تسعى واشنطن إلى اظهار دعم علني يمكن ان يتضمن مساعدة عسكرية لباكستان من خلال مبادرة quot;الحوار الاستراتيجيّquot;.


واشنطن: تحاول الولايات المتحدة الجمعة اظهار دعم علني يمكن ان يتضمن مساعدة عسكرية لباكستان شريكتها في الحرب على الارهاب، في الوقت الذي تسعى فيه الى ايجاد توازن مع تطور علاقتها مع الهند.

وستترأس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة اليوم الثالث والاخير من quot;الحوار الاستراتيجيquot; مع باكستان، وهي مبادرة اطلقتها ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لاظهار دعمها الطويل الامد لهذا البلد.

وكانت كلينتون انضمت الخميس الى المحادثات التي شملت مسائل تراوحت من المساعدة في مجال الطاقة الى الاغاثة بعد الفيضانات. الا ان مسؤولين اميركيين اشاروا الى ان المحادثات تتناول ايضا المعدات العسكرية وهي مسألة اساسية للجيش الباكستاني.

وكانت الولايات المتحدة تعهدت العام الماضي بمشروع من خمس سنوات كلفته 7,5 مليارات دولار لبناء مدارس وطرقات ومؤسسات ديموقراطية في باكستان. وكان الجيش الباكستاني انتقد المساعدة في البدء معتبرا انها تدخل خارجي.

وقالت كلينتون في اذار/مارس ان الولايات المتحدة ستنظر في خطة امنية لمساعدة باكستان على سنوات عدة. الا ان اي اعلان قد يصدر الجمعة يمكن ان يلقي بظلاله على رحلة مقررة الشهر المقبل لاوباما الى الهند.

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي ان الولايات المتحدة ترى ان العلاقات بين الهند وباكستان اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما في العام 1947 quot;يمكن ان تعود بالفائدة على الجانبينquot;.

واضاف للصحافيين quot;كما نحن ملتزمون في علاقتنا مع باكستان وسنقدم المساعدة بصفة حليف وصديق، نحن ايضا حليف ملتزم وصديق للهند ونخوض مفاوضات مع الهند لتقديم مساعداتquot;.

وقال كراولي quot;انه جزء من جهودنا لمحاولة احلال السلام والامن والاستقرار في منطقة ذات اهمية كبرى في العالمquot;.

وكانت ادارة اوباما اعربت عن املها في ان تصبح الهند، اكبر دولة ديموقراطية في العالم، من اهم شركاء الولايات المتحدة في العقود المقبلة.

وقدمت باكستان مساعدات حيوية للقوات الاميركية في افغانستان. ووافقت الهند على مضض على المساعدات المدنية لباكستان الا انها اعربت عن قلقها من ان يتم استخدام المساعدة العسكرية ضدها هي.

وحاولت الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة الفصل بين علاقاتها مع كل من الدولتين. والتقى اوباما الاربعاء الوفد الباكستاني للحوار وتعهد بزيارة باكستان في العام 2011 لكن ليس على هامش زيارته الرئاسية الاولى الى الهند.

وقال الموفد الاميركي الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك ان كلينتون خصصت وقتا لباكستان اكثر من اي دولة اخرى ونسب تحسن الثقة بين الحكومتين الى الجهود المبذولة.

واضاف هولبروك في معهد quot;بروكينغز اسنتيتيوشنquot; الاربعاء quot;برأينا اننا احرزنا تقدما كبيرا ونعتقد ان هذا التقدم خفف من التهديد لبلادنا لكن من دون ان يقضي عليهquot;.

الا انه قال quot;اننا نقر جميعا بكل الجهود التي لا تزال مترتبة عليناquot;.

واشادت الولايات المتحدة بالهجوم الذي شنته القوات الباكستانية على حركة طالبان باكستان التي كانت تتقدم بشكل مقلق العام الماضي نحو اسلام اباد.

الا ان تقريرا رفعه البيت الابيض الى الكونغرس في مطلع الشهر الحالي اشار بوضوح الى ان باكستان لم تواجه حركة طالبان افغانستان في خطوة يرى الخبراء انها محاولة من باكستان للحفاظ على تأثيرها على جارها في الشمال.

واملت الولايات المتحدة في ان تتغير صورتها في باكستان بعد تحركها السريع لمساعدة ضحايا اسوأ فيضانات في تاريخ البلاد طاولت قرابة 21 مليون شخص.

الا ان البلدين واجها ازمة جديدة الشهر الماضي عندما قتلت مروحية تابعة للقوات الاطلسية المنتشرة في افغانستان جنودا باكستانيين على الطرف الاخر من الحدود. وقامت باكستان على الاثر باغلاق معبر اساسي لارسال الامدادات العسكرية الى افغانستان بانتظار الحصول على اعتذار رسمي.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في اشارة الى تصريحات هولبروك quot;عندما يقال انه يجب القيام بالمزيد، فهذا ليس ما تقوله الولايات المتحدة لباكستان فحسب، بل ايضا ما تقوله باكستان للولايات المتحدةquot;.

واضاف quot;ان محاربة الارهاب تبقى اولوية استراتيجية واخلاقية بالنسبة اليناquot;، مضيفا quot;نحن بحاجة الى افعال تعزز ولا تهدد جهود التعاون لمحاربة الارهابquot;.

وختم بالقول quot;اكرر من جديد ان سيادة باكستان هي وستظل غير قابلة للتفاوضquot;.