تعتبر البدانة أو السمنة المفرطة من المشاكل التي تواجه المجتمع الأردني وتلقي بظلالها عبر إصابة الفئات الشابة بأمراض تكون مزمنة كأنواع من مرض السرطان، وقد تكون أسبابها وراثية أو خللاً في الجينات.


رانيا تادرس من عمان : واقعيًا، تغيب الدراسات العلمية الدقيقة لتحديد حجم مشكلة سمنة الأطفال وأرقامها الحقيقة في الأردن. لكن هناك دراسات حديثة أجريت دقت ناقوس الخطر وأكدت وجود مشكلة عبر دراسة أجراها المركز الوطني للسكري والغدد الصماء أظهرت أن 82% من الذكور الأردنيين يعانون من السمنة مقابل 80% من الإناث، وأكدت أن مرضى السكري والسمنة صارا وباءً في الأردن ويجب التصدي لهما. ولاحظت الدراسة ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة المفرطة لدى الأطفال الأردنيين.
وكشفت الدراسة أن نحو 25% من طلاب المدارس الأردنيين مصابون بالسمنة المفرطة التي من شأنها أن تزيد من نسب الإصابة بالسكري وأمراض الغدد المزمنة بين صغار السن، كما أنها قد تعمل على الإصابة بأمراض الفشل الكلوي والعيون عند هذه الفئة العمري.

يقول استشاري الغدد الصم والسكري الدكتور رشاد نصر أن البدانة تعد أحد أهم الأمراض التي تواجه البشرية في هذا العصر مما دفع منظمة الصحة العالمية تصنيف السمنة quot;وباء quot;يكتسح الدول المتقدمة وتؤدي إلى نقص العمر المتوقع للإنسان المصاب بالبدانة عن نظرائه في الجنس و العمر.
وتعتبر سمنة الأطفال مشكلة صحية خطيرة وفق التشخيص الطبي عندما يكون مؤشر كتلة جسم الطفل بالنسبة لعمره لذلك أعلى من 95% من أقرانه في العمرذاته بحسب الدكتور نصر لافتا الى طرق تشخيص زيادة الوزن و السمنة وأكثرها استعمالا هو مؤشر كتلة الجسمquot; (BMI) و يحسب بتقسيم الوزن بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر (Kg )، وحول أسباب بدانة الأطفال يشير الدكتور نصر إلى أنها تتمثل quot;بالأسباب الهرمونية و الوراثية.

أما العوامل الاخرى الاخطر التي تزيد الوزن والسمنة لدى الأطفال يقول الدكتور نصر أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة و السعرات الحرارية العالية مثل المشروبات الغازية و العصائر quot;. مضيفًا quot; تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون،وكذلك نمط الحياة الخامل وقلة النشاط ألبدني من اسبابها، وفي ظل النمط العصري فالأطفال يجلسون أمام الكمبيوتر، والتلفزيون و ألعاب الفيديو لساعات طويلة.

مشيرًا إلى عامل أخر مهم وهو quot; التاريخ العائلي أي إصابة أحد الوالدين أو كلاهما بزيادة الوزن تزيد احتمالية إصابة طفلهما و ذلك لأسباب تتعلق بنمط الحياة و كمية ونوعية الطعام داخل الأسرة ، إضافة إلى عوامل نفسية حيث أن بعض الأطفال يستجيب للضغوط النفسية المحيطة سواء داخل المنزل أو المدرسة بتناول كميات أكبر من الطعام quot;. وكما أن هناك عوامل اقتصادية واجتماعية إذ بينت الدراسات أن أطفال الأسر الأقل دخلاً وتعليمًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بزيادة الوزن.

ويعدد الدكتور المضاعفات الناتجة عن زيادة الوزن والسمنة لدي الأطفال الإصابة بالسكري ارتفاع ضغط الدم الشرياني، اختلال الدهون في الدم، تصلب الشرايين التاجية وأمراض القلب ، صعوبات التنفس والربو، إضطرابات النوم والشخير، البلوغ المبكر ، أمراض نفسية كفقدان الثقة بالنفس والإحباط و التوتر والإكتئاب .

