إيلاف: شهدت مستشفيات العالم بأسره تغييرات جذرية خلال تفشي جائحة كوفيد-19، تخللتها عمليات إغلاق تامة هدفت أساساً إلى تخفيف الضغوط على القطاعات الصحية وإتاحة المجال لبناء القدرات، لكن، في نهاية المطاف، لم تتم الاستفادة من هذا الحجم الاستيعابي، وفقا لتقرير نشرته مجلة "ذا إيكونوميست".

وأغلقت مستشفيات "نايتنجيل" السبعة في بريطانيا أبوابها بعد أن استقبلت عدداً قليلاً فقط من المرضى، وشهد العديد من المستشفيات الميدانية الأميركية الأمر ذاته.

من الصين إلى كندا

لكن هناك تقارير الآن حول المستشفيات المكتظة في الصين، مع خروج البلاد من عزلها الصحي بموجة كبيرة من الإصابات، إلا إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه أمثلة معزولة أم أنها تمثل فشلاً منهجياً أوسع، وفقا لتقرير المجلة.

أما خارج الصين، لم يعد فيروس كوفيد على رأس أولويات الناس، ومع ذلك، يشير التقرير، الذي استعان بآخر الإحصائيات الرسمية والبيانات العامة بالإضافة إلى المستشفيات الفردية، إلى أن أنظمة الرعاية الصحية في الدول المتقدمة أصبحت أقرب إلى الانهيار أكثر من أي وقت مضى منذ أن بدأ المرض في الانتشار.

وفي بريطانيا وصفت المجلة أن الخدمة الصحية الوطنية (NHS)، المزود الذي تديره الدولة في البلاد، يعد "في حالة يرثى لها".

وفي دول أخرى، ذكر استبيان للآراء حول نوعية الرعاية الطبية، أجرته شركة "Ipsos"، أن المرضى حول العالم في وضع "سيئ"، وأكد أن معظم سكان دول مجموعة العشرين أبدوا عدم رضاهم عن الرعاية الطبية في عام 2021.

وأشارت المجلة إلى أن المستشفيات في إيطاليا، التي أثرت إصابات كوفيد-19 تأثيرا جسيما بقطاعها الصحي في بداية 2020، وأخذت مثالاً البيانات المستمدة من مستشفى "Pope John XXIII" في مدينة بيرماغو، والذي كان ساحة لمشاهد مروعة قبل ثلاثة أعوام انتشرت فيها صور مرضى كوفيد المرتبطين بأجهزة التنفس.

وفي أستراليا، بمنطقة نيو ساوث ويلز تحديدا، اضطر 25 في المئة من المرضى، خلال الربع الثالث من عام 2022، إلى الانتظار أكثر من نصف ساعة كي تنقلهم الطواقم الطبية إلى غرف الإسعاف، أي ارتفاع بنسبة 11 في المئة مقارنة بالعامين الماضيين.

وفي كندا بلغت فترات الانتظار "مستويات قياسية"، إذ يفصل حوالى نصف عام بين نصيحة الطبيب بحصول المريض على الرعاية الطبية وحصوله عليها.

الدول الأثرى عالمياً

وحتى في الدول الأثرى عالمياً، والتي قد يكون بإمكانها تحمل الكلفات، شهدت سويسرا انخفاضاً بعدد الأسرّة المجانية بوحدات العناية المركزة، مقارنة بذروة انتشار الوباء، وتواجه ألمانيا الأمر ذاته، أي ارتفاعاً في عدد المرضى الذين قللوا السعة الاستيعابية لوحدات الرعاية المركزية.

أما في الولايات المتحدة، تشير الصحيفة إلى أن الوضع أفضل من معظم الدول الأخرى، وعزت ذلك الفضل إلى "الكميات الضخمة من الأموال التي يتم ضخها في الرعاية الطبية"، لكنها ذكرت أن حالها ليس جيداً، مشيرة إلى أن الطاقة الاستشفائية تجاوزت لأول مرة 80 في المئة.

وذكرت أنه "حتى في أحلك أيام الوباء" أبلغت ولايات قليلة عن ضغط شديد في أقسام الأطفال (أي أن 90 في المئة من الأسرّة تم إشغالها)، وفي نوفمبر الماضي، أبلغت 17 ولاية بأنها في الوضع ذاته، وذلك بعد انتشار جراثيم بين الأطفال خصوصا.

وقالت المجلة إن "الانهيار بجودة الرعاية الصحية يساهم في ارتفاع مذهل في 'الوفيات الإضافية'، أي تلك الوفيات التي قد تتجاوز الرقم المتوقع سنوياً".

وأشارت إلى أنه وبالنسبة للعديد من الدول الثرية، فإن عام 2022 كان أسوأ من 2021، رغم أن الأخير شهد موجات عدة من تفشي الجائحة.

أعدت إيلاف هذا التقرير عن جريدة الحرة