ربما يكون قد فات الاوان لكي تحقق دفعة جديدة للوصول الى حل اقليمي لمشكلة أفغانستان بالاستعانة بالخصمين اللدودين الهند وباكستان نتائج بحلول الموعد النهائي الذي حددته واشنطن لبدء خفض قواتها في 2011 .
كابول: ستتاح أول فرصة لاجتماع وزيري خارجية الهند وباكستان منذ سبتمبر ايلول في مؤتمر يعقد بالعاصمة البريطانية لندن هذا الاسبوع تريد بريطانيا خلاله اقناع اللاعبين الدوليين بالتعاون وليس التنافس في افغانستان. وقال مارك سيدويل السفير البريطاني لدى كابول quot;لفترة طويلة جدا ظلت أفغانستان... المكان الذي مارست فيه القوى الاقليمية او أنهت بعض التوترات بينها من خلال دعم جماعات مختلفة ضد بعضها البعض.quot; وأضاف في تصريحات للصحفيين عن مؤتمر 28 يناير كانون الثاني الذي يشارك فيه ممثلون من اكثر من 50 دولة quot;يجب أن يتوقف هذا. المباراة الكبرى انتهت ويجب أن تصبح أفغانستان نقطة استقرار في المنطقة.quot;
لكن من المرجح أن يسير اي تحسن في العلاقات بين الهند وباكستان - وهو أمر ضروري لاي نهج اقليمي أوسع نطاقا - ببطء شديد بالنسبة للجدول الزمني الذي حدده الرئيس الاميركي باراك أوباما. ويقول ستيف كول من مؤسسة نيو اميركا ان حاجة واشنطن الى تحقيق نتائج في أفغانستان بحلول عام 2011 تتعارض مع النهج الاطول مدى الذي تتبعه الهند وباكستان. وتسببت العلاقات المتوترة بين الجارتين في استمرار تركيز الجيش الباكستاني على حدوده الشرقية مع الهند بدلا من مكافحة المتشددين على الحدود الغربية مع أفغانستان. وينظر الى باكستان ايضا على أنها غير راغبة في التعامل مع طالبان الافغانية معتقدة أنها قد تحتاجها لمواجهة نفوذ الهند المتزايد في أفغانستان في حالة انسحاب الولايات المتحدة.
وقال كول quot;احساسي أن الادارة تشعر أنها في وضع حرج بسبب اصرار الهند أنها لا تريد اي مساعدة خارجية وبسبب الوتيرة البطيئة بشكل مخيب للامال التي تسير بها محاولة الهند وباكستان (الوصول الى سبيل للعودة الى المفاوضات).quot; وأضاف quot;لا يبدو أن الولايات المتحدة قادرة على تحقيق انفراجة.quot; وخلال الحملة الانتخابية لاوباما تحدث المحللون عن الحاجة الى quot;صفقة كبرىquot; تنطوي على احراز الهند وباكستان تقدما كافيا على صعيد نزاعهما على كشمير لبناء الثقة اللازمة لتهدئة مخاوفهما في الجبهة الافغانية.
وبدون تحقيق هذا ستكون هناك مجازفة بأن ينتهي الامر بدعم كل من الدولتين لجانب من جانبي حرب أهلية تنشب من جديد بعد اي انسحاب أميركي تدعم خلالها الهند حكومة ضعيفة في كابول ضد متشددي حركة طالبان الناشطين في أجزاء من الريف. وعلى المدى القصير ستثور بينهما خلافات بشأن المصالحة مع المقاتلين الافغان وهي فكرة أخرى من الافكار التي ستطرح في مؤتمر لندن حيث تعارض الهند التواصل مع المتشددين الاسلاميين الذين تخشى أن تكون باكستان تدعمهم.
وتحطمت الامال في صفقة كبرى بعد هجوم في نوفمبر تشرين الثاني 2008 على مومباي الذي شنه متشددون يتخذون من باكستان مقرا لهم مما دفع الهند الى وقف المحادثات وترك الدولتين لتفترضا الاسوأ في نوايا بعضهما البعض من كشمير الى أفغانستان. وبعد تحسن لفترة وجيزة في منتصف عام 2009 أصيبت العلاقات بفتور شديد الى حد أن البعض يخشى من أن يدفع هجوم كبير اخر للمتشددين على الهند الدولتين اللتين تتمتعان بقدرة نووية نحو الحرب.
وقبل مؤتمر لندن أحيا المسؤولون البريطانيون الحديث عن وفاق اقليمي غير أنهم قللوا من أهمية تقارير اعلامية أفادت باعتزام انشاء quot;مجلس اقليميquot;. وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني الاسبوع الماضي quot;دول المنطقة وحدها هي التي تستطيع تحديد ما اذا كانت تريد استغلال تعدد الاجهزة الاقليمية القائمة أو انشاء جهاز جديد ومعني بأفغانستان.quot; كما أشار مسؤولون الى أن اي حل اقليمي لن ينطوي على الهند وباكستان وأفغانستان فحسب بل دول أخرى ايضا من بينها ايران وروسيا. لكن في ظل توقع أن تقاوم باكستان انخراط الهند بحجة أنها ليست جارة مباشرة فمن غير المرجح تحقيق وفاق اقليمي بدون تخفيف حدة التوتر بين البلدين.
ومن المتوقع مشاركة وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي ونظيره الهندي اس. ام كريشنا في مؤتمر لندن مما يوفر فرصة لعقد اجتماع على هامش المؤتمر غير أن دبلوماسيين قالوا انه لم يتم الترتيب لاي اجتماع حتى الان. وقال واجد شمس الحسن مفوض باكستان الاعلى لدى بريطانيا quot;لم يحدد جدول أعمال لهذا لكن حين تعقد مثل هذه المؤتمرات يتصافحان على الهامش.quot; ويعتقد أن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ حريص على الوصول الى سبيل للعودة الى المحادثات مع باكستان وفي الاسبوع الماضي استبدل مستشاره للامن القومي بدبلوماسي محنك يعتبر اكثر تناغما مع نهجه.
ويقول المحلل الهندي كانتي باجباي الذي يدرس بجامعة اوكسفورد quot;هو يميل الى فعل شيء مع باكستان.quot; وأضاف أنه يجب تبرير اتخاذ خطوات نحو حل اقليمي. يجب أن تفسح باكستان بعض المجال للهند في أفغانستان بينما ستحتاج الدولتان الى الاتفاق على حدود دوريهما. غير أن المشكلة تكمن في أنه حتى اذا أصبحت الهند اكثر استعدادا لاجراء محادثات فان المجال السياسي المتاح في باكستان للانخراط في حوار ناجح يتقلص في ظل تعاملها مع المتشددين الاسلاميين وسلسلة من التفجيرات والهجمات بالاسلحة في الداخل.
ولا تستطيع الحكومة ولا الجيش تقديم التنازلات التي قدمها الرئيس السابق برويز مشرف بشأن كشمير خشية تنفير الرأي العام المتردد ازاء النهج المتبع مع المتشددين. وقال كول من مؤسسة نيو امريكا quot;في النهاية كانت ارادة مشرف نتيجة للمساحة التي كان يعتقد أنه يتمتع بها ورغبته في أن يكون له مشروع يمثل تركة له (في كشمير).
التعليقات