باريس: في ما يأتي عشرة تواريخ رئيسية للتحرّك الدولي بشأن المناخ، تزامناً مع اقتراب موعد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين حول المناخ (كوب28) الذي ينطلق في دبي في 30 تشرين الثاني/نوفمبر.

أُنشئت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التي تضم خبراء مناخ مفوضين من الأمم المتحدة. وتتولى مجموعة الخبراء المتطوعين هذه تحليل التغير المناخي وتوفير أساس للمفاوضات خلال المؤتمرات المتمحورة على المناخ.

أطلقت قمة الأرض التي انعقدت في ريو دي جانيرو (البرازيل) أول دعوة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة وأُبرمت خلالها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC).

وبدءاً من العام 1995، بات ينعقد سنوياً في مدينة معيّنة مؤتمر أطراف (كوب) تشارك فيه الدول الموقعة على هذه الاتفاقية لتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة التغير المناخي.

اتفاقات عالمية
في مؤتمر الأطراف الثالث، نص بروتوكول كيوتو على ضرورة أن تخفض معظم البلدان الصناعية انبعاثاتها من غازات الدفيئة بين 2008 و2012 بنسبة 5,2% مقارنة بمعدّلات العام 1990.

وتضاءل نطاق تطبيق هذه الاتفاقية لأنها لم تشمل بلداناً كبيرة مثل الصين (التي أصبحت عام 2006 أكثر بلد يسجّل انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون) والهند والبرازيل، ولأن الولايات المتحدة رفضت في العام 2001 أن تصادق عليه.

في تشرين الأول/أكتوبر 2007، نالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التي اعتبرت في تقريرها الرابع أن ظاهرة الاحترار المناخي باتت "مسألة لا يمكن دحضها" مع ما تتسبّبه من تزايد للظواهر المناخية القصوى، جائزة نوبل للسلام مناصفةً مع نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور.

فشل مؤتمر الأطراف الخامس عشر الذي أقيم في كوبنهاغن، في التوصل إلى اتفاق عالمي، لكنّه شهد إقرار نص سياسي تم التفاوض عليه في اللحظة الأخيرة بمشاركة الصين والولايات المتحدة.

ويحدد هذا النص هدفاً يتمثّل بحصر ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، من دون التطرّق إلى الوسائل الضرورية لتحقيق ذلك.

يُعدّ اتفاق باريس الذي أُقرّ في كانون الأول/ديسمبر في نهاية مؤتمر "كوب21"، أول اتفاق يلزم المجتمع الدولي برمّته، احتواء الاحترار المناخي العالمي دون الدرجتين مئويتين بكثير مقارنة بالمستويات المسجلة قبل الثورة الصناعية، والسعي إلى حصره بحدود 1,5 درجة مئوية.

لكنّه لم يشر إلى هدف ملزم لكل بلد، فيما يتم ضمان التطبيق على المستوى الوطني.

تحرّكات شبابية
بدأت شابة سويدية تبلغ 15 عاماً هي غريتا تونبرغ تتظاهر أمام البرلمان السويدي في يوم جمعة من آب/أغسطس 2018، حاملةً لافتة كُتب عليها "إضراب مدرسي من أجل المناخ".

وفي غضون بضعة أشهر، ظهرت تحرّكات شبابية مماثلة من برلين إلى سيدني ومن سان فرانسيسكو إلى جوهانسبرغ، مما أدّى إلى ولادة حركة "فرايديز فور فيوتشر".

واستحالت غريتا تونبرغ التي أعلنت عام 2023 أنها ستنهي حركة "الإضراب المدرسي" بعدما أنهت دراستها الثانوية، رمزاً عالمياً لجيل يناضل من أجل المناخ.

في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، فشل مؤتمر الأطراف "كوب27" في شرم الشيخ بمصر في وضع أهداف جديدة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، في حين سُجّلت خلال العام 2022 معدلات قياسية عالمية جديدة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.

ترمي اتفاقية مونتريال التي تم التوصّل إليها في كانون الأول/ديسمبر في كندا، إلى وقف تدمير التنوع البيولوجي مع تحديد هدف يتمثّل بـ"أن تتم بحلول عام 2030 حماية ما لا يقل عن 30% من مساحات الأراضي والمياه الداخلية والمناطق الساحلية والبحرية (....) بشكل فعال والحفاظ عليها وإدارتها".

ويُعدّ التراجع في تنوع أشكال الحياة على الأرض نتيجةً مباشرة للأنشطة البشرية وتحديداً للتغير المناخي.

حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي في آذار/مارس من أن الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري سيصل إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية اعتباراً من السنوات 2030-2035.

وشهد صيف 2023 (حزيران/يونيو-تموز/يوليو-آب/أغسطس) أعلى متوسط لدرجات الحرارة العالمية تم قياسه على الإطلاق، بحسب مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.