وحول طرق علاج سمنة الأطفال يعتقد الدكتور نصر أن العلاج يبدأ داخل الأسرة بتوعية الأهل بالنمط الغذائي الصحي السليم بمساعدة أخصائيي التغذية quot;.إضافة إلىquot; الامتناع عن تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر والسكاكر والحلويات ، و كذلك quot;دور المدرسة بالتوعية الصحية و الغذائية السلمية وعدم توفير هذه السكاكر والحلويات في المدرسةquot;.
ويقول لابد من quot; تعديل نمط الحياة وزيادة النشاط البدني وتحديد زمن لا يزيد عن ساعتين في اليوم للتلفاز والكمبيوتر وألعاب الفيديو
مضيفًا يجب أن quot;يكون الأبوان هم القدوة والنموذج للطفل من حيث الأكل الصحي السليم و ممارسة النشاطات الرياضية.
وأما الطرق العلاجية يشير الدكتور نصر هناك العلاج بالعقاقير والعمليات الجراحية و هذه لا ننصح بها إلا في حالات السمنة المفرطة وبعد استنزاف كافة السبل العلاجية السابقة.
وفيما يتعلق بالوقاية من السمنة ينصح الدكتور نصر أن المطلوب من الوالدين مراقبة وزن أطفالهم و طعامهم باستمرارquot;.
وكذلك أن quot; يبتعدوا عن شراء العصائر والمشروبات الغازية والوجبات السريعة وعدم توفير السكاكر و الحلويات و الشوكولا باستمرار في منازلهم. ويؤكد على ضرورة تجنب الإفراط في إطعام الأطفال في الصغر و إجبارهم على تناول طعامهم بالتهديد و لا يجب أن يستعمل الآباء الطعام كمكافأة أو عقاب للطفل.
لافتًا إلى ضرورة أن يساعد الأهل أطفالهم بتعريفهم بنمط الحياة الصحي السليم و النشاط ألبدني وذلك باصطحاب اطفالهم للعب أو المشي أو الرحلات و تشجيعهم على النشاط الرياضي ، والذهاب إلى الأندية الرياضية الجيم كالسباحة .

وحول الآثار النفسية التي تنجم عن السمنة المفرطة لدى الأطفال فهي تتمثل أولا الضغوط النفسية والحزن العصبية الميل إلى الوحدة إذ تتضمن سخرية زملائه منه في محيطه الاجتماعي والمدرسي خصوصًا عند ممارسة ألعاب الرياضية أو في الأسواق عندما لا يجدون مقاسهم مما يدفعهم إلى ارتداء ملابس واسعة لإخفاء سمنة أجسادهم .
وتشهد مراكز الرياضة خصوصًا النسائية منها إقبالا ملحوظًا من قبل الفتيات خصوصًا في عمر 12 غما فوق للتغير العادات الغذائية والسباحة والتسجيل في حصص رياضية لتقليل وزنهن ،وكذلك السباحة .
وتقول ساندرا ( 13 سنة) انها تعاني من سمنة وصلت 30 كليو غرام حيث باتت تشعر بثقل وإزعاج من وزنها الزائد . أسباب السمنة لديها تتمثل أنها تتناول وجبات سريعة إضافة إلى ألحلوى بأنواعها والمشروبات الغازية .
وتشهد عيادات اختصاصين التغذية في الأردن إقبالا من قبل الأطفال خصوصًا الذين يعانون من السمنة لإتباع برامج حمية غذائية ، و تقول خبيرة التغذية دينا المزواي أن التعامل مع الأطفال في برامج حماية صعب جيد حيث أن يفضلون الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة . وتضيف أن برامج حمية الأطفال يعتمد على ألام قبل الطفل حيث يطلب منه تغير عادات الأغذية وطبيعة الأطعمة وتقليل الخبز ،والأرز ،والحلويات .وأفضل برامج الحمية الغذائية المناسبة للأطفال بحسب فصلية الدم وتناول الأغذية المناسبة لهم إلى جانب تشجيعهم على ممارسة الركض والمشي والسباحة .
وتنصح الأمهات مثلا باستبدال المشروبات الغازية بالماء أو العصائر خصوصًا الأناناس لأنه يحرق الدهون ، والإكثار من الخضار والفاكهة والتقليل من الأطعمة المقلية .