كوبنهاغن: حذّرت منظمة الصحة العالمية الاثنين من أن أوروبا ستشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد خلال الخريف، في وقت بلغ عدد الحالات المسجّلة يوميا رقما قياسيا حول العالم.

وإسرائيل بين البلدان التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في الإصابات وقد أعلنت فرض تدابير الإغلاق لثلاثة أسابيع ابتداء من الجمعة إذ لن يسمح خلالها للسكان بالابتعاد أكثر من 500 متر عن منازلهم.

وأثار الإعلان موجة من الغضب. وقال إيتي أفيخاي "هذا ليس عدلاً!". وأضاف الحائك البالغ من العمر 64 عامًا، "لم يمنعوا التجمعات الكبيرة في المعابد وحفلات الزفاف والمناسبات الأخرى، والآن لا يمكنني أن أكون مع أطفالي وأحفادي خلال العطل؟"

أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 307,930 إصابة جديدة في جميع أنحاء العالم الأحد، وهو أعلى رقم يومي منذ ظهور الوباء في الصين أواخر العام الماضي، فيما تجاوز عدد الإصابات العالمية 29 مليونًا على نحو سريع. وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة نحو 925 ألف شخص، وفق آخر الأرقام.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا لوكالة فرانس برس الإثنين أن المنظمة تتوقع ارتفاعا في عدد الوفيات بكوفيد-19 في أوروبا في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، متوقعاً أن تسوء الأمور.

وقال هانز كلوغي "سيصبح الأمر أقسى". وأضاف "نحن في وقت لا تريد فيه البلدان سماع هذا النوع من الأخبار السيئة، وأنا أتفهم ذلك". لكنه سعى في الوقت نفسه إلى توجيه "رسالة إيجابية" مفادها أن الوباء لا بد أن "ينحسر في وقت ما".

وتنظم منظمة الصحة العالمية في أوروبا اجتماعا يضم دولها الأعضاء البالغ عددهم 55 الاثنين والثلاثاء لمناقشة الاستجابة للوباء والاتفاق على استراتيجية خمسية.

أثارت الزيادة الأخيرة حالة من القلق في جميع أنحاء أوروبا حيث حذر خبير تشيكي من أن النظام الصحي في بلاده سيستنفد طاقته إذا استمر الفيروس في الانتشار بمعدله الحالي.

كما أعادت الزيادات الجديدة إثارة الجدل حول أفضل سبل الاستجابة لها مع لجوء بريطانيا إلى الحد من اللقاءات الاجتماعية بما لا يزيد عن ستة أشخاص اعتبارًا من بداية هذا الأسبوع.

من ناحية أخرى، عاد ملايين تلاميذ إلى المدارس في البلدان المتضررة الأخرى بعد انقطاع دام أشهرا.

وكان الأطفال الإيطاليون من بين أوائل الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة في أوروبا وقد عاد نحو 5,6 ملايين منهم الاثنين بعد ستة أشهر من إغلاق المدارس لاحتواء كوفيد-19.

وعلى الرغم من أن المسؤولين قالوا إنه تم إنشاء آلاف الفصول الدراسية الإضافية، إلا أن هناك مخاوف بشأن نقص الكمامات للمعلمين ونقص المقاعد ذات المقعد الواحد.

وأرجأت بعض مناطق جنوب إيطاليا فتح مدارسها خشية من عدم استعدادها على النحو المطلوب.

تجمع ترامب "متهور"
بينما تكافح أوروبا ارتفاع عدد الإصابات، تعمل أجزاء أخرى من العالم على تخفيف القيود مؤقتًا.

وفي مؤشر على تحسين الاستعدادات لإنهاء الإغلاق، قالت المملكة العربية السعودية أنها سترفع جزئيًا تعليق الرحلات الدولية اعتبارا من 15 أيلول/سبتمبر، بعد ستة أشهر من فرض القيود، فيما قالت كوريا الجنوبية إنها ستخفف القيود في العاصمة سيول وحولها بعد تراجع الإصابات.

وتأخذ الحكومات في الاعتبار رد الفعل العنيف ضد الإغلاق.

وألقت الشرطة الأسترالية القبض على العشرات في مسيرة مناهضة للإغلاق في ملبورن الأحد بعد أن تحدت الحشود أوامر البقاء في المنزل. ونظمت المسيرة بعد مسيرات في ألمانيا وبولندا السبت بمشاركة نشطاء مناهضين للقاحات وأصحاب نظرية المؤامرة ونشطاء من اليمين المتطرف.

ومثل هذه المسيرات شائعة نسبيًا في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررًا في العالم مع أكثر من 6,5 ملايين إصابة و194 ألف وفاة.

وتعرض الرئيس دونالد ترامب الذي يرزح تحت ضغوط بسبب حملته لإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد في مواجهة الأرقام الكارثية، لانتقادات بسبب عقده تجمعات كبيرة في نهاية الأسبوع.

وكتب حاكم ولاية نيفادا الديموقراطي ستيف سيسولاك على تويتر قبل تجمع الأحد "الليلة يقوم الرئيس دونالد ترامب بأعمال متهورة وأنانية تعرض أرواحًا لا حصر لها للخطر هنا في نيفادا".

لكن ترامب، الذي استخدم التجمع للتفاخر بنجاحه في التعامل مع الوباء، لم يتورع عن الرد على سيسولاك ووصفه بأنه "سياسي مأجور" وحرض الحشد عليه بقوله "قولوا لحاكمكم أن يفتح ولايتكم".

ولكن بعض الأخبار الجيدة جاءت من بريطانيا حيث سمح المنظمون باستئناف التجارب السريرية على أحد أكثر اللقاحات التجريبية تقدمًا.

وكان الباحثون في مشروع مشترك بين أسترازينيكا وجامعة أكسفورد الذين يأملون في إنهاء الاختبارات بحلول نهاية العام، قد "أوقفوا طواعية" التجربة بعد أن أصيب أحد المتطوعين في المملكة المتحدة بمرض لا تفسير له.

ويعد اللقاح حاسمًا في مكافحة الفيروس، لكن كلوغي المسؤول في منظمة الصحة العالمية قال إنه لا ينبغي للجمهور تعليق كل آماله على دواء واحد.

وقال "أسمع طوال الوقت: اللقاح سيسيطر نهاية الجائحة. بالطبع لا"، موضحًا أن نهاية الوباء ستأتي عندما تتعلم المجتمعات التعايش مع المرض.

وفي الوقت نفسه، فإن الآثار الأوسع للوباء تؤثر بشدة على الطاقم الطبي والأنظمة الصحية المتوترة.

وقالت امرأة تدعى سيفيرين خلال مشاركتها في تجمع حاشد في بروكسل الأحد للمطالبة بتوفير تمويل أفضل لقطاع الصحة "لقد أنجبت قبل أسبوعين، وبمجرد وصولك إلى المستشفى، تدرك أن الممرضات ومقدمي الرعاية ليس لديهم الإمكانيات".

وأضافت "يطلب منهم دائمًا المزيد، ودائمًا أكثر من اللازم، وهم مرهقون".