أكد الصحافي المغربي علي أنوزلا في حديث مع إيلاف أن الرهان مستقبلا سيكون على الصحافة الإلكترونية. وفيما يستعد أنوزلا لإطلاق موقع quot;لكم.كومquot;. بداية الشهر المقبل، أكد أنه وزملاءه ،الذين اسسوا للموقع، قادمون من الصحافة المكتوبة التي غادروها مكرهين بسبب عوامل عديدة باتت تضيق الخناق على هذا النوع من الاعلام.


الدار البيضاء: ينطلق موقع quot;لكم.كومquot;.، الذي يعد أول تجربة لصحافيين قادمين من مجال الصحافة الورقية إلى الصحافة الإلكترونية في المغرب، ينطلق رسميا يوم 1 كانون الثاني - ديسمبر المقبل. وقد أسس الموقع مجموعة من الصحافيين الشباب المستقلين فيما يديره علي أنوزلا مدير النشر الاسبق في quot;الجريدة الأولىquot; التي توقفت عن الصدور لأسباب مادية في شهر أيار- مايو الماضي.

و في حوار صريح مع quot;إيلافquot;، يتحدث علي أنوزلا عن أسباب اختياره الصحافة الإلكترونية وعن خط quot;لكم.كومquot;. التحريري فضلا عن أسباب طلاقه للصحافة الورقية.

في ما يلي نص المقابلة:

كنت بصدد إعداد مشروع مجلة أسبوعية ورقية، ثم غيرت رأيك وأطلقت صحيفة إلكترونية، ما الذي دفعك إلى تغيير رأيك؟

مشروع المجلة لايزال قائما، لكني اخترت التريث لأسباب شخصية وموضوعية. بالإضافة إلى أن إنجاز الموقع يتطلب تركيزا أكثر لأن الرهان مستقبلا سيكون على الصحافة الإلكترونية.

ما هو الخط التحريري لهذا الموقع الإخباري؟

موقعquot;لكم.كومquot; هو موقع إخباري بالدرجة الأولى سيركز على الأخبار بموضوعية ومهنية ونزاهة وسيترك للقارئ الحرية في تشكيل رأيه بل والتعبير عن هذا الرأي مباشرة في الموقع بحرية تراعي أخلاقيات النقاش الحضاري والديمقراطي. وبالإضافة إلى الأخبار سيوفر الموقع مساحة كبيرة للرأي من خلال استكتاب كتاب وصحافيين من مختلف المشارب والتوجهات.إضافة إلى عدة خدمات سيكتشفها رواد الموقع عند انطلاقه.

كما ستلاحظ فالموقع سيعتمد منذ انطلاقه وثيقة عبارة عن ميثاق للتحرير سنعمل على تعميمها على عموم القراء عبر صفحة الموقع على فايسبوك لإبداء ملاحظاتهم وتعليقاتهم وانتقاداتهم عليها قبل اعتمادها رسميا من قبل الموقع كخريطة طريق لعمله المهني. وتنص هذه الوثيقة على وجوب احترام والتزام المبادئ العامة المتعارف عليها في العمل المهني التي تقوم على أخلاق المهنة وعلى ثقافة الحوار والاحترام المتبادل، وتنص على أن الموقع سيدافع عن المبادئ الكبرى التي تؤطر حياة المجتمعات المتقدمة من دفاع عن حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها كونيا، ونبذ كل أشكال التمييز القائمة على العقيدة أو العرق أو الجنس أو اللون... والتأسيس لثقافة النقد البناء والمحاسبة والعقاب، والتصدي لكل أشكال الفساد المالي والإداري والسياسي والأخلاقي...

الموقع في المغرب غير مدر للدخل، كيف ستتعاملون مع هذا الوضع؟ وكيف سيشتغل وما هي ميزانيته ومن هم المساهمون في الشركة التي ستطلقه؟

بالفعل المواقع الإلكترونية لا تزال غير منتجة من الناحية المادية، لكن لايجب أن يكون هذا العامل محبطا لكل من يريد أن يستثمر في هذا المجال. فالإقبال على استعمال الإنترنت كوسيلة للمتابعة والاخبار والتفاعل متنامية فموقع اخباري واحد في المغرب يستقطب اليوم ثلثي عدد القراء الذين تستقطبهم يوميا كل الصحف والمجلات الصادرة في المغرب. وسيأتي يوم ما ينتبه فيه المعلنون إلى التطور الحاصل في هذه المعادلة وقد يكتشفون جدوى بث إعلاناتهم في مواقع الكترونية. لكن في انتظار حصول هذا التغير فالموقع انطلق الآن برأسمال شخصي متواضع على أمل أن يتم تأسيس شركة مطلع العام المقبل تجمع مستثمرين معنيين بتطوير الموقع والاستثمار فيه.

إخترت للموقع شعار quot;من هنا تبدأ الحريةquot;، ما هي خلفيات اختيار مثل هذا الشعار؟

أنا والزملاء الذين سيشتغلون في هذا الموقع كلنا قادمون من الصحافة المكتوبة التي غادرناها مكرهين لامختارين بسبب الكثير من الإكراهات التي باتت تضيق مجال العمل في هذا النوع من الصحافة، سواء منها تلك المتعلقة بالتكلفة الباهظة لإصدار الصحف أو تلك المتعلقة بتمويلها من خلال سوق القراءة الذي أصبح يضيق يوما بعد يوم في المغرب، أو من خلال الموارد المتأتية من الإعلانات التي أصبحت تشح يوما بعد آخر لأسباب موضوعية وأخرى سياسية تتعلق بتدخل الفاعل السياسي في هذه السوق وتوجيهها. لذلك نعتبر أن كل هذه الإكراهات الموضوعية ستتراجع حدتها في وسائل الإعلام الإلكترونية التي تمنح لمستعمليها هامشا اكبر لممارسة حريتهم بمسؤولية واحترام لقواعد المهنة وأخلاقيتها.