تاريخ النشر: الأثنين 29 نوفمبر - الساعة3:33 غرينتش
إيلاف: أظهرت النتائج الأولية التي اعلنتها اللجنة العليا للانتخاباتالبرلمانية وغرف العمليات للاحزاب في مصر،والتي جرت أمس تفوق الحزبالوطني الحاكم في غالبية الدوائر وفوز عدد كبير من مرشحيه في الجولة الأولي من الانتخابات بنسب تجاوزت50% من عدد الأصوات، فيما ضمن حزب الوفد 5 مقاعد في البرلمان، وسط توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 7 مع إعلان النتائج الرسمية للجولة الأولى المتوقعة غدا الثلاثاء... التفاصيل
وعاشت مصر يوم الأحد 28 نوفمبر/ تشرين الثاني على وقع الإنتخابات البرلمانية، وانتخب المصريون 508 نائب موزعين على 222 دائرة عبر أنحاء البلاد.
وتنافس في هذه الإنتخابات حوالي 4686 مرشحا بينهم 763 عن الحزب الوطني الحاكم، وحوالي 340 عن أحزاب المعارضة وأبرزها الوفد، التجمع والناصري.
في حين تخوض جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; معركة كسر العظام في الإنتخابات الحالية بـ130 مرشحا بشكل quot;رسميquot; وعدد غير معلن من المرشحين الذين سجلوا أنفسهم كمستقلين تفادياً للترصد الأمني والمضايقات، حيث بلغ عدد الذين اعتقلتهم وزارة الداخلية منذ بداية التحضير للإنتخابات إلى الآن حوالي 1400 شخص.
انتخابات حاسمة
تكتسي الإنتخابات المصريّة البرلمانية أهمية غير مسبوقة لاعتبارات متعدّدة، تتداخل فيها العوامل السياسية الداخلية مع عوامل أخرى تتعلق بالمناخ الدولي والإقليمي وتبعات الأزمات الإقتصاديّة المتتالية على العالم وعلى مصر.
يقترع المصريون إذا في انتخابات quot;حاسمةquot;، تأتي بعد خمس سنوات شهدت زخماً سياسياً نادراً في دولة عربيّة لها وزنها الإقليمي والسياسيّ.
وعززت الحركات الإحتجاجية المختلفة التي شهدتها مصر طوال السنوات الخمسةالمنقضية من أهمية الإنتخابات التي تجري في مناخ لا ينظر إليه شركاء الوطن والحلفاء الغربيون بعين الرضا.
وستعيد انتخابات الأحد تشكيل برلمان خُمس أعضائه من جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; المثيرة للجدل، إلا أنّ الأهمية القصوى لهذا الإستحقاق تكمن في كونه يضلّ quot;تمهيداquot; لا بديل عنه سيقود مباشرة إلى الإستحقاق المفصلي الأهم الذي يقرأ له ألف حساب، ونعني انتخابات الرئاسة المرتقبة في سبتمبر من العام 2011.
اقتراع يختزل مشاكل المصريين
تمكنت الإنتخابات المصرية البرلمانيّة ndash; بغضّ النظر عن نتائجها وما سيرافق عملية الإقتراع من جدل ndash; من لفت انتباه كلّ العالم إلى هبة النيل.
إذ يمكن الإقرار بأنّ انتخابات الثامن والعشرين من نوفمبر 2010، وعلى امتداد أسبوعين فقط، تمكنت من اختزال قضايا المصريين كافة على تشعبها وتعقيدها وتشابكها.
فخلال أسبوعين امتدت خلالهما الحملة الدعائية المثيرة للجدل، طرحت مواضيع بالجملة وعلى رأسها قضية الإخوان المسلمين التي تتعرض لـquot;إنهاك قوىquot; من طرف النظام لا يبدو أنها ستخرج متعافية من بعده، لتجد نفسها أمام quot;الإختبار الأولquot; الذي ستخوضه لمعرفة شعبيتها منذ أن حصد مرشحوها 88 مقعدًا في انتخابات 2005.
ويخوض النظام الحاكم بدوره امتحانًا عسيرًا، فبعدما جرى إقصاء القضاة عن الإشراف على العملية الإنتخابية، ورفض الرقابة الدولية وإسقاط أسماء المرشحين على خلفية الفرز السياسيّ، بات موقف الحزب الوطني الحاكم حرجا للغاية مع توجيه تهم التزوير والتزييف إليه، الأمر الذي عقّد عملية الردّ على المشككين في نواياه الإصلاحية.
إلى ذلك، طرحت انتخابات الأحد قضية الأقباط وعلاقتهم بالنظام الحاكم مع ارتفاع الشكاوى والتذمر من quot;الإقصاء المنهجيquot; وquot;الاضطهادquot; الذي يتعرضون له في عهد الرئيس مبارك الذي شهد توترات طائفية هددت السلم الإجتماعية في مصر.
كما طرحت الإنتخابات ولازالت قضية الإعلام وحرية التعبير مع ما تردّد خلال الحملة الدعائية من quot;قمعquot; وquot;تضييقquot; غير مسبوق على وسائل الإعلام جعل سقف حرية التعبير يتدنّى بشكل لاحظه المتابعون في الداخل والخارج.
وكانت الإنتخابات كذلك فرصة لطرح ملفّ الضغوط الإقتصادية في مصر، وغلاء الأسعار، وتفاقم التضخم والبطالة وتفشي الفساد، ناهيك عن قضايا أخرى تتعلق بالعامل الخارجيّ في إرساء الديمقراطية في مصر وضغوط الإدارة الأميركية التي تكثفت منذ العودة quot;العاصفةquot; لمحمد البرادعي وما تلاها من حراك سياسيّ، شبابيّ والكترونيّ لا يزال متواصلا إلى اليوم.
quot;إيلافquot; - وكما عوّدت قراءها ومُتصفحيها- لم تكتف في تغطيتها للإنتخابات النيابية المصرية بيوم الإقتراع والجدل المرافق لإعلان النتائج، بل استبقت الإستحقاق بتسليط الضوء على المناخ السياسي والحقوقيّ والإعلامي الذي تدور فيه، قبل أشهر من انطلاق الحملات الدعائية.
وسعى مراسلو quot;إيلافquot; ومحرروها لإعداد تغطية دقيقة ومتوازنة لانتخابات مصر النيابية، فكانت الحصيلة الملفّ التالي:
التعليقات