يتداول الناس مفاهيم خاطئة حول صحة القلب، ويتعاملون معها كحقائق يلتزمون بها دون أسس علمية، رغم أنها بعضها يتعارض مع الدراسات الطبية الحديثة. إليكم التفاصيل.

أولاً: يقال "لا تقلق بشأن صحة قلبك إذا كنت صغيرا في السن".
وهذه مقولة لا تستند لأسس علمية. فالأزمات القلبية رغم حدوثها غالباً في سنٍ متأخر، قد تحدث في مرحلةٍ مبكرة مع اتباع أنماط حياة سيئة مثل التدخين وقلة النشاط، والنظام الغذائي السيئ، ومع ارتفاع الكوليسترول، وضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، والوزن الزائد.

ثانياً: يعتقد البعض أن "زيادة البروتين الدهني عالي الكثافة HDL (الكوليسترول النافع) يساعد في تحسين عمل القلب والأوعية الدموية، وأنه قد يوازن كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليتسرول الضار) ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب". والحقيقة أن الأبحاث العلمية الحديثة تقول أن زيادة نسبة الكوليسترول النافع لا تقلل مخاطر حدوث مشاكل في القلب.

ثالثاً: يسود اعتقاد أن "كل أنواع الدهون تضر بصحة القلب". والصحيح هو أن الاكثار من تناول الدهون المشبعة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون غير المشبّعة المتعددة مفيدة للوقاية من أمراض القلب. وعليه، ينصح الأطباء باستبدال الأطعمة المشبعة مثل اللحوم الحمراء والزبدة بدهون غير مشبعة مثل زيت الزيتون والأفوكادو.

رابعاً: يقال ان "النبيذ الأحمر مفيد لصحة القلب". والحقيقة هي أن العلاقة بين تناول الكحول وتحسين صحة القلب لا تزال غير واضحة. فـ"اتحاد القلب العالمي" يقول إنه لا توجد أدلة على وجود وقائي للكحول. وإذا كنت لا تشرب النبيذ، فلا تبدأ في تناوله لمجرد أنك تعتقد أن شرب النبيذ الأحمر مفيد لقلبك. علماً أن الأطباء يوصون بتقليل شرب الكحول، وينصحون بمشروبين أو أقل في اليوم للرجال ومشروب واحد أو أقل في اليوم للنساء.

خامساً: هل صحيح أن تناول الأسبرين يوميًا يفيد صحة القلب؟
في الواقع، إنها توصيات شائعة تنصح بتناول الأسبرين يومياً باعتباره واقياً من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية لدى البالغين فوق 40 عاما.
لكن، تناول الأسبرين بشكلٍ يومي قد يسبب القرحة والنزيف في الأمعاء والدماغ.
وعليه، لا بد من مراجعة الطبيب قبل تناول أي دواء.
ولقد أوصت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأميركية بضرورة توقف الأطباء عن وصف جرعة منخفضة من الأسبرين للبالغين فوق سن الستين يوميا، لأن الأضرار المحتملة للنزيف تفوق فوائد الوقاية من أمراض القلب.

سادساً: "يقال إن التمارين الهوائية فقط هي التي تعتمد على القلب وتفيد لصحته".
في الواقع، لا شك أن التمارين نافعة، ولكنها ليست الرياضة الوحيدة المفيدة. فتدريبات القوة أيضا لها فوائد صحية عديدة، بما في ذلك تحسين عوامل الحماية القلبية الوعائية، وخفض ضغط الدم.

سابعاً: يشاع أنه إذا اتبع الشخص نظامًا غذائيًا صحيًا ومارس الرياضة ولم يدخن فلن يصاب بنوبة قلبية أبدا.
وهذا ليس صحيحاً بالمطلق. فهناك العديد من العوامل الوراثية المختلفة التي قد تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية. لكن الخطر يزداد في حال اجتماع العوامل الوراثية مع نمط الحياة غير الصحي للإنسان.