القاهرة: بدت الصحف السعودية على إجماع بأن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض ولقاءه بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، تأتي في إطار السعي المشترك للبلدين لإنجاز مصالحات جادة تنزع فتيل الخلافات العربية، وربطت الصحف السعودية بين هذا التطور والمبادرة التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية قبل عام والتي أثمرت عن تصويب علاقات سورية مع السعودية ثم مع لبنان، منوّهة إلى أن التداعيات السياسية الدولية المتلاحقة ينبغي أن تدفع البلدين لمزيد من التفاهمات وهدم جدار الشك الذي يفصل بين البلدين.

وأعربت صحف quot;الوطنquot; وquot;المدينةquot; وquot;الجزيرةquot; في افتتاحياتها يوم الأربعاء عن أملها بأن تشكل محاولة جديدة على درب نزع فتيل الخلافات العربية زيارة الرئيس السوري عن خطوة جديدة في درب المصالحات العربية الذي تمهده وتسير عليه الرياض وشقيقاتها الحريصات على وحدة الصف والكلمة.

فمن جانبها، أعربت صحيفة quot; الوطنquot; عن أملها في أن تؤدي المساعي السعودية لتقدم ملموس في المصالحة الفلسطينية يسهل على الوسيط المصري الجهد ويختصر الوقت مع أمل عريض بأن تنتعش حظوظ التفاهم السوري ـ الفلسطيني بقيادة وحكمة الرئيسين حسني مبارك وبشار الأسد.

وأكدت أن القضية الفلسطينية وتقدمها السياسي مرهون أولا بوحدة الصف العربي ثم بتطور الموقف الدولي، مشيرة إلى أنه من صالح الأمة وقضيتها أن تتلاقى البلدان الرئيسية في المنطقة على رؤية عربية موحدة تخدم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية المركزية في فلسطين.

وقالت quot;الوطنquot; إن الشكليات البروتوكولية لن تعيق الروح العربية، مشيرة إلى أن المساعي الدبلوماسية التي شهدتها الرياض والقاهرة ودمشق وعمان في غضون الأيام الماضية، ما هي إلا دليل الإرادة العربية الصلبة على إعادة اللحمة العربية إلى وضعها الطبيعي بما يحمي الأمة العربية من اختراقات أجنبية تسعى لمصالحها القومية على حساب الأمن والاستقرار والمصلحة العربية العليا.

من جانبها، نوهت صحيفة quot;المدينةquot; إلى أن زيارة الرئيس السوري للسعودية تنطوي على أهمية استثنائية في ظل التطورات والمستجدات الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث أضحت المنطقة تقف أمام استحقاقات مهمة عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا مع تزايد الاحتمالات بعدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة في ظل تعثر المصالحة الفلسطينية بما يشكل المناخ الأمثل لإسرائيل لاستئناف العدوان والحصار والاستيطان، والمضي قدمًا في تنفيذ مخططها لتهويد القدس بالكامل إلى جانب ما يشكله تعثر تلك المصالحة من عقبة أمام الجهود العربية والدولية لاستئناف عملية السلام على أسس جديدة تضمن الوقف الكامل للاستيطان وتؤدي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس في موعد أقصاه عامان إلى جانب عودة الجولان للسيادة السورية.

أما صحيفة quot;المدينةquot; فقد اعتبرت أن الزيارة الثالثة للرئيس الأسد للمملكة في أقل من عام واحد تعد مؤشرًا إيجابيًّا على نمو العلاقات بين البلدين ومدى التنسيق بينهما حيال القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وتوخي أفضل السبل والأساليب لتحقيق اختراق في عملية السلام كخطوة أولى لإنهاء أزمات المنطقة وإنهاء حالة التوتر التي عصفت بالعديد من بلدانها.

من جهتها، أشارت صحيفة quot;الجزيرةquot; إلى أن ما ينتظر المنطقة من استحقاقات سواء لحل القضية الفلسطينية حقيقة أو لتخدير العرب واسترضائهم حتى تنتهي مهمة المواجهة مع إيران، تستدعي حوارًا متصلاً بين القادة العرب لوضع خطة أو إستراتيجية أو على الأقل تفاهم للتعامل مع ما يستجد من أحداث والتحرك إيجابيًا مع ما تشهده المنطقة من متغيرات.