بحث وزير الخارجية العراقي مع السفير الأميركي في العراق متطلبات إخراج البلاد من عقوبات الفصل السابع والذي ينتظر أن يحصل نهاية العام الحالي. وفي سياق آخر، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن الانسحاب الأميركيّ التدريجيّ يعرقل تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للعراقيين.


بغداد: في وقت بحث وزير الخارجية العراقي مع السفير الاميركي في بغداد متطلبات اخراج بلاده من عقوبات الفصل السابع والذي يتوقع ان يحصل بنهاية العام الحالي بحسب واشنطن فقد اشار الامين العام للامم المتحدة ان انسحاب القوات الاميركية التدريجي من هذا البلد يعرقل تقديم منظمته لمساعداتها الانسانية والتنموية للعراقيين والتي تنفذ بحماية هذه القوات داعيا الكتل العراقية الى الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وضمان تمثيلها لكل فئات المجتمع، مؤكدا إن هذا سيساعد في وضع البلاد على مسار الديمقراطية والمصالحة الوطنية والاستقرار على المدى الطويل.

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق اليوم إنّ الأمين العام للمنظمة الدولية quot;بان كي مونquot; حذر في تقرير فصلي عن الوضع في العراق قدمه إلى مجلس الأمن ليناقشه منتصف الشهر الحالي من إن الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من العراق يجعل من الصعوبة على الأمم المتحدة القيام بمهامها التي تشمل المساعدات الإنسانية والتنمية.

وأشار إلى انه quot;بينما تحققت بعض المكاسب خلال السنوات الماضية في جعل الأمم المتحدة أكثر اعتمادا على نفسها إلا أن بعض الترتيبات الأمنية واللوجستية بحاجة إلى تغييرquot;.

وقال quot;بينما تم اتخاذ بعض الخطوات في هذا السياق إلا أن هذا لن يتحقق إلا بالدعم المالي القوي من الدول الأعضاءquot;، مشيرا إلى أن انسحاب القوات الأميركية من العراق سيكون له تأثير على المدى القصير والمتوسط على الوضع الأمني في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة المركزية إثبات وجودها.

وأشاد بان كي مون بكل الكتل السياسية العراقية لتوصلها إلى اتفاقات يبدو أنها أنهت الجمود الذي أعاق تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التي جرت في آذار (مارس) الماضي.

وحث القيادات على سرعة تشكيل الحكومة وضمان شموليتها وتمثيلها لكل فئات المجتمع مضيفا quot;إن التقدم في هذا الشأن سيساعد في وضع البلاد على مسار الديمقراطية والمصالحة الوطنية والاستقرار على المدى الطويلquot;.

ودعا الأمين العام إلى إيجاد قوة دفع جديدة لحل المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية بما في ذلك النزاع بشأن الحدود، وخصوصا في كركوك، وتقاسم الثروة والموارد الطبيعية والاتفاق حول الموازنة بين السلطات الفيدرالية والإقليمية والمحلية واحترام حقوق الإنسان.

وقال quot;بالتشاور مع الحكومة الجديدة ستواصل بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) دعم كل الجهود الرامية إلى حل هذه القضايا العالقةquot;.

وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء تزايد الحوادث الأمنية معربا عن صدمته بصفة خاصة إزاء الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد.

وقال quot;إنني أحث حكومة العراق على تقديم المسؤولين إلى العدالة وضمان توفير الحماية لكل العراقيين بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية ما يمكنهم من ممارسة شعائرهم الدينية في سلامquot;.

وأوضح انه بينما تتركز الجهود في العراق حاليا على مرحلة التنمية على المدى الطويل إلا أن هناك الكثير من الاحتياجات الإنسانية خصوصا فيما يتعلق بالمشردين داخليا واللاجئين محذرا من أن خطة العراق للاستجابة للاحتياجات الإنسانية لم تتلق أية مساهمات جديدة.

ودعا المانحين إلى زيادة الموارد للسماح للأمم المتحدة وشركائها بمواصلة دعمهم للسكان.

أما فيما يتعلق بعمل بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) فقد أكد الأمين العام دورها في تسهيل الحوار بين الأطراف العربية والكردية في الشمال وانخراطها المتواصل مع الكتل البرلمانية حول عملية صياغة الدستور بالإضافة إلى التركيز على مبادرات التنمية.

واشنطن وبغداد تبحثان اخراج العراق من الفصل السابع

ومن جهته بحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد الجمعة مع السفير الأميركي جيمس جيفري سفير التقدم الذي حققه العراق للايفاء بالتزاماته الدولية للخروج من احكام الفصل السابع.

وقال بيان صحافي للخارجية العراقية ان السفير قد أشاد بجهود الحكومة العراقية لغلق ملف النفط مقابل الغذاء وتسوية غالبية المطالبات والعقود الاشكالية الموروثة من النظام السابق.

وتم خلال الاجتماع بحث طلب العراق لتمديد الحصانة على الاموال والودائع العراقية في صندوق تنمية العراق.

ويأتي الاجتماع في وقت تسلمت الولايات المتحدة هذا الشهر رئاسة مجلس الامن الدولي حيث اشارت الخارجية العراقية الى وجود رغبة عراقية اميركية مشتركة لعقد اجتماع خاص لمجلس الامن لمراجعة الاجراءات العراقية في مجال الايفاء بالتزاماته الدولية.

وكان مجلس الامن الدولي قد ادخل العراق ضمن عقوبات الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة التي تقيد وتفرض عليه عقوبات سياسية وعسكرية واقتصادية وعلمية اثر دخول قواته الى الكويت واحتلالها صيف عام 1990.

اجتماع لمجلس الأمن حول العراق

وفي نيويورك قالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي تترأس بلادها مجلس الأمن هذا الشهر ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن سيترأس الاجتماع الوزاري للمجلس حول العراق الأحد المقبل.

وأضافت رايس في مؤتمر صحافي بشأن برنامج عمل المجلس لهذا الشهر انها ستكون quot;فرصة مهمة للمجتمع الدولي للاعتراف باحراز العراق تقدما حقيقيا سواء من حيث تشكيل الحكومة أو الخطوات الهامة التي اتخذها للخروج من تحت طائلة الفصل السابع لميثاق الامم المتحدةquot;.

وأوضحت ان هناك عددا من القضايا ذات الصلة بالعراق مدرجة على جدول اعمال المجلس في الشهر الحالي ومنها صندوق تنمية العراق وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وغيرها من المواضيع.

وأوضحت قائلة quot; انه على ضوء التقدم الذي أحرز مؤخرا خاصة على الساحة السياسية في العراق فاننا نرى كرئيس للمجلس أن ذلك يتيح فرصة لتعزيز مناقشة هذه القضايا في اجتماع رفيع المستوىquot;. وأشارت الى quot;اننا نتطلع الى المضي قدما ونرى أنها فرصة جