كراتشي:شارك الاف يوم الثلاثاء في تشييع جنازة ضحايا تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 43 شخصا في كراتشي العاصمة التجارية لباكستان في تذكرة للتمرد الطالباني المتصاعد.
وحملت النعوش وسط جموع من المشيعين الذين حضروا جنازة ضحايا التفجير الذي وقع يوم الاثنين في موكب للشيعة خلال الاحتفال بعاشوراء.

وأبرز التفجير الذي وقع وسط موكب شيعي في كراتشي التحديات الامنية المتعددة التي تواجه باكستان حليفة الولايات المتحدة في وقت حساس بالنسبة للرئيس اصف علي زرداري الذي قد يضعف بدرجة أكبر اذا تجددت اتهامات فساد موجهة لاقرب مساعديه.
والى جانب متاعبه السياسية يواجه زرداري ضغوطا شديدة من واشنطن للقضاء على المتشددين الذين تقول انهم يستغلون مخابيء في باكستان للعبور الى أفغانستان ومهاجمة القوات الامريكية هناك.

وشنت الحكومة حملة أمنية في أكتوبر تشرين الاول الماضي استهدفت مقاتلي طالبان المرتبطين بالقاعدة في معاقلهم القبلية في شمال غرب باكستان وأسفرت تفجيرات انتقامية عن مقتل المئات منذ ذلك الحين في أنحاء باكستان.
وعلى الرغم من أن الحكومة اتهمت المتشددين بارتكاب هجوم كراتشي وهو ثالث هجوم من نوعه خلال ثلاثة أيام فان بعض المشيعين شككوا في أن يكون أخوانهم المسلمون قادرين على ارتكاب مثل هذه المذبحة.

وقال سيد كوثر حسين زيدي وهو محام شيعي quot;أنا متأكد مئة بالمئة من أن الولايات المتحدة وعملاءها هم وراء هذا الهجوم وكل الهجمات المماثلة الاخرى في البلاد.quot;
وأضاف quot;هدفهم هو زعزعة استقرار باكستان. المتطرفون الدينيون المزعومون الذين ينشرون هذا الارهاب ما هم الا دمى في يد الولايات المتحدة.quot;

وردد مشيعون غاضبون هتافات مختلطة منها quot;فلتسقط امريكا ولتسقط طالبان ولتسقط اسرائيل.quot;
وحث رجال الدين الناس على الهدوء.
وربما يكون هجوم كراتشي جزءا من سلسلة من التفجيرات التي تهدف الى نشر الذعر أو محاولة لاشعال فتنة طائفية لاضافة المزيد من الضغوط على قوات الامن او خلق أزمة أمنية جديدة.

ونظمت قوات الامن الباكستانية دوريات في شوارع شبه خالية في كراتشي عاصمة اقليم السند.
وفي وقت سابق دعا وزير الداخلية الباكستاني للهدوء في كراتشي أكبر المدن الباكستانية حيث تفقد أصحاب المتاجر محالهم المدمرة بعد يوم من الهجوم.

وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين quot;أناشد أبناء كراتشي التحلي بالهدوء. هذا هو المركز الاقتصادي لباكستان.quot; وأدلى بهذه التصريحات بعد تشييع جنازة جندي من قوات أمن قالت السلطات انه هاجم الانتحاري.
وأعلن حاكم اقليم السند يوم الثلاثاء عطلة عامة. وتوقفت خدمات النقل العام وأغلقت أغلب المتاجر ومحطات الوقود بعد أن دعت الاحزاب الدينية والسياسية الى الحداد الوطني.

ويشن جيش باكستان القوي حملة على معاقل المتشددين في مناطق يغيب عنها القانون في شمال غرب البلاد. لكن يصعب على القوات التقدم في المناطق الجبلية الوعرة.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني quot;نقوم بحملة عسكرية على معاقلهم على مستوى القاعدة. انهم يدمرون سلام البلاد.quot;

وقال وسيم أحمد قائد شرطة كراتشي لرويترز quot;ألقينا القبض على البعض ونجري تحقيقات... طبقا لتحقيقاتنا المبدئية كان عمر الانتحاري بين 18 و20 عاما واستخدم ثمانية أو تسعة كيلوجرامات من المتفجرات.quot; وأضاف أن النيران اشتعلت في 500 متجر على الاقل وتسعة مبان عقب التفجير.
وقال أنجوم نقوي الذي شارك في الموكب الذي تعرض للهجوم quot;من الواضح أن الارهابيين منظمون للغاية. انهم يريدون زعزعة استقرار البلاد.quot;

وصرح هاشم رضا زيدي مسؤول الصحة باقليم السند بأن عدد القتلى ارتفع الى 43 في حين أن 52 شخصا ما زالوا في المستشفيات لتلقي العلاج.
وقال محمد شمس صاحب متجر للبلاستيك quot;أعلم أنها خسارة فادحة لاسر القتلى. لكن ماذا عن أسرنا. نحن أحياء لكننا فقدنا كل شيء.quot;

واشتهرت مدينة كراتشي التي يسكنها 18 مليون نسمة بالعنف العرقي والطائفي لكنها ظلت بمنأى عن هجمات طالبان خلال العامين المنصرمين.