بروكسل: انسحب مختبر استرازينيكا البريطاني المتهم أوروبيا بالتأخر في تسليم اللقاح المضاد لكوفيد-19 الذي ينتجه، الأربعاء من اجتماع ينظمه الاتحاد الأوروبي، فيما "شككت" بروكسل بشدّة في التبريرات التي قدمها المختبر البريطاني بشأن ذلك التأخير.

وفيما ينتظر أن يعطي الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر الجمعة لاستخدام هذا اللقاح، أعلنت أسترازينيكا الأسبوع الماضي أن الجرعات التي ستسلمها ستكون أقل مما كان مقرراً في الفصل الأول بسبب "تراجع إنتاجية" أحد مواقع التصنيع الأوروبية.

وسبق أن استدعي مختبر استرازينيكا الذي أعلن خفضا في كمية اللقاحات في الربع الأول مرتين الاثنين لتوضيح موقفه أمام ممثلين عن الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية. لكن تبريراته اعتبرت "غير مرضية" فتقرر عقد اجتماع الأربعاء.

لكن استرازينيكا "انسحبت" من الاجتماع صباح الأربعاء، كما أكد لوكالة فرانس برس مسؤول أوروبي كبير. ونددت بروكسل بالحجج المقدمة من مدير أسترازينيكا باسكال سوريو لتفسير أسباب التأخير في إنتاج لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد في مقابلة الثلاثاء مع صحف أوروبية عدة، لا سيما مبدأ أن يخصص إنتاج المصانع البريطانية أولاً إلى المملكة المتحدة.

وقال سوريو في المقابلة إن "الاتفاق البريطاني جرى التوصل إليه في يونيو (2020)، قبل ثلاثة أشهر من الاتفاق الأوروبي (...) اشترطت لندن أن تذهب الإمدادات من سلسلة الإنتاج البريطانية أولاً إلى المملكة المتحدة".

وأضاف أن عقد الطلب المسبق الذي جرى التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في أغسطس وينص على التزويد بما يصل إلى 400 مليون جرعة، أورد أن "مواقع التصنيع البريطانية تشكّل خياراً لأوروبا، لكن في وقت لاحق".

وفي مقتطف نشر في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، يؤكد سوريو أنه "على أية حال، ليس لدينا التزام بأي شكل من الأشكال تجاه الاتحاد الأوروبي (...) ما بيننا ليس التزاماً تعاقدياً. قلنا: سنفعل ما بوسعنا، من دون أن نضمن شيئاً".

ورأى أن "الاتحاد الأوروبي يريد تقريباً عدد جرعات مساوياً لجرعات المملكة المتحدة رغم أنه وقع العقد بعدها بثلاثة أشهر. ولذلك قلنا: سنفعل ما بوسعنا، لكننا لن نلتزم بالأمر تعاقدياً".

وبعد هذه التصريحات، ردت بروكسل بالقول "نعترض على عدد من العناصر الواردة في هذه المقابلة، لا سيما فكرة أن الإنتاج في المصانع البريطانية سيخصص فقط للمملكة المتحدة. ليس هذا دقيقاً"، كما أكد لوكالة فرانس برس مسؤول في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف "أما بشأن فكرة +القيام ما بوسعهم+ فالعقد ينص على وجود قدرات إنتاج إضافية، بمعنى أنه في حال حصول مشكلة في مصنع في بلجيكا يمكن لنا الاعتماد على قدرات مصانع أخرى في أوروبا أو المملكة المتحدة".

وأوضح سوريو من جهته أن الصعوبات بـ"الإنتاج" التي واجهها المصنع الأوروبي يمكن تفسيرها بتأخر بروكسل في طلب الجرعات مقارنة بالمملكة المتحدة، معتبراً أن على شركاء المجموعة أن "يتعلموا" عملية الإنتاج. وقال "لم يكونوا بنفس مستوى الفعالية كما الآخرين... إنه مجرد حظ سيء. لا شيء غامضا في هذا".