حلبجة: يقول سكان بلدة حلبجة ان اعدام وزير الدفاع العراقي الاسبق علي حسن المجيد الملقب ب quot;علي الكيماويquot; يعتبر quot;قصاصا عادلاquot; ينتظرونه منذ زمن طويل quot;لراحةquot; قتلاهم.

وقالت كولاله محمد (40 عاما) وهي مدرسة فقدت اثنين من اشقائها في القصف بينما كانت تحمل اكليلا من الزهور لوضعه على قبريهما ان quot;تنفيذ القصاص العادل بحق علي الكيميائي امس الاثنين خبر مفرح لا يمكن وصفهquot;.

واضافت quot;اعبر عن سروري وكانني ولدت من جديد. كنا ننتظر اعدام القاتل منذ زمن (...) وبامكان اشقائي ان يشعروا بالراحة الانquot;.

واكدت كولاله quot;نمت مرتاحة الليلة الماضية ولم اشاهد كوابيس كما كان يحدث احيانا نزلت الى حديقتنا وجمعت ورودا لكي اضعها على قبر اخواي وقلت لهما ان عدوكما راح الى الابد وحلبجة ولدت من جديدquot;.

ونفذت السلطات العراقية امس حكم الاعدام شنقا بالمجيد، احد ابرز وجوه نظام صدام حسين، اثر ادانته في quot;جرائم القتل والابادة الجماعية في ثلاثة عشر حكماquot;، وفقا للقضاء.

وحكمت المحكمة الجنائية العليا على المجيد قبل تسعة ايام بالاعدام اثر ادانته في قضية قصف حلبجة. وقد ردد حينها بصوت واضح quot;الحمد لله، الحمد للهquot;.

وبادر بعض الحضور وبينهم مسؤولون في حكومة اقليم كردستان، الى التصفيق فور النطق بالحكم. كما دانت المحكمة المجيد بquot;ارتكاب جريمتي النقل والاخفاء القسري ضد المدنيين كجريمتين ضد الانسانيةquot;.

وحضر اكثر من الف شخص من اقارب القتلى الى مقبرة حلبجة (80 كم شرق السليمانية) لوضع اكاليل من الزهور تكريما لذكرى خمسة الاف من الاطفال والنساء والشيوخ قضوا خلال قصف باسلحة كيميائية في 16 اذار/مارس 1988.

وقام مسؤولون ومنظمات اهلية عند الساعة 11,35 (08,35 تغ) تزامنا مع بدء القصف بوضع اكاليل زهور بعد ان تجمعوا منذ الصباح الباكر امام مجلس بلدية المدينة للتوجه الى مقبرة الشهداء في شمال شرق حلبجة.

من جهته، قال آراس عابد نائب رئيس جمعية ضحايا القصف وهو الوحيد الذي نجا من عائلته التي فقد 12 شخصا منها quot;اليوم نشعر بسعادة غامرة لان عدو الشعب الكردي والانسانية نال قصاصه العادلquot;.

واضاف ان quot;علي حسن مجيد ليس عدو الاكراد فقط انما العرب ايضاquot;.

بدوره، قال شاهو عثمان قائمقام حلبجة quot;قمنا باحضار مراسم اليوم وبلغنا كل دوائر الحكومة ونعتبره يوما مهما للاكراد والعراقيين، ودرسا لمن يقوم باضطهاد شعبه وابادتهquot;.

اما كوران ادهم رئيس الدفاع عن ضحايا القصف الكيميائي في المحكمة العليا الجنائية فقال quot;كان المجيد محكوما بالاعدام في قضية الانفال لكننا طلبنا من المحكمة عدم تنفيذ الحكم حتى انتهاء قضية حلبجةquot;.

وكانت طائرات حربية شنت في 16 اذار/مارس 1988 غارات على حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية خلال احدى حملات الانفال الثماني بين العامين 1987 و1988.

وبينما كانت الحرب بين العراق وايران تقترب من نهايتها، استولى البشمركة على حلبجة، فسارع الجيش العراقي الى الرد عبر قصفها ما ارغم المقاتلين على الانسحاب في اتجاه الحبال المجاورة تاركين وراءهم النساء والاطفال.

وتشير تقديرات كردية مستقلة الى مقتل اربعة الى سبعة الاف شخص معظمهم من النساء والاطفال في قصف بمختلف انواع الاسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والسارين وخليط اخر يشل الاعصاب.

وقد ذاع صيت المجيد الملقب كذلك بquot;جزار كردستانquot; بسبب قوة بطشه واسلوبه العنيف في قمع حركات التمرد والعصيان، بحيث بات متخصصا بذلك.

من جانب اخر، عبر عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عماد احمد لفرانس برس، عن quot;السعادة بتنفيذ القصاص العادل بحق علي الكيماوي والجميع في العراق سعداء بهذا القصاصquot;.

وختم قائلا quot;من يتورط في الجرائم وقتل الناس فأن مصيره سيكون مثل المجيدquot;.