برلين: أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السبت عزمهما العمل معًا لتحسين ظروف اندماج 2.2 مليون تركي في ألمانيا، والتي تعتبر دومًا غير كافية.

وقالت ميركل في تصريح للصحافيين بعد لقاء مع أردوغان quot;في ما يتعلق بالاندماج، من الواضح أنه ما زال هناك مشاكل نريد حلهاquot;. وأضافت quot;في الجانب التركي، ثمة رغبة قوية في المساعدة قدر الإمكان وفي الوقوف بجانبنا بطريقة بناءةquot;.

من جانبه، قال أردوغان quot;أرغب بكل تأكيد في أن يندمج الأتراك الموجودون هنا في ألمانيا في المجتمع، وذلك لخيرهم ولخير المجتمع الألماني ومستقبلهquot;. وأضاف quot;إذا كانوا موجودين في ألمانيا منذ 50 عامًا، فمن الواضح أنه أمر ضروري لكي يتمكن الكل من العيش معًا في انسجامquot;.

وأعلن رئيسا حكومتي البلدين رغبتهما في أن ينتهزا مناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقية 1961 بشأن quot;العمال المدعوينquot; التي فتحت أبواب ألمانيا الغربية على مصراعيها أمام الهجرة التركية الراغبة في الاستفادة من فرص إعادة البناء ما بعد الحرب، لمناقشة هذه المسألة. وقال أردوغان إنه سياتي إلى ألمانيا في هذه المناسبة.

من جانبها، اقترحت ميركل quot;أن نستغل هذا الحدث في كل مدينة فيها سكان من أصل تركي لاستعراض الوضع ومعرفة أين نوجد وما الذي يجب القيام به أيضًاquot;. إلا أن رئيس الوزراء التركي سبق أن اتخذ أكثر من مرة مواقف أثارت الغضب في ألمانيا.

ففي شباط/فبراير 2008، قال أردوغان في خطاب القاه في كولونيا (غرب ألمانيا) quot;لا أحد يمكن أن يطالب (الأتراك) بالاستيعابquot; الذي يعد quot;جريمة ضد الإنسانيةquot; لأنه يعني quot;إرغامquot; شخص على التخلي عن ثقافته وتقاليده. لكنه حرص السبت على توضيح الاختلاف بين الاندماج والاستيعاب.

ويعتبر اندماج المهاجرين، ولا سيما المسلمين، موضوعًا ساخنًا في ألمانيا في الوقت الراهن منذ ظهور كتيب لرئيس سابق للبنك المركزي الألماني في آب/أغسطس الماضي يعتبر خاصة أن المسلمين غير المنتجين والسييء التربية يجعلون ألمانيا quot;أكثر غباءquot;.
وقد اعترفت الحكومة بقصور في مجال الاندماج في السنوات الأخيرة، وأظهرت إحصائيات الصعوبات المدرسية والصعوبات في سوق العمل التي يواجها المهاجرون الذين يخالجهم عامة الشعور بأنهم منبوذون.

واحتدم النقاش من جديد عندما قال رئيس الجمهورية كريستيان فولف إن الإسلام أصبح جزءًا من ألمانيا في خطاب بمناسبة الذكرى العشرين لإعادة توحيد ألمانيا في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر. وقد عرضته هذه العباراة للعديد من الانتقادات داخل حزب ميركل، الاتحاد المسيحي الديموقراطي، الذي ينتمي إليه هو أيضًا.

وقال زعيم الاتحاد المسيحي الاشتراكي، الفرع البافاري والأكثر محافظة للاتحاد المسيحي الديموقراطي، في تصريح لأسبوعية فوكوس الصادرة السبت إن بلاده quot;لم تعد في حاجة لمهاجرين من بلدان مختلفة الثقافات مثل الأتراك والعربquot; لأن الاندماج quot;في نهاية الأمر أكثر صعوبةquot; بالنسبة إليهم.

وقد سخرت الصحف هذا الأسبوع من quot;المباراة الخارجيةquot; التي فاز فيها المنتخب الألماني لكرة القدم الجمعة على المنتخب التركي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، والتي أقيمت في ستاد برلين، حيث كان نصف جمهور الحاضرين من مشجعي الفريق التركي.