وسط آمال الإفراج عن المعتقلين الأقباط الذين تم القبض عليهم على خلفية أحداث الشغب التي شهدتها محافظة الجيزة يوم الأربعاء الماضي بسبب أزمة كنيسة العمرانية، التقى وفد من القيادات المسيحية محافظ الجيزة ومدير الأمن في لقاءين منفصلين فيما أصدرت مطرانية الجيزة بيانا حول الحادث.


في محاولة لاحتواء الموقف المتأزم بين الكنيسة والدولة المصرية وقبل ساعات من فتح باب الاقتراح للانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجرى صباح الأحد التقى وفد من قيادات الكنيسة يضم الأنبا ثيئودوسيوس أسقف عام الجيزة وهاني عزيز سكرتير البابا شنودة وأمين عام جمعية محبي مصر السلام والقمص يوحنا منصور وكيل عام مطرانية الجيزة والقمص كيرلس اميل والقمص حنا يعقوب، عضوي المجلس الاكليركي والقمص جرجس عبد الملك والقمص جرجس فريد عضوي مجمع الكهنة والمستشار قدري يوسف، وجمال فؤاد نسيم، عضوي مجلس محلي الجيزة.

وزار الوفد ظهر اليوم مقر محافظة الجيزة حيث التقى بالمهندس سيد عبد العزيز وقدم له اعتذارا عن الأحداث التي وقعت يوم الأربعاء الماضي وراح ضحيتها اثنين من المواطنين الأقباط وأدت إلى إتلاف العشرات من السيارات نتيجة أحداث العنف التي شهدتها المنطقة.

ولم يتطرق الحوار إلى وضع المبنى الخدماتي الذي أثيرت بسببه المشكلة وتم الاكتفاء بتقديم اعتذار عن ما بدر من الأقباط واكتفى الطرفان بالإعلان عن إصدار بيان بكافة تفاصيل اللقاء خلال الساعات المقبلة مع التأكيد على قوة العلاقة بين المسلمين والأقباط.

وعقد الوفد اجتماعا مع مدير الأمن استمر لأكثر من 90 دقيقة دان خلاله تعامل بعض الأقباط مع قوات الأمن واكد استعداده لإزالة القطع الخشبية التي أثارت الأزمة إذا سمح له بالدخول إلى المبنى إلا أن مدير الأمن أخبره أن هذا الأمر بات من مسؤولية محافظة الجيزة وليس الأمن.

كما تحدث الوفد مع مدير الأمن حول إمكانية الإفراج عن المعتقلين الأقباط المحتجزين على ذمة القضية إلا أنه أخبرهم أن قرار الحبس صادر من النائب العام وأن الموضوع بأكمله بات في يد النيابة وليس في يد المديرية مؤكدا أن الموضوع أصبح على مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود.

بدوره، أعلن الأنبا ثيئودوسيوس أسقف الجيزة عن أمله في أن يتم الإفراج عن الأقباط المحتجزين على ذمة القضية بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي التي قررها النائب العام مؤكدا أن عددا قليلا ساهم في اثارة الفتنة مشددا عل احترام الأقباط للقانون والسلطات التنفيذية.

وكان الأنبا ثيئودوسيوس والذي عاد مؤخرا من رحلة علاجية من المانيا قد التقى البابا شنودة واستعرض الأمر معه واصدر بيانا مساء الجمعة قال فيه إن عناصر غريبة اندست بين المتجمهرين الأقباط وساهمت الشائعات في زيادة الانفعال والتحريض، حيث اعتقد الكثيرون أن جولات مسؤولين في الحي بالقرب من الكنيسة في ساعات مبكرة جدا من الصباح هي تمهيد لإزالة المبنى.

الجدير بالذكر أن ثاني ضحايا أحداث العمرانية قد توفي صباح الجمعة في المستشفى فيما تم ضم أحد المصابين في المصادمات والذي تم الإفراج عنه إلى المقبوض عليهم وتقرر حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات ليرتفع بذلك إجمالي المحبوسين على ذمة القضية إلى 156 شخصا.