دمشق: في أول زيارة له بعد ترأس بلاده للاتحاد الأوربي، يقوم وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس بزيارة إلى دمشق الثلاثاء المقبل، يلتقي خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد ويبحث معه عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط وما توصلت إليه سورية بخصوص الشراكة السورية ـ الأوربية، كما يجري محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لموراتينوس خلال العام الجاري، وهو الذي اختبر دمشق واعتاد على زيارتها كل عدة أشهر طوال السنوات الماضية، حتى في ظل المقاطعة الأوربية لدمشق، وتحمل هذه الزيارة معانٍ خاصة كون إسبانيا ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي منذ مطلع العام الجاري، وإسبانيا هي أكثر الدول الأوربية انفتاحاً في الحوار مع دمشق

وكان موراتينوس زار دمشق آخر مرة في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس الأسد، قبيل زيارة رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو لدمشق نهاية العام الماضي
ووفقاً لمصادر أوربية في دمشق فإن موراتينوس الذي يزور لدمشق ضمن جولة عربية تشمل لبنان والأردن وإسرائيل سينقل نتائج محادثاته مع القيادة السورية إلى نظرائه وزراء الخارجية في الاتحاد الأوربي، خاصة فيما يتعلق بإمكانية إحياء المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وملف الشراكة بين سورية وأوربا الذي طلبت دمشق تأجيله بعد أن وافق الاتحاد الأوربي على التوقيع عليه

وكان الاتحاد الأوربي أعلن في الثامن من تشرين أول/ أكتوبر الماضي أنه وافق على التوقيع على اتفاقية الشراكة السورية ـ الأوربية بعد سنوات من التردد، ورغم أن سورية مازالت تنتظر هذا الإعلان منذ نحو أربع سنوات، إلا أنها طلبت من الاتحاد الأوربي رسمياً تأجيل التوقيع إلى موعد غير محدد، بدعوى أنها تحتاج لفترة للتدقيق في الاتفاقية وتحليل مضمونها وتقويم تأثيرها على اقتصادها.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال حينها quot;إن القرار الأوربي بتوقيع الاتفاقية قد فاجأناquot; ولذلك quot;يتعين على الحكومة السورية بحث كل تفاصيل هذا الاتفاقquot;، وألمح إلى أنه إذا ما أنهت الحكومة السورية التدقيق في الاتفاق خلال الرئاسة السويدية للاتحاد الأوربي فإن سورية ستوقع على الاتفاق وإلا فإنها ستوقعه خلال الرئاسة الإسبانية