طلال سلامة من برن (سويسرا): يبدو أن جالية أطباء وجراحي الأعصاب سوية مع وزارات الصحة الأوروبية والسويسرية والأميركية تجمع على أن العلاج الصيدلاني، المتعلق بمرض التصلب العصبي المتعدد (Multiple Sclerosis)، دخل منحى ثورياً لأسباب متعددة بدأت تولد جواً من الحماس. في الحقيقة، يتمحور هذا العلاج الصيدلاني حول دواء، يدعى quot;فينغوليمودquot; (Fingolimod)، وهو يتفاعل بالجسم عن طريق quot;خطفquot; الليمفوسيت(الخلايا الليمفاوية) المسؤولة عن الهجوم الذي يشنه نظام المناعة على الميالين، أي تلك المادة العازلة التي تغلف الألياف العصبية. بمعنى آخر، يبقي الدواء الجديد الخلايا الليمفاوية في حالة من العدوانية منخفضة الدرجة. في الوقت ذاته، لا يقضي الدواء على هذه الخلايا على غرار ما تفعله الأدوية المثبطة للمناعة، التي يجري استعمالها في أمراض أخرى، ذات علاقة بالخلل الحاصل في نظام المناعة بالجسم.

ويُترجم مفعول دواء quot;فينغوليمودquot; بتراجع لافت لعدد الهجمات التي يقودها نظام الجسم الدفاعي على غلاف الميالين العصبي. كما يساعد في ابقاء المرضى في حالة استقرار صحي. بالطبع، يواكب استعمال الدواء مفعول جانبي بيد أنه أخف بكثير من ذلك الناجم عن تعاطي الأدوية القديمة. لذلك، نحن نستطيع التحدث، اعتماداً على استنتاجات صادرة عن خبراء في وزارة الصحة السويسرية، عن منبع ثوري لفئة جديدة من الأدوية القادرة على معالجة أمراض المناعة الذاتية بصورة لا سابق لها.

في مطلق الأحوال، من المتوقع تسويق الدواء الجديد عالمياً في مطلع العام القادم. للآن، تشير النتائج الى أنه نجح في تخفيض درجة الاعاقة الجسدية، على المرضى، بنسبة 30 الى 40 في المئة. ولدى بعض المتطوعين، الخاضعين للتجارب منذ أكثر من 6 سنوات، فان 80 في المئة منهم نجحوا في منع تقدم هذا المرض بجسمهم.