همام خليل أبو ملال البلوي

رغم أن الحكومة الأردنية التزمت الصمت حول تفجير القاعدة الأميركية في إقليم خوست في أفغانستان حيث إن منفذ الهجوم، همام خليل أبو ملال البلوي، أردني الجنسية إلا أنها عززت من الإجراءات الأمنيّة وكثفت الحراسة على مؤسسات الدولة ومنها وزارة الداخلية والدوائر التابعة لها.

عمان: لم تعلق الحكومة الأردنية إزاء تفجير القاعدة الاميركية في أفغانستان، الذي أدى إلى مقتل سبعة ضباط في وكالة الاستخبارات الأميركية بينهم الضابط الأردني النقيب الشريف علي بن زيد، رغم أن منفذ الهجوم الانتحاري هو الأردني همام البلوي.

وجاءت هذه الحادثة لتكشف مجدداً استهداف تنظيم القاعدة للدولة الأردنية، ولعل فكرة الاستهداف والاختراق من قبل تنظيم القاعدة تدركها الاجهزة الرسمية وتتعامل معها بيقظة أمنية منذ عام 2005 حيث ان تفجيرات فنادق عمان ما تزال في الذاكرة.

ومنذ ذلك الوقت لم تنجح القاعدة في تسجيل أي إختراق أمني أو القيام بأعمال إرهابية على الساحة الأردنية وباتت الدولة بكافة مستوياتها الرسمية والشعبية تدافع عن أمنها واستقرارها، وتمكنت السلطات الامنية من إحباط عدة محاولات للقاعدة.

زوجة همام البلوي
زوجة همام البلوي تتحدث إلى الصحافيين

وحادثة البلوي جاءت بدلالة واضحة للأجهزة الرسمية، خاصة بعد شريط تسجيلي بثته قناة الجزيرة، حيث بدأ واضحا ان التفجير كان إنتقاماً من المخابرات الأردنية والأميركية، وباتت القناعة مترسخة أن الأردن مستهدف من قبل القاعدة لمشاركته في شن حرب على الارهاب، والقاء القبض على الخلايا الارهابية، والمشاركة في قتل ابو مصعب الزرقاوي في العراق.

وفي ظل مخاوف ومواجهة خطر محتمل اتخذت السلطات تدابير وإجراءات إحترازية بصورة ملحوظة عند بعض المؤسسات الامنية، وكذلك قامت بنشر دوريات للشرطة عند معظم مداخل المناطق في العاصمة عمان، والمحافظات. وبدا ملحوظا تكثيف الحراسات على المؤسسات الامنية منها وزارة الداخلية والدوائر التابعة لها، وكذلك تكثيف الاجراءات الاحتزارية في كل المحافظات خصوصا المناطق السياحية منها.

وقالت مصادر أمنية أردنية لـ quot;ايلافquot; إن quot;الحيطة والحذر وصد كل الهجمات الارهابية المتوقعة من تنظيم القاعدة يتطلب يقظة وإجراءات احتزارية ووقائية في كل المجالات وفي كل انحاء المملكةquot;.

وتضيف تلك المصادر ان الأردن ومن أجل حماية أراضيه وحياة مواطنيه يتعامل مع كل معلومة تصله بدقة، ويكثف عمليات البحث والتحري عن اي شخص له علاقة بالتنظيم او بمجرد الاشتباه به، لان قناعة الجهاز الامني بكل أطيافه أن الأردن بات مستهدفاً. وكما ألمح المصدر الى ان هناك عمليات بحث جارية عن مجموعة أشخاص يشتبه أن لهم علاقة بتظيم القاعدة يخططون لاستهداف المؤسسات الامنيةquot;.

ورغم الشعور بوجود حالة من الاستنفار الأمني المنضبط وغير المعلن لكنه يُلمس عند الدخول إلى وزارة الداخلية وأبرز تلك الاجراءات مطالبة الزائر إبراز بطاقة الاحوال الشخصية وتسجيل اسمه ورقمه الوطني في سجل أمني، إضافة إلى إسم الشخص والدائرة مقصد المراجعة.

وفي سياق متصل، بدأت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات لبعض الافراد من جماعات السلفية الجهادية وتوقيفهم والتحقيق معهم لكنها تتم بنعومة وتنطلق من اعتبار الاجراءات الاحترازية والوقائية وفق ما تذكر المصادر.

واكدت المصادر ان اليقظة الامنية مستمرة للتصدي لكل المحاولات المتوقعة وافشال مخططات تنظيم القاعدة وتحسبا لاي اختراق إضافة إلى التشديد الامني على المعابر الحدودية، وفي الاماكن العامة والمجمعات التجارية.

يذكر أن همام البلويالذي فجر نفسه في 30 ديسمبر/ كانون الاول أثناء اجتماع لموظفي وكالة الاستخبارات الأميركية في قاعدة خوست ما أدى إلى مقتل الضباط، وبحسب تقارير صحافية عالمية، عميل مزدوج لكل من المخابرات الأردنية والسي آي أيه.