فيما يعد فهم أميركا لتعقيدات السياسة اليمنيّة محدودًا يرى خبراء أنّ سبل إنجاح جهود اليمن المناوئة للإرهاب تكمن في أمرين، أولهما عدم استعجال الخروج من المشكلة، وثانيهما وضع إستراتيجية مشتركة مع السعودية. وفي وقت ينتظر صالح المساعدات العسكرية الأميركية، ترى صحيفة وول ستريت جورنال ان دعم صنعاء يتطلب ما هو أكثر من ذلك اذ هي تحتاج إلى المساعدة التنموية أيضًا.

Yemeni security forces stand guard in front of a portrait of ...

تعد صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرًا تحت عنوان quot; مشاكل اليمن تتحدى الحلول السريعةquot;، وفيه تنقل عن محللين تأكيدهم أنه في الوقت الذي تجاهد فيه الحكومة اليمنية لمجابهة العديد من المشاكل التي تؤرقها، تلعب المملكة العربية السعودية دورًا مهمًّا في إنجاح تلك الجهود.

وتنقل الصحيفة في مستهل حديثها عن جون ألترمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والذي يدير الآن برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قوله ان :quot; اليمن شأنه شأن هايتي، مدجج بالبنادقquot;. وذلك في إشارة منه إلى أنه دولة فقيرة تتسم بالانفلات الأمني، وضعف الحكومة المركزية، ومراكز القوى المتنافسة، التي تشكل المحور الأكثر خطورة لأن القوى الخارجية ذات النية السيئة تسعد بتسليحهم.

وبعدما تلفت الصحيفة إلى انزعاج واشنطن من تواجد مئات الناشطين التابعين لتنظيم القاعدة في اليمن، في الوقت الذي تُحَاصر فيه الحكومة اليمنية بالعديد من المشكلات الخطرة، مثل التمرد العرقي في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب وانخفاض عائدات النفط وكذلك نقص المياه، تمضي لتواصل نقلها عن ألترمان قوله :quot; لا تعتقد الحكومة اليمنية أساسًا أن المشكلة الأكبر التي تواجهها هي تنظيم القاعدةquot;. وإن كانت تلك الأخبار هي أخبار سيئة، فإن الأخبار الجيدة، بحسب الصحيفة، هي أن اليمن يمتلك قائدًا مثل الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يعدّ واحدًا من أبرز القادة المتبقين على الساحة في منطقة الشرق الأوسط والذي يبدو عازمًا على ملاحقة تنظيم القاعدة، إذا ما تحصل على ما يكفي من مساعدة تمكنه من تحقيق ذلك.

وتتابع الصحيفة حديثها بالقول إنه وفي الوقت الذي لا يُرجح فيه أن تتمكن الولايات المتحدة من تقديم يد العون بالصورة المنتظرة للرئيس علي عبد الله صالح لينجح في ما يصبو إليه، فإن سبل إنجاح جهود اليمن المناوئة للإرهاب تكمن في أمرين، أولهما عدم استعجال الخروج من المشاكل ( أو عدم توقع الحلول السريعة )- وثانيهما، وضع إستراتيجية مشتركة مع الأصدقاء في المملكة العربية السعودية. ثم تنتقل الصحيفة بعدها لتشير إلى أن الانتقادات التي توجه الآن للرئيس اليمني لفشله في التعامل مع خطر القاعدة في وقت مبكر، تفتقر إلى حقيقتين رئيسيتين؛ أولهما، أن الخطر الفوري المتنامي على حكمه كان يتمثل في التمرد المسلح من قبل الحوثيين في الشمال، أما الثانية فهي أن اليمن - شأنه شأن أفغانستان - يتواجد فيه قدر كبير من التعاطف القبلي والعائلي مع الناشطين الإسلاميين.

والجزئية الأهم هنا ndash; بحسب الصحيفة ndash; هي أن الرئيس علي عبد الله صالح متأهب على أقل تقدير الآن لمحاولة الدخول في مواجهة ضد تنظيم القاعدة، خاصةً بعد أن بات يهدده بصورة متزايدة. وترى الصحيفة أنه بحاجة إلى المساعدة العسكرية، وتلفت إلى أنه سيتحصَّل عما قريب على قدر كبير من تلك المساعدة من الولايات المتحدة. لكنها تعود لتشير إلى أن دعم موقف الرئيس اليمني يتطلب ما هو أكثر من ذلك، فهو يحتاج إلى المساعدة التنموية، ويريد أن يتحصل على المساعدة بغية تذليل العقبات التي تعترض سبيل بلاده للالتحاق بمنظمة التجارة العالمية، التي ستمنحه الدعم الملموس والرمزي.

ثم تنتقل الصحيفة في السياق نفسه لتلفت إلى النقطة المحورية والأكثر أهمية في ما يتعلق بمساعي التعاون الأميركية - اليمنية، فتقول إنه وعلى الرغم من هذا كله، فإن فهم أميركا لتعقيدات السياسة اليمنية يعد فهمًا محدودًا بكل تأكيد، وهو ما يعني أن واشنطن بحاجة إلى توجيه بشأن ما يجب القيام به وكيف لها أن تفعله بصورة صحيحة. وهنا، تشير الصحيفة إلى أن الشريك الرئيس في تلك الجبهة هي المملكة العربية السعودية، تلك الجارة التي تربطها علاقات معقدة، وأبوية في بعض الأحيان مع اليمن.

وتختم الصحيفة حديثها في النهاية بالتأكيد أن الولايات المتحدة تريد مساعدة استخباراتية من المملكة العربية السعودية لتحديد التهديدات الإرهابية، كما تحتاج إلى أن تقوم المملكة وغيرها من الحلفاء الخليجيين باحتضان الرئيس اليمني في إظهار للتأييد العربي الشقيق. وفي غضون ذلك، يقول مسؤولون أميركيون وسعوديون إنهم يتحدثون على نطاق واسع عن كيفية القيام بمثل هذه الأمور، ويقولون إنه يجب البحث عن دلائل أكثر من ذلك في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك. وتنهي الصحيفة بالتأكيد على أن السعوديين لديهم كل الحق في المساعدة لتحقيق الاستقرار باليمن؛ فهناك عدد يتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص يحاولون التسلل يوميًا إلى داخل المملكة عبر الحدود بصورة غير شرعية.

وتنقل هنا عن مسؤول سعودي بارز، لم تكشف عن هويته، قوله :quot; لكن لا تتوقعوا المعجزات. فإن كنتم ترغبون في حل مشاكل اليمن، فأنت مطالب بانتهاج إستراتيجية طويلة الأمدquot;.