ضربت بريطانيا الاربعاء موجة صقيع هي الاسوأ منذ حوالى ثلاثين سنة، مصحوبة بتساقط كثيف للثلوج ساهمت في شل حركة النقل في حين سجلت باقي مناطق القارة الاوروبية درجات حرارة متدنية.
لندن: قال مركز الارصاد الجوية البريطاني ان quot;الطقس البارد وصل منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر في ما يعد اطول فترة تسجل فيها درجات حرارة متدنية في بريطانيا منذ كانون الاول/ديسمبر 1981quot;، موضحا انه يتوقع ان تستمر موجة الصقيع للاسبوعين المقبلين.
وقال متحدث باسم مركز الارصاد الجوية لوكالة فرانس برس ان quot;الرياح التي تهب من سيبيريا باردة وجافة عندما تصل الى أوروبا. لكن لدى عبورها بحر الشمال تحمل معها رطوبة تتحول الى ثلوج تتساقط على بريطانياquot;، موضحا ان عددا كبيرا من الموظفين العاملين في المركز لم يتمكن من الوصول اليه بسبب الثلوج والجليد.
وبعد ان تساقطت الثلوج على اسكتلندا وشمال انكلترا، غطت الليلة الماضية جنوب البلاد والعاصمة لندن وبلغت سماكتها 30 سنتم في بعض المناطق. وقال المتحدث انه quot;يتوقع ان يتراجع تساقط الثلوج تدريجياquot;. وتوفي متقاعد مساء الثلاثاء بعد ان فقد السيطرة على سيارته على طريق غطتها طبقة من الجليد في تيتشفيلد (جنوب).
وحالة الطقس هذه تسببت في شل حركة النقل وفي اغلاق الاف المدارس وتغيب الموظفين عن مراكز عملهم في مؤسسات عدة. وقام الجيش بانقاذ اكثر من 500 سائق علقوا مساء الثلاثاء في سياراتهم على طريق سريع في هامبشر. وتأثرت حركة الملاحة الجوية في معظم مطارات البلاد تقريبا وكان بعضها لا يزال مغلقا صباحا مثل مطار غاتويك (لندن) حيث الغيت 243 رحلة في حين تأخر موعد رحلات اخرى.
والغت شركة ايزي جيت للرحلات الجوية ذات الاسعار المخفضة اكثر من 200 رحلة وتوقعت بريتش ايرويز ان يطرأ تأخير على عدد من رحلاتها. وقال متحدث باسم المطار ان معظم الرحلات بين جنيف وبريطانيا الغيت في حين لم تتأثر حركة الملاحة في سويسرا. كما تسبب تساقط الثلوج في بريطانيا الاربعاء في تأخير والغاء اربع رحلات في اللحظة الاخيرة لقطارات يوروستار بين لندن وبروكسل وباريس بحسب الشركة. وقبل اعياد الميلاد، تسبب توقف رحلات القطارات بين ضفتي المانش لمدة ثلاثة ايام بحالة من الفوضى.
كما الغيت مسابقات رياضية عديدة. والرياح الاتية من سيبيريا المتجهة جنوبا غطت قسما من فرنسا بالثلوج خصوصا في جنوب وجنوب غرب البلاد ما ادى الى شل حركة السير. وتوقعت الارصاد الجوية الفرنسية تساقط الثلوج بعد الظهر لتصل سماكتها الى 10 سنتيمترات.
وسجلت باقي مناطق أوروبا التي لم تتساقط الثلوج عليها، درجات حرارة متدنية جدا كما في النروج حيث وصلت الحرارة في ريروس (وسط) الى 41 درجة تحت الصفر في ادنى مستوى لها منذ 1987. وواجهت البلاد مشاكل في وسائل النقل رغم ان درجات الحرارة المتدنية امر معهود.
وفي لاهاي، يتوقع ان يتزلج 1400 شخص الاربعاء على بحيرة متجمدة وهي فرصة نادرة لم تسنح في السنوات الماضية. وتساقطت الامطار في وسط أوروبا وجنوبها حيث كانت درجات الحرارة مقبولة. وفي المجر، ساهمت درجات الحرارة التي تراوحت بين صفر واربع درجات تحت الصفر في تحويل الرطوبة الى جليد في الجنوب ما سبب تأخيرا في وسائل النقل. ولم تتسبب الثلوج التي سقطت على البلاد باي مشاكل تذكر.
وساهم تساقط الامطار الغزيرة في ارتفاع منسوب نهر التيبر ما قد يتسبب في فيضانات في روما. ويتوقع ان تصل سماكة طبقة الثلوج في المانيا الى 40 سنتم اعتبارا من الجمعة حيث تتراوح درجات الحرارة بين درجتين و10 درجات تحت الصفر. كما يتوقع ان تغطي الثلوج بلجيكا التي تواجه نقصا في الاملاح المستخدمة لتذويب الثلوج.
التعليقات