شرم الشيخ (مصر): أكدت الناشطة الحقوقية المصرية سناء سيف شقيقة السجين السياسي الأشهر في مصر علاء عبد الفتاح، الموجودة الاثنين في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ للضغط من أجل إطلاق سراحه، أنه "ليس من مصلحة أي طرف أن يموت علاء في السجن".

وقالت سيف لوكالة فرانس برس وهي تضع بطاقة حضور مؤتمر المناخ بصفة مراقب "أرجو تدخل العاقلين، ليس من مصلحة أي طرف أن يموت علاء في السجن".

وباشر السجين السياسي المصري-البريطاني إضراباً عن الطعام قبل سبعة أشهر مكتفياً بمحاليل طبية، وتوقف كلياً عن تناول الطعام الاسبوع الماضي، وعن شرب الماء الأحد بالتزامن مع افتتاح مؤتمر المناخ.

وحذرت الأمينة العامّة لمنظّمة العفو الدوليّة أنييس كالامار القاهرة الأحد من أنّه "لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه. إذا لم تفعل (السلطات المصريّة) ذلك، فإنّ موته سيحضر في كلّ مناقشات مؤتمر كوب27".

وأضافت شقيته "نحن نتحدث عن إنسان بريء قضى من عمره تسع سنوات في السجن بشكل ظالم .. هذه الطريقة لا تصلح لإدارة الأمور بل تعجل من زعزعة استقرار النظام".

وقالت سيف عن أسباب حضورها مؤتمر المناخ، "لقد حضرت إلى هنا حتى لا يُنسى علاء .. أريد أن أذكر جميع المسؤولين المصريين والبريطانيين أن وجودي هنا يعني أن شخصا يموت ومن الممكن إنقاذه".

وأوضحت أنها بحثت في قائمة المنظمات التي تشارك في قمة المناخ على مدى الأعوام السابقة، وطلبت منها منحها بطاقة إضافية للحضور.

ويمضي عبد الفتاح، وهو وجه بارز في ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حكما بالسجن لخمس سنوات بتهمة "بث أخبار كاذبة"، وقد أمضى جزءاً كبيراً من العقد الماضي في السجن.

وعود بريطانية وفرنسية

وأثار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مساء الاثنين قضيته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال الناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن سوناك شدد "على قلق حكومته البالغ" حيال وضعه.

وأضاف أن رئيس الوزراء البريطاني "قال إنه يأمل في أن يتم حل هذه القضية في أسرع وقت ممكن وسيواصل الضغط من أجل احراز تقدم" بهذا الصدد.

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين بأنه أثار قضية عبد الفتاح مع الرئيس المصري وتلقى تطمينا من السيسي يفيد بأن الأخير "تعهد ضمان المحافظة على صحة علاء عبد الفتاح". وأعرب عن امله أن "تسمح الأسابيع والأشهر المقبلة بالتوصل إلى نتائج".

وكان سوناك أكد في تصريحات للصحافيين في شرم الشيخ قبيل هذا اللقاء أنه سيثير قضية عبد الفتاح خلال لقاء مع الرئيس المصري.

وقال "بالتأكيد سأثير معه هذا الموضوع، هذه مسألة لا تريد المملكة المتحدة وحدها أن يتم حلها، بل الكثير من الدول كذلك".

وعلقت سيف لوكالة فرانس برس على ذلك قائلة "إذا كنت أضع أملاً على الوفد البريطاني، فذلك لأنني كشقيقة لا ينبغي أن أيأس أو أصدق أن أخي سيموت".

حصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية في السجن في نيسان/أبريل من خلال والدته المولودة في بريطانيا. وتخشى عائلته على حياته مع مرور الوقت.

توقعات قليلة

وقالت سيف إنها تنوي الثلاثاء حضور حدث تقيمه المنظمتان الحقوقيتان هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر، "واستخدام مثل هذه المؤتمرات (قمة المناخ) لغسل سمعة النظام المصري من ناحية حقوق الإنسان".

وعلقت "نعم كنت أخشى من الحضور، ولكن لم يعد هناك شيء نفعله، نحن نحاول منذ تسعة أعوام (عندما سجن عبد الفتاح للمرة الأولى)".

إلا أنها اكدت ان توقعاتها إزاء تحرك المسؤولين "قليلة للغاية وأشعر بان أخي سوف يموت بالفعل ولا أتمنى أن يحدث ذلك ولم أكن أتمنى أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة".

ودائماً ما ينفي السيسي وجود سجناء رأي في مصر، إلا أن المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تقدر عددهم بـ60 ألفاً.

الأمل موجود

وبحسب منظمة العفو الدولية، تم الافراج عن 766 سجين رأي منذ أعادت السلطات المصرية تفعيل لجنة العفو الرئاسي في نيسان/ابريل الماضي.

لكن 1540 آخرين ألقي القبض عليهم وسجنوا منذ ذلك الحين من بينهم شريف الروبي وهو ناشط يساري أعيد حبسه بعد اطلاق سراحه، وفق المنظمة الحقوقية الدولية.

وتقول سيف "أشعر أننا نفعل ما بوسعنا وكذلك علاء. اليوم (الاثنين) ذهبت والدتي للانتظار خارج أسوار السجن لمحاولة الاطمئنان عليه بعد مرور 24 ساعة بدون ماء".

وأضافت "يجب أن نكمل المشوار ولا نيأس، ولكن الكرة في ملعب السياسيين .. هم من يفترض بهم الالتفات لعملهم".

وتضامنا مع عبد الفتاح، بدأت ثلاث صحفيات مصريات الاثنين اضرابا عن الطعام في مقر نقابتهن بقلب القاهرة للمطالبة بالافراج عن الناشط السياسي الأشهر في مصر.