للعيد في التراث الإماراتي زينة مميزة حيث تتنافس السيدات في إبراز أجمل نقوش الحنة على أجسادهن فيما تشهد هذه العادة التي تعود للعهد الفرعونيّ انتشارًا بين الأوروبيات اللواتي يزرن الإمارات والجاليات الأسيوية على حدٍّ سواء.


دبي: الحناء تقليد خليجي قديم يُعد من أدوات الزينة التي ارتبطت بالمرأة على مر العصور. وعلى الرغم من مرور الزمن فإن هذا التقليد لم ينطفئ ، حيث لازالت الفتيات يحرصن عليه في كافة المناسبات خصوصًا في الاعياد والمناسبات الاجتماعية، فيما نجد اقبالا بين السائحات من جنسيات مختلفة عليه خلال زيارتهن للمناطق الأثرية، إذ يرتبط هذا التقليد ارتباطًا وثيقًا بالعادات والتراث الشعبي الإماراتي.

لور ديفس سائحة بريطانية قابلناها في ركن نقش الحناء في المنطقة التراثية أشارت الى انها تُفضل الحناء على الوشم قائلة :quot; الوشم قد يؤدي الى التهابات جلدية خطيرة أحيانًا لا سيما ان كانت الابر المستخدمة اثناء عملية الوشم غير معقمة quot;، مضيفة:quot; أن الحنة مصنوعة من مواد طبيعية لا تؤذي البشرة كما انها لا تبقى لمدة طويلة فيما الوشم لا يمكن التخلص منه إذا ما رغب الموشوم في ذلك quot; .

من جهتها عبرت الفرنسية جوزيه دانيون عن فرحتها بالنقش على يديها قائلة :quot; إنها تجربة مثيرةquot;، مضيفة :quot; لقد قررت رسم يدي بالحناء لأول مرة، وأنا معجبة جدا بالأشكال والتصاميم المختلفة والنقوش، إنها عمل فني رائعquot;.

ولدى سؤالنا عَفراء سعيد الخبيرة في نقش الحنة عن المواد المستخدمة قالت :quot;تُستخرج من نبتة quot;الحنَّاءquot; وتؤخذ من مسحوق الأوراق والزهور، بالإضافة إلى الجذورquot;، مشيرة إلى دفتر يحتوي على مجموعة النقوش وكيفية رسمها بأحجامها المختلفة قائلة ان :quot; الأجنبيات يفضلن الرسوم الصغيرة على الذراع او الأرجل واللون البني الداكن فيما تفضل الاماراتيات النقش على كافة اليدين quot;.

عفراء تحضّر خلطة الحنة بشكل يدوي مشيرة الى انها تستخدم أفضل أنواع الحناء الحمراء الطبيعية التي لا تؤثر في الجلد، مؤكدة انها صحية جداً للبشرة وآمنة وتمنحها ملمسًا ناعما حيث لا تُخلط بأية مواد صناعية أو أصباغ كيماوية قد تتسبب في حساسية أو أية أضرار جلدية أخرى.

وفيما تنتظر quot;أم منصورquot; دورها سألناها عن هذا التقليد فأشارت الى انه من العادات القديمة الجميلة التي تحبها المواطنات وما زال المجتمع يحتفظ بها، وتقول:quot; منذ نعومة أظافرنا تعودنا على نقش الحناء في كل مناسبة، ولازال ذلك من تقاليد الزواج حتى الآنquot;، مشيرة إلى ليلة الحناء حيث يخصص يوماً كاملاً للحنة تتزين فيه العروس وأفراد أسرتها وصديقاتها بأجمل رسومات الحِنة، وانها كانت وهي صغيرة تشعر بالفرح عندما ترى أقماع الحناء في ليلة العيد، وتضيف: ان البنات كنّ يتهافتن جميعًا على المحنيّة وهي المرأه التي تنقش الحناء ويتحلّقن حولها بانتظار دورهنّ.

وعن اختلاف الرسوم بين الماضي والآن قالت quot;الرسوم تغيرت واصبحت أكثر دقة وتنوعا حيث يتم الان اختيار رسوم كثيرة مبتكرة فيما كان بالسابق الامر مقتصر على اشكال معينة وكانت لها طرق مختلفة، أما الآن فأصبحت بالنقش فقط من خلال رسومات جاهزة تحضر خصيصاً لها quot;.

وبالعودة إلى المصادر التاريخية فإن الفراعنة هم أول من استخدموا الحناء قبل خمسة آلاف عام حيث عُثر على مادة الحناء على أيدي المومياء المحنَّطة و تشير الدلائل الى الاعتقاد بأن الحنة تحفظ من الأذى والشرّ عند شعوب الحضارة المصرية القديمة.