح بان يتم تناول الطعام بشكل صحي وان يكون الطعام متنوعا وبممارسة الحركة بشكل يتوافق وإمكانيات كل شخص ولاسيما ممارسة المشي والسباحة الركوب على الدراجة كما أن من الأهمية بمكان عدم تحول القوة .

وأشار إلى انه تم في السنوات الأخيرة الحصول على الكثير من الأدلة حول وجود علاقة بين الخلايا العصبية والمناعة لان النظامين مرتبطين ببعضهما بشكل وثيق ولذلك فانه من المحتمل جدا وخلال وقت قريب ظهور العديد من الاكتشافات المثيرة للاهتمام في المجال الجديد الذي يتم بلورته الآن وهو ما يمكن تسميته بعلم نفس أعصاب المناعة
ولكن أين تكمن الحدود بين التعب quot; العادي quot; وبين التعب المزمن ؟ يجيب الدكتور كابات بأن تحديد التشخيص يمكن أن يتم بعد استبعاد الأسباب الجسدية للتعب ولاسيما الأورام الخبيثة وذاتية المناعة والعوامل النفسية وداء الغدد الصماء والأسباب الناجمة عن العدوى الجرثومية والأمراض الناجمة عن بعض الأدوية والمخدرات وغيرها ..

ويمكن على أساس التدقيق في سوابق المريض والفحص الطبي العثور على صفتين على الأقل من الصفات التي تشير إلى إمكانية الإصابة بهذا المرض .