تم تطوير عقاقير قادرة على جعل معالجة المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي أكثر فاعلية وأقل تعذيبًا.

لؤي محمد: يمكن لهذه الأدوية التي ستصل إلى الأسواق في العام المقبل أن تساعد على إخضاع الفيروس الذي يصيب أربعة ملايين شخص داخل الولايات المتحدة فقط وأغلبهم من أبناء الجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية و170 مليون شخص في شتى أنحاء العالم.

وقال الدكتور فريد بورداد رئيس علم التهابات الكبد الوبائية في مركز سيدارز- سيناي الطبي بلوس أنجليس، لمراسل صحيفة نيويورك تايمز إنه مقتنع من أن هذه الأدوية ستحقق ثورة في مجال علاج المرض.

ويقوم ما يقرب من 12 شركة أدوية بصناعة عقاقير لمعالجة مرض التهاب الكبد الوبائي سي. ويعتبر هذا المرض مصدر أرباح كبيرة لها خلال هذا العقد، وهذا يعود إلى ارتفاع نسبة الإصابة به ففي الولايات المتحدة يموت سنويًا ما يقرب 12 ألف شخص بسببه، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة في العقد المقبل.

إذ على الرغم من انخفاض حالات الإصابة بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة فإن هناك مئات الألاف من الأشخاص قد وصلتهم العدوى قبل عقود ومن المتوقع أن يبدأوا بالمعاناة من تأثيرها من خلال ما سيلحق أكبادهم من ضرر.

ومن المعلوم أن حالات سرطان الكبد في طور التصاعد عامًا بعد عام. ويعتبر التهاب الكبد الوبائي سي(الصفراء) السبب الرئيسي وراء عمليات زرع الكبد.

وتصاعدت الآمال من بروز علاجات جديدة للمرض في شهر آيار/مايو الماضي بعد بروز أولى النتائج المترتبة عن استخدام عقاقير جديدة في تجربة سريرية قامت بها شركة فرتكس على عقار اطلقت عليه اسم تيلابرفير telaprevir. فعند إضافته إلى الأدوية المستعملة حاليًا تمكن خليط quot;انترفيرون وريبافيرينquot; مع العقار الجديد quot;تيلابرفيرquot; من إشفاء 75% من المرضى مقارنة بنسبة 44% في حالة استخدام العقاقير الموجودة حاليا فقط. كذلك فإن من الممكن تقليص فترة العلاج بالنسبة للكثير من المرضى إلى النصف لتصبح 24 أسبوعًا فقط.

لكن حتى لو أن العقاقير الجديدة أثبتت فاعليتها فإن الخبراء والأطباء يحذرون من صعوبة هزم هذا الفيروس تمامًا.

فثلاثة أرباع من أصابهم هذا الفيروس لم يكونوا يعلمون أن عدواه لحقتهم لأنهم لم يجروا فحصًا للكشف عن هذا الفيروس ولأن الالتهاب خال من أي أعراض لسنوات عدة في الوقت الذي يستمر هذا الفيروس بمهاجمة الكبد خلسة.

كذلك فإنه بسبب انتقال العدوى تأتي من خلال الدم بالنسبة لهذا المرض فإن بعضًا من المصابين به هم من المدمنين على المخدرات المأخوذة عبر حقنها بالشرايين.

وتعمل العقاقير الجديدة على منع الانزيمات التي يحتاجها الفيروس للبقاء وهي استراتيجية عملت بشكل فاعل في مواجهة فيروس نقص المناعة quot;أتش آي فيquot;. وكلا الدوائين اللذين سينزلان إلى السوق العام المقبل، تيلابرفير telaprevir وبوسبرفير boceprevir هما على شكل حبوب تكبح تشكل خميرة الانزيم.

ويمكن لهذين العقارين أن يمنحا أملا جديدًا لما يقرب من 300 ألف شخص في الولايات المتحدة وهؤلاء لم تنجح العقاقير الحالية في علاجهم. وبحسب بعض البيانات فإن عقار الـ quot;تيلابرفيرquot; قابل لإشفاء نصفهم إن هو إضيف إلى العقاقير التي يتناولونها الآن.