سد زهاء 500 عامل مضرب طريقا رئيسيا قرب العاصمة الجزائرية يوم الخميس وواجهوا صفوفا من قوات الأمن المزودة بمدافع المياه والعربات المدرعة.

روبية: أحدث الحادث حلقة في سلسلة اضرابات بسبب تضخم الأسعار وصعوبة ظروف المعيشة يقول بعض المحللين انها قد تقوض الاستقرار الهش في الجزائر وهي تخرج من سنوات الصراع مع المتمردين الاسلاميين. وبدأت المواجهة مع الشرطة في مدينة رويبة الصناعية بعد ان بدأ خمسة آلاف موظف يعملون في الشركة الوطنية للمركبات الصناعية المملوكة للدولة اضرابا مفتوحا للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.

وشارك عمال من مصانع أخرى في رويبة التي يعمل بها ما يقرب من 20 ألف شخص في الاضراب يوم الخميس وانضموا الى مسيرة احتجاجية قرب مصنع المركبات. ووقعت بعض الاشتباكات الطفيفة بالأيدي عندما تحركت قوات الامن لمنع المحتجين من السير باتجاه العاصمة. وقال بنمولود أميزيان زعيم نقابة عمال المركبات quot;لا يمكنا أن نتوقف الآن. سنمضي في طريقنا قدما. مطالبنا عادلة ولا بد أن تستمع الحكومة الينا.quot;

ويعيد الاضراب في رويبة الى أذهان كثير من الجزائريين ذكرى أحداث quot;الاول الأسودquot; عام 1988 عندما أدت حركة احتجاج بدأت في المصانع الى أعمال شغب في شتى أنحاء الجزائر قتل خلالها ما يقرب من 500 شخص. وينظر الى تلك الصدامات بشكل واسع على أنها كانت البداية لتمرد الاسلاميين الذي استمر على مدى عشر سنوات.

وحاولت الحكومة الجزائرية تفادي الاستياء الشعبي من خلال انفاق مليارات الدولارات من عائدات صادرات النفط والغاز على مشروعات لتحسين ظروف الاسكان وبناء البنية الأساسية وخلق فرص عمل. لكنها لم تتمكن من الحد من التضخم الذي يقول العمال انه ابتلع الزيادات في الرواتب. وتفيد الاحصاءات الرسمية بأن متوسط تضخم أسعار المستهلكين بلغ 5.7 في المئة في الأشهر الاحد عشر الاولى من العام الماضي لكن أسعار المنتجات الزراعية الطازجة ارتفعت بنسب وصلت الى 21 في المئة.

وقال علي منصوري وهو أحد العمال المضربين quot;أنا عامل فقير في بلد غني. راتبي لا يكفي لاطعام وتعليم أطفالي الاربعة.quot; وتزايدت أعراض الاضطراب الاجتماعي. ففي أكتوبر تشرين الاول رشق ما يقرب من مئة محتج غاضبين على ظروف الاسكان الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة في حي فقير في العاصمة الجزائر مما أدى الى اصابة شرطي بجروح بالغة. ونظمت نقابة للمعلمين إضرابا استمر ثلاثة أسابيع العام الماضي وكان من بين أكبر الاضرابات في الجزائر منذ سنوات. كما بدأ كبار الاطباء الآن احتجاجهم النقابي