ما زال التحقيق في قضية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح مستمرا، وفي وقت تكشفت بعض الخيوط الجديدة في هذا التحقيق، الا انها زادت الامور تعقيداً، في ظل انعدام التعاون في التحقيق من قبل أجهزة الامن الاميركية، وبات التعاون محصوراً بين دول أوروبية تم تزوير جوازات سفرها وبين الأمن الاماراتي، الذي وقف عاجزا عن فك لغز أحد المشاركين الاساسيين، بعدما تبين أنه قتل في حرب أكتوبر عام 73.

القدس: ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية صباح اليوم الأحد في صدر صفحتها الأولى أن التحقيق في ملابسات قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي وصل إلى حائط مسدود.

وأضافت الصحيفة: quot;بعد مضي 8 شهور منذ اغتيال المبحوح شرطة دبي تصطدم بصعوبات جمة في القبض على الشخص الذي يعتبر الخيط الرئيسي في التحقيق بعملية الاغتيال، وهو شخص يحمل جواز سفر بريطانيا باسم (كريستوفر لوكوود)quot;.

وتابعت: quot;إن ذلك يستدلّ من تحقيق صحافي واسع نشرته صحيفة ldquo;وول ستريت جورنالrdquo; الأميركية في نهاية الأسبوع بشأن ما آلت إليه جهود التحقيقات حول قضية اغتيال المبحوح في دبي في 20 يناير/ كانون الثاني الماضيquot;.

وذكرت الصحيفة الأميركية إنه بعد 8 أشهر من العمل الأمني المضني والغضب الدبلوماسي من استخدام الجوازات المزورة، وصلت الخيوط إلى نهايات ميتة, قائلة:quot; إن المحققين الدوليين ينتابهم الإحباط، وباتوا على شك في احتمال اعتقال أي مشتبه أو العثور على دليل قاطع يؤكد تورط الموسادquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات التي تحقق في عملية الاغتيال تواجه صعوبة في الوصول إلى منفذي الجريمة، حيث تعمل شرطة دبي والانتربول سوياً مع فرنسا وبريطانيا، في حين أن الولايات المتحدة لا تتعاون معهم. وأضافت، أنه بعد دراسة 10 آلاف ساعة من أشرطة التصوير المصورة بواسطة 1,500 كاميرا في الفندق الذي اغتيل فيه المبحوح، بدأت عملية التحقيق تتعقد.

ويستدلّ من تحقيق الصحيفة الأميركية أن الجهات التي كانت تقف وراء عملية الاغتيال قد انتحلت هوية المدعو (يهودا لوستيج) - وهو جندي من الجيش الاسرائيلي، كان قد قتل في حرب يوم الغفران 1973 ndash; وذلك بهدف إصدار جواز سفر بريطاني أصلي باسم لوكوود.

ويعتقد المحققون أن quot;لوكوودquot; قام بتغيير الاسم لكي يتمكن من التنقل في الشرق الأوسط بدون أن يثير أية شبهات,غير أنه يتبين من تقصي الحقائق الذي أجرته صحيفة (هآرتس) أن لوستيج المسجل في وزارة الدفاع كأحد شهداء جيش الدفاع في حرب يوم الغفران، مسجل أيضا في وزارة الداخلية الإسرائيلية كأعزب يقيم في عنوان وهمي في تل أبيب.

وحاولت الصحيفة الوصول الى العنوان المذكور في مدينة تل أبيب ولكنها اكتشفت أنه لا يوجد ساكن في هذه الشقة منذ سنوات، وكذلك حاولت الصحيفة التحقق من مصدر رسمي في الجيش الاسرائيلي عن صحة مقتل الجندي يهودا لوستيج، فرفض الناطق باسم الجيش الاسرائيلي التعقيب على هذا الموضوع، مؤكدا انه ليس من اختصاص الجيش.

وبحسب التحقيقات فإنه في العام 1994 تبين أن لوكوود هو يهودا لوستيج الذي ولد عام 1948، وتم تسجيله في وزارة الدفاع الإسرائيلية على أنه أحد القتلى الذين سقطوا في العام 1973. وقد نشرت صحيفة quot;هآرتسquot; صورتين الأولى لـ لوستيج، والثانية لـ لوكوود، وتظهران التشابه الكبير في الملامح.

وفي حين لم تحقق شرطة دبي أي تقدم لدى التحقيق مع فلسطينيين تم اعتقالهما بشبهة تقديم المساعدة لأعضاء الخلية التي ارتكبت الجريمة، يتضح من التحقيقات أن اثنين من المشتبهين، اللذين استخدما جوازات سفر مزورة، قد غادرا فور عملية الاغتيال إلى الولايات المتحدة، في حين ترفض وزارة الأمن الداخلي الأميركية التعاون، وتنفي كونهما مسجلين لديها.

وفي المقابل، فإن المعتقل الغربي الوحيد هو أوري برودسكي، الذي اعتقل في بولندا بشبهة المساعدة في الحصول على جواز سفر ألماني مزور لأحد المشاركين في عملية الاغتيال. وقد تم تسليم برودسكي لألمانيا إلا أنه أطلق سراحه بسبب نقص الأدلة، وعاد إلى quot;إسرائيلquot;.

ونقلت الصحيفة عن شرطة دبي أن أحد الذين قدموا المساعدة في تنفيذ عملية الاغتيال هو كريستوفر لوكوود، وقد استخدم جواز سفر بريطاني. وبحسب شرطة دبي فإن المنفذين، وعددهم 33 شخصا، استخدموا 45 جواز سفر، منها 19 جوازا بريطانيا.

وتبين من التحقيق أن لوكوود (62 عاما) قدم المساعدة لفرقة الاغتيال، وقام بشراء تذاكر للعبارة التي نقلت الفرقة إلى دبي في آب/ أغسطس من العام الماضي 2009، في زيارة تدريبية لتنفيذ عملية الاغتيال. وبحسب التحقيقات فإنه في العام 1994 تبين أن لوكوود هو يهودا لوستيج الذي ولد عام 1948، وتم تسجيله في وزارة الأمن الإسرائيلية على أنه أحد القتلى الذين سقطوا في العام 1973. ويعتقد المحققون أن لوستيج لوكوود قام بتغيير الاسم لكي يتمكن من التنقل في الشرق الأوسط بدون أن يثير أية شبهات.

وتبين أيضا من التحقيقات الصحفية أن لوكوود كان غامضا حتى في الجانب البريطاني من حياته، لم يترك خلفه أي تقارير ضريبية أو فحوصات طبية في العيادات، ولم يتواجد في غرفته في لندن منذ تنفيذ عملية الاغتيال، في حين تم تفعيل هاتفه النقال المسجل باسمه في فرنسا، بيد أن التحقيقات لم تقض إلى شيء جديد.

وأشارت مصادر اسرائيلية نقلا عن بعض الخبراء الدوليين في التحقيق إلى أن هذا الموضوع يحتاج لوقت طويل من التحقيق، ولن يكون من السهل على الشرطة الاماراتية الوصول الى نتائج في هذه التحقيقات، خاصة أن المتهم الاول الذي تم اعتقاله في بولندا تم تسليمه الى السلطات الالمانية لمحاكمته ولكن جرى الافراج عنه وغادر الى اسرائيل، كذلك فانه من الصعوبة التحقق من شخصية كريستوفر، كذلك الحال مع الامن الأميركي الذي يرفض التعاون مطلقا في هذا الموضوع.