يؤكد النائب انطوان زهرا أن ميشال سليمان يتصرف في هذه المرحلة بعيدًا من نهجه التوافقي الذي اعتمده مع بداية عهده، حيث يتجاهل فريقًا أساسيًّا له حيثيته ووضعه المتقدم على الساحة، وكشف زهرا أن سمير جعجع رغب الاجتماع في أحد مستشاري رئيس الجمهورية للبحث معه في موضوع التعيينات والآلية المقترحة لها فلم يلقَ استجابة بهذا الخصوص.

بيروت: على الرغم منأجواء الحداد التي يعيشها لبنان إثر سقوط الطائرة الأثيوبية التي أودت بحياة 54 راكبًا لبنانيًّا، وإرجاء جلسة مجلس النواب التي كان يتوقع لها ان تكون عاصفةً بفعل الخلاف حول تعديل سن الاقتراع، فإنّ أصداء الهجوم الذي شنه رئيس الهيئة التنفيذية لـ quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ظلت تتردد في الاوساط السياسية ومراكز القرار التي راحت تحلل ابعاده وتستشرف مراميه.

وكان جعجع قد اعتبر في حديث أدلى به الى quot;وكالة الأنباء المركزيةquot; غير الرسمية ان الرئيس سليمان quot;هو من يعرض نفسه للحملات التي تطالهquot;، موضحًا quot;انه كلما وضعوا امامه عرقلة أو شنوا هجومًا عليه يحاول لايقاف هذه الحملات إرضاءهم. وعندما وجدوا ذلك مناسبًا لهم أكملوا على هذا المنوال. إذ عندما يريدون شيئًا منه يشنون حملة عليهquot;. وفيما تجنب جعجع تسمية المقصود بأصحاب هذه الحملات غامزًا من قناة المعارضة واصفًا إياها بـ quot;الفريق الآخرquot; لفت الى quot;ان هذا المسار جعل رئيس الجمهورية يحيد عن موقعه التوافقي الذي كان عليه في الأشهر الأولى من عهده، فإذا رأينا مواقفه في كل المحافل العربية أو الدولية أو حتى في لبنان فهي أقرب الى الفريق الآخرquot;.

وأبدى جعجع أسفه لاعتماد رئيس الجمهورية هذا النهج متمنيًا عليه quot;أن يأخذ مجددًا موقفه التوافقي بغض النظر عن الهجومات التي يتعرض لها من الفريق الآخر، لأنه اذا أراد اعطاءهم تحت ضغط الهجوم عليه فسيهاجمونه باستمرارquot;.

واذا كان الدكتور جعجع سبق له في تصريح سابق ان أخذ على الرئيس سليمان ما صدر عنه من تصريحات خلال جولاته الخارجية خصوصًا ما يتعلق منها بالمقاومة ودعمه لها، فإن عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; في البرلمان النائب انطوان زهرا أبلغ quot;إيلافquot; في رده على سؤال حول الاسباب الحقيقية للخلاف مع رئيس الجمهورية بان الأخير quot;يتصرف في هذه المرحلة بعيدًا عن نهجه التوافقي الذي اعتمده مع بداية عهده، حيث يتجاهل فريقًا أساسيًا له حيثيته ووضعه المتقدم على الساحة السياسية، فيما ان موقعه يقتضي منه الانفتاح على كل الافرقاء والتعاطي مع كل الناسquot;. وكشف زهرا quot;ان الدكتور جعجع رغب الاجتماع في أحد مستشاري رئيس الجمهورية للبحث معه في موضوع التعيينات والآلية المقترحة لها فلم يلقَ استجابة بهذا الخصوصquot;.

هذا وأبدت أوساط قريبة من quot;القوات اللبنانيةquot; لـ quot;إيلافquot; استغرابها من هذا التصرف متسائلة quot;لماذا يحضر ممثل عن رئيس الجمهورية المهرجانات والاحتفالات التي يقيمها quot;حزب اللهquot; فيما يتغيب هذا الممثل عن قداس ندعو إليه بمناسبة وطنيةquot;.

من جهته يرفض وزير الدولة الدكتور عدنان السيد حسين القريب من رئيس الجمهورية المبررات التي تسوقها quot;القوات اللبنانيةquot; لشرح مآخذها على الرئيس سليمان، مؤكدًا quot;ان رئاسة الجمهورية تقف على مسافة واحدة من الجميع وهي حريصة على الاجتماع بكافة القيادات والقوى والشخصيات والاستماع الى رأيها في المسائل المطروحة وهذا ما يحصل يوميًا. كما ان هناك وزيرين ممثلين لـ quot;القواتquot; داخل الحكومة ونواب لها في البرلمان يلتقون رئيس الجمهورية باستمرار. ولا أظن ان الدكتور جعجع يجهل هذا الأمر إلا اذا كان المقصود من كلامه أن يتفرغ الرئيس لـ quot;القواتquot; دون القيام بأي عمل آخرquot; .

وفيما استبعد الوزير عدنان السيد حسين ان يكون الدافع وراء الانتقادات المذكورة ما اعلنه زهرا رأى ان موقف رئيس الجمهورية من المقاومة ادى الى اتخاذ quot;القوات اللبنانيةquot; المنحى المشار اليه، باعتبار انه لا يعبر عن رغبتهم في تطويق هذه المقاومة وتوجيه السهام نحوها.
والى ما قاله الوزير حسين تضيف اوساط سياسية محايدة في معرض تفسيرها لمواقف quot;القواتquot; من رئيس الجمهورية مشيرة الى ان عدم مواصلة سليمان لمسيرة المصالحات التي اطلقها وشمولها الدكتور جعجع من جهة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من جهة أخرى، ربما أوصلت العلاقة بين الطرفين الى وضعها الحالي. الا ان هذه الاوساط المتابعة لملف المصالحات المذكورة تفيد بان الرئيس سليمان ماضٍ بها حتى النهاية ولن يألو جهدًا لاتمامها، وهو في ذلك لا يفرِّق بين مصالحة وأخرى ومن هنا قوله انه يفضل وصف هذه العملية بلقاءات المصارحة لا المصالحة.