أميركا واليمن تنسقان لإحتواء الإرهاب الجويّ

اليمن... حرب الغد الأميركية بعد الأمس في العراق واليوم في أفغانستان

توجيه التهمة إلى شاب نيجيري بمحاولة تفجير طائرة أميركية

التحقيق مستمر مع عبد المطلب... والمسافرون أكبر الضحايا

تفاصيل مثيرة في كواليس التحري عن المتهم في هجوم ديترويت

أظهرت محاولة الإعتداء الفاشلة على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد والتي نفذها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب قدرة تنظيم القاعدة على تنفيذ هجمات رغم الضربات التي تلقاها. ويرى محللون ان تحرك اليمن ضد القاعدة كان محدوداً ما سمح للتنظيم بالتحرك خارج البلاد. وقال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إنه من المحتمل وجود ما يصل إلى 300 من متشددي تنظيم القاعدة في بلاده وأن بعضهم قد يخطط لشن هجمات على أهداف غربية.

عواصم:يرى محللون ان الاعتداء الفاشل الذي نفذه نيجيري مستهدفاً طائرة أميركية يوم عيد الميلاد يظهر قدرة تنظيم القاعدة في اليمن على تنفيذ هجمات في الخارج على الرغم من الضربات التي تلقاها اخيراً. وعلى الرغم من الضغط الذي مارسته واشنطن والرياض، كان تحرك صنعاء ضد القاعدة محدوداً جداً طوال سنوات، وتمكن التنظيم من التحرك خارج البلاد بحسب المحللين. وتعد محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) على متن طائرة اميركية يوم عيد الميلاد قبيل وصولها الى ديترويت من امستردام، اخر عمل يتبناه quot;تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العربquot;. وبحسب وسائل اعلام اميركية، اكد عبدالمطلب للمحققين انه ينتمي الى القاعدة وانه تلقى التدريب في اليمن وحصل على التجهيزات من هذا البلد..

وقال رياض قهوجي الذي يدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومقرها دبي ان quot;حادثة الطائرة الاميركية تظهر ان هذه المجموعة قادرة على التخطيط وعلى تنفيذ هجمات في الخارجquot;. واضاف ان quot;ذلك يظهر ايضا ان القاعدة التي تزداد لا مركزيتها منذ سنوات، قد ترسخت في اليمنquot;.

وتشير وكالات الاستخبارات الأميركيَّة إلى أن تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحول من إقليمي إلى عالمي، وشكل شبكة ناشطة خارج باكستان. وتفيد جهات رسميَّة أميركيَّة أن طموحات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربيَّة باتت عالميَّة، وان تضاعف نشاط القاعدة في اليمن اثار حفيظة الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي طالب بالتدخل الى جانب السلطات اليمنية ومساعدتها على قصف معاقل التنظيم الارهابي في وقت سابق من الشهر الجاري

.

طائرة تابعة للجيش اليمني تحلق فوق منطقة في محافظة صنعاء بعد أن نفذت قوات الأمن عمليات ضد تنظيم القاعدة في المنطقة

النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب ( يمين الصورة) مع مجموعة من زملائه بينما كان في رحلة مدرسية إلى لندن

بدوره، قال وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي في وقت سابق إنه من المحتمل وجود ما يصل الى 300 من متشددي تنظيم القاعدة في بلاده وان بعضهم ربما يخطط لشن هجمات على اهداف غربية. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه يوجد بطبيعة الحال عدد من نشطاء القاعدة في اليمن وبعض زعمائها. وقال انهم ربما كانوا يخططون بالفعل لشن هجمات مماثلة لما حدث مؤخرا في ديترويت. وردًا على سؤال بشأن عدد ناشطي القاعدة في بلاده قال القربي انه لا يستطيع تقديم رقم محدد وربما كان هناك ما يتراوح بين 200 و300 منهم.

وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت أن النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب جاء إلى اليمن مرتين الأولى عام 2004، واستمر حتى 2005، والثانية في آب/أغسطس الماضي وغادر في الأسبوع الأخير من كانون الأول/ديسمبر قبل محاولته تفجير الطائرة. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي، إن قدوم الشاب النيجيري إلى اليمن quot;كان تحت مبرر انه يدرس ويتعلم اللغة العربية وفي الفترة الأخيرة جاء بطلب من معهد صنعاء لتدريس اللغةquot;، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي.

وقال الناطق باسم الحكومة quot;لقد حصل الشاب النيجيري على التأشيرة لدخول اليمن كون الجهات المعنية لم يكن لديها أي معلومات تفيد أو تشتبه بارتباطه بالعناصر الإرهابيةquot;، كما quot;لم يكن اسمه ضمن القوائم التي تسلمتها الأجهزة المختصة في اليمن حول العناصر الإرهابية المطلوب القبض عليها، فضلا عن كون الجهات المعنية اطمأنت لدى منحه التأشيرة لوجود عدة تأشيرات في جوازه من العديد من الدول التي تتعاون معها اليمن في مكافحة الإرهاب بما في ذلك تأشيرة مازالت سارية المفعول إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن كان قد زارها من قبلquot;.

وجدد أوباما الثلاثاء في تصريح حول الاعتداءات تأكيده اطلاق تحقيق سريع حول محاولة تفجير الطائرة التابعة لشركة دلتا يوم الجمعة الماضي اثناء اقترابها للهبوط في ديترويت. كما طالب باعادة النظر في الاجراءات الامنية المعتمدة خاصة وانه كان قد شهد تطورًا ملموسًا منذ هجمات 2001. واعلن أوباما ان محاولة التفجير شكلت quot;فشلاًquot; لأجهزة الامن الداخلي والاستخبارات الاميركية، داعيًا الى سد الثغرات الامنية بسرعة.

وبدأت القاعدة هجماتها في اليمن عام 2000 عندما استهدفت في تفجير انتحاري المدمرة الاميركية يو اس اس كول في مرفأ عدن. وبعد عدة عمليات في اليمن، دخل التنظيم في مرحلة من الهدوء بين 2003 و2007. وقال قهوجي quot;يبدو انه كانت هناك هدنة غير معلنة بين المجموعة والسلطاتquot; طالما لا تستهدف القاعدة اهدافا داخل اليمن.

الا ان مجموعة من الهجمات استهدفت سياحا اجانب في اليمن بين تموز/يوليو 2007 وكانون الثاني/يناير 2008 دون ان تقوم السلطات بردة فعل حاسمة. وفي اذار/مارس 2008، استهدفت القاعدة السفارة الاميركية في صنعاء ما اسفر عن مقتل شخصين في مدرسة مجاورة. وبعد ذلك، تعاظم عمل القاعدة في اليمن مع انضمام الفرع السعودي وتأسيس quot;تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العربquot;.

وقد خطط هذا التنظيم لعدة هجمات في السعودية. وكثفت الرياض عملياتها ضد القاعدة وقامت باعتقالات وضبطت مخابئ للاسلحة تابعة للقاعدة او لمجموعات قريبة منها. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ان quot;ذلك يظهر ان القاعدة يمكن ان تشكل خطرا على المملكةquot; مذكرا بانه quot;من الصعب مراقبة الحدود (بين السعودية واليمن) التي تمتد على طول 1800 كلم في الصحراء والجبالquot;.

الا ان التكتيك تغير حاليا مع وجود تنسيق اكبر بين صنعاء وواشنطن والرياض بحسب رياض قهوجي الذي يستشهد بالغارات الجوية الاخيرة التي استهدفت معسكرات للقاعدة في شرق اليمن.
وقال ان هذه الغارات تظهر بان quot;جبهة نشطة قد فتحت ضد التنظيم في اليمنquot;، مع العلم ان وسائل اعلام اميركية اكدت ان خبراء عسكريين اميركيين يدربون القوات اليمنية منذ عدة اشهر.

وتؤكد صنعاء ان عملياتها الاخيرة ضد القاعدة اسفرت عن مقتل اكثر من 60 عنصرا من التنظيم في حين يؤكد مسؤولون محليون ان عشرات المدنيين قتلوا ايضا في الغارات. ويرى الخبير اليمني محمد سيف حيدر ان الضحايا المدنيين هم بالواقع ضحايا القاعدة بشكل غير مباشر. وقد نجا من الغارات ابرز قادة التنظيم اضافة الى الامام اليمني الاميركي انور العولقي الذي يعتقد انه كان على علاقة مع العسكري الاميركي الفلسطيني الاصل نضال حسن الذي نفذ اطلاق النار الدامي في قاعدة فورت هود في تكساس الشهر الماضي