في تقرير لها تحت عنوان quot;المعارضة الإيرانية تتوعد باحتجاجات كبرى في شباطquot;، تزيح صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في تقرير تنشره على موقعها الإلكتروني النقاب عن تخطيط ناشطي المعارضة بكبرى المدن الإيرانية للقيام بسلسلة من التظاهرات الكبرى مطلع شهر شباط / فبراير المقبل، وهو ما أدخلته الصحيفة في نطاق لعبة القط والفأر التي تلعبها المعارضة مع السلطات، التي تسعى من جانبها للتصدي لتلك العمليات قبيل الحادي عشر من شباط/فبراير، التاريخ الخاص بالذكرى السنوية للثورة الإسلامية التي يأمل الناشطون في استغلالها للقيام بأكبر تظاهرات ميدانية تشهدها البلاد حتى الآن.
وفي هذا الشأن، تمضي الصحيفة لتنقل عن شهاب موساوات، الذي يعيش في المنفى بلندن ويعتاد على العمل بمحطة quot;برس تي فيquot; التلفزيونية الحكومية، قوله :quot; المستقبل كله على المحك، وتلك الإجراءات الإضافية يتم التخطيط لها منذ الأول حتى الحادي عشر من شهر شباط / فبرايرquot;.
وتمضي الصحيفة لتشير إلى أن المتظاهرين الذين يتواصلون الآن عبر البريد الإلكتروني والهواتف الخلوية، يخططون لأسبوع من quot;المقاومة المدنيةquot;. وتتابع بلفتها الانتباه إلى أن المنظمين يلاحقون منذ يوم الاثنين الماضي أنصار حركة المقاومة عبر الرسائل القصيرة quot;الـ SMSquot; ، والمقاطع المصورة التي تبعث على الوطنية ويتم نشرها على شبكة الانترنت، والشعارات التي يقومون بكتابتها على الجدران. كما يشجعون سكان المدن الكبرى على الصراخ بقولهم quot;الله أكبرquot; من فوق أسطح المنازل، كما أنهم يخططون للقيام بسلسلة من التظاهرات حتى يوم الحادي عشر من شهر شباط / فبراير القادم، حيث يجري التخطيط للقيام بتظاهرة كبرى مناصرة للحكومة.
ويقول ناشطو المعارضة إنهم يعتزمون اختراق تلك التظاهرة المؤيدة للحكومة بأعداد غفيرة. وبمجرد أن تطأ أقدامهم ساحة أزادي بالعاصمة طهران، حيث سيكون لكاميرات التلفزيون الحكومي تواجد كبير، فإنهم يخططون لإخراج لافتات احتجاج وتحويل الجموع المحتشدة إلى بحر من اللون الأخضر.
وهنا، يقول أفشين بارفاريش، صحافي يعيش في المنفى بتركيا: quot;ايران مُؤَمَّنة في هذه الأثناء. فالانترنت وشبكات الهواتف الخلوية مراقبة على أعلى مستوىquot;. أما الطلبة، فيخططون للقيام بتظاهرات منفصلة في الحرم الجامعي بالأحياء التي سبق وأن أبدي سكانها تعاطفا ً على نطاق واسع مع المعارضة خلال المواجهات السابقة من خلال استقبالهم للطلبة وإيوائهم.
وتتابع الصحيفة بنقلها عن شاهرام خلدي، محاضر في الدراسات الشرق أوسطية والفارسية بجامعة مانشستر البريطانية، قوله :quot; إنهم يتحضرون لخوض غمار حرب عصابات خارج إطار العنف. لم يعودوا متمركزين كما كانوا في السابق، لذا لم يعد من السهل إيقافهم بسهولةquot;. من جهته، أطلق إسماعيل أحمد مقدم، رئيس الشرطة، تحذيراته للمتظاهرين بأن قواته لن تتساهل، مضيفا ً:quot; سنقوم باتخاذ إجراءات صارمة. فقد انتهى عصر التسامح، وسيتم سحق كل من سيتواجد بتلك التجمعاتquot;. في حين يقوم أحد قادة المعارضة المقيمين في الولايات المتحدة ويدعى، محسن سازيغارا، بنشر مقاطع مصورة بصفة يومية على شبكة الإنترنت، يقوم فيها بمناقشة موضوعات متعلقة بالشأن الإيراني في نهاية كل يوم، ويجيب على تساؤلات تصله من إيران.
وقد قام النظام الإيراني في مواجهة تلك التحركات، بزيادة مراقبته للهواتف الخلوية وشبكات الإنترنت، كما قامت الحكومة بإصدار مجموعة من الصور لبعض المتظاهرين وطلبت من العامة المساعدة في تحديد هويتهم. وتنقل الصحيفة عن محللين تأكيدهم على وجود خلافات بداخل النظام في هذه الأثناء بشأن ما إن كان يتوجب عليهم سحق هؤلاء المتظاهرين بصورة عنيفة أم لا.
وهنا، يعاود موساوات ليقول :quot; هناك تجمعا ً لأقلية قوية تنصح الرئيس أحمدي نجاد بإطلاق العنان للقوة الكاملة التي تخضع لتصرفه ضد الأفراد. وهي النصائح التي تخضع الآن للفحص من جانب أصوات أكثر اعتدالا ً، تشعر بالخوف الشديد مما سيترتب على فشل مثل هذه الإستراتيجيةquot;.
وفي الختام، تلفت الصحيفة إلى أن نشطاء المعارضة يتناقشون الآن حول ما إن كان يتوجب على الأعضاء المؤيدين للمعارضة في المجتمعات المحلية الصغيرة أن يذهبوا إلى طهران من أجل المشاركة في التظاهرة أم أن يبقوا في أماكنهم. وتنقل عن طالب يدعى سوروش، من مدينة بندر عباس الساحلية على الخليج العربي، قوله :quot; بعيدا ً عن طهران واثنتين أو ثلاثة مدن كبرى أخرى، لن يحدث شيء، من المحتمل أن تكون هناك أعداد غفيرة مناوئة للنظام، لكنها لن تفعل ثمة شيء في هذا الشأنquot;.
التعليقات