تخيم أجواء من التوتر على الشارع القبطي في مصر في أعقاب حادثة quot;نجع حماديquot; دعا نشطاء أقباط وآخرون من الحقوقيين لوقفة احتجاجية يوم السبت أمام مكتب النائب العام وسط القاهرة، تضامناً مع أسر الضحايا مطالبين بمحاكمة عاجلة وصارمة ضد المتهمين والمسؤولين المحليين. من جانبه استبعد البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ، أن يلجأ المسيحيون للعنف أو حمل السلاح.


القاهرة: رغم الإجراءات الأمنية المشددة في محيط مدينة quot;نجع حماديquot; في صعيد مصر، عقب الاعتداءات الدامية التي راح ضحيتها سبعة قتلى وعدد مماثل من المصابين، فإن أجواء من الاحتقان والتوتر باتت تخيم على الشارع القبطي عموماً، وليس فقط في المدينة الجنوبية التي نكبت بهذه الجريمة ليلة احتفال الأقباط بعيد الميلاد، لكن في كافة أنحاء البلاد، وأقامت عشرات الكنائس الصلوات على أرواح الضحايا، وبدت الأجواء متوترة نتيجة أحداث العنف الطائفي المتكررة في البلاد .

وفي سياق التداعيات التي ترتبت على ذلك فقد دعا نشطاء أقباط وآخرون من الحقوقيين لوقفة احتجاجية يوم السبت أمام مكتب النائب العام وسط القاهرة، تضامناً مع أسر الضحايا مطالبين بمحاكمة عاجلة وصارمة ضد المتهمين والمسؤولين المحليين وغيرهم هناك، كما دعت مجموعات عبر شبكة التواصل الاجتماعي على الإنترنت quot;فيس بوكquot; إلى وقفة احتجاجية سلمية أمام الكاتدرائية المرقسية في العباسية الأربعاء المقبل قبل اجتماع البابا شنودة الأسبوعي، لإعلان احتجاج الأقباط عما حدث في نجع حمادي .

من جانبه استبعد البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ، أن يلجأ المسيحيون للعنف أو حمل السلاح، في ظل تواتر وتصاعد الاعتداءات الطائفية التي كانت آخرها تلك التي شهدتها مدينة quot;نجع حماديquot; في صعيد مصر ليلة احتفال الأقباط بعيد الميلاد، ولدى خروجهم من الكنيسة فتح مسلمون رصاص بنادقهم عليهم ما أدى إلى مصرع ستة مسيحيين وشرطي مسلم، فضلاً عن إصابات أخرى تنوعت بين الخطرة والبسيطة، وقال البابا شنودة الثالث quot;إن المبادئ المسيحية تدعو لعدم اللجوء للعنف، إلا أنه يحق للمواطنين المسيحيين المطالبة بحقوقهم في إطار قانوني وسلميquot; .

ضبط المتهمين
وأعلنت سلطات الأمن المصرية إلقاء القبض على ثلاثة من المشتبه بارتكابهم واقعة إطلاق الرصاص على المسيحيين لدى خروجهم من قداس عيد الميلاد في مدينة نجع حمادي في صعيد مصر، ما أدى إلى مقتل ستة مسيحيين وحارس مسلم، وإصابة آخرين، وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية إن المتهمين هم محمد حمام الكومي، وقرشى أبو الحجاج ، وهنداوى صباح .
وأصرت دوائر الأمن المصرية على وصف الحادث بأنه جنائي وقالت وزارة الداخلية في بيان لها quot;إن كافة الأدلة المتوافرة تستبعد أن يكون لهذه الجريمة أبعاد طائفية، بل هي جنائية، وأن المؤشرات تربطه بتداعيات اتهام شاب مسيحي باغتصاب فتاة مسلمةrlm;quot;، كما يقول بيان الداخلية .

أما الأنبا بسنتي سكرتير البابا، وأسقف حلوان والمعصرة فيؤكد ضرورة خضوع المتهمين لمحاكمة صارمة والأحكام رادعة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الوقائع الدامية التي يروح ضحيتها أبرياء، مؤكداً أن التساهل أو التسامح في محاسبة الجناة من شأنه أن يشجع آخرين على تكرار مثل هذه الأحداث التي ستصب في نهاية المطاف في غير صالح الوطن وأمنه واستقراره، على حد تعبيره .

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن نحو ثلاثين في المئة من سكان مدينة نجع حمادي هم من المسيحيين، فضلاً عن محافظ قنا مجدي أيوب هو المحافظ المسيحي الوحيد بين تسعة وعشرين محافظا في شتى الأقاليم المصرية، غير أن نشطاء مسيحيين وحقوقيين في مصر يطالبون باقالته قائلين ان وجوده لا يوفر حماية للمسيحيين، بل أصبح عبئاً عليهم كما يقولون .

وخلال اتصال هاتفي أجريناه مع الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، قال quot;إنه هو شخصياً كان المستهدف بالاغتيال من وراء هذا الحادث، على خلفية أحداث مدينة quot;فرشوطquot; الأخيرة، والتي تسببت فيها قضية اتهام شاب مسيحي بالاعتداء على فتاة مسلمة ما أدى إلى أحداث عنف ضد مئات المسيحيين في قرية quot;أبوشوشةquot; ومركز quot;فرشوطquot; في محافظة قنا أقصى جنوب مصر .

المشهد الميداني
ووسط أجواء من التوتر والإجراءات الأمنية المشددة شيع في مدينة نجع حمادي في صعيد مصر عشرات الآلاف من المسيحيين المصريين، جثامين الضحايا الستة الذين لقوا مصرعهم نتيجة إطلاق الرصاص عليهم من جانب ثلاثة مسلحين مسلمين، وخلال المسيرة علت هتافات مناوئة للحكومة تتهمها بالتواطؤ والتقصير في حماية مواطنيها المسيحيين .

وانتشر المئات من رجال الشرطة في مدينة quot;نجع حماديquot; بعد حادث الاعتداء الذي ارتكبه مسلمون مجهولون حين أطلقوا الرصاص عشوائياً على جموع المصلين بعد انتهاء قداس الصلاة بمناسبة عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي يوافق يوم السابع من يناير سنويا، وقال شهود عيان اتصلنا بهم هاتفياً إنه عقب خروج مئات المصلين من كنيسة السيدة العذراء في نجع حمادي تعرضوا لوابل من الطلقات النارية .
في سياق متصل قالت مصادر محلية اتصلنا بها إن السبب الرئيس وراء أحداث quot;نجع حماديquot; الطائفية هي تداعيات الأحداث الطائفية التي شهدتها مدينة quot;فرشوطquot;، والتي وقعت أخيراً وتسبب فيها قضية اعتداء شاب مسيحي على فتاة مسلمة، ما أدى إلى أحداث عنف ضد المسيحيين في قرية أبو شوشة ومركز فرشوط التابع لمحافظة قنا في صعيد مصر .

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أشعل مئات المسلمين النار في متاجر لمسيحيين في مدينة فرشوط المجاورة بعد أن فشلوا في الفتك بشاب مسيحي أثناء قيام الشرطة بنقله إلى المحكمة لنظر تجديد حبسه في قضية هتك عرض فتاة مسلمة وأصيب سبعة مسيحيين على الأقل ومسلم واحد بجروح طفيفة بسبب تراشق مجموعتين من الجانبين بالحجارة في المدينة، لكن أيا من المصادر لم يربط على الفور بين أحداث فرشوط وهجوم نجع حمادي الأخير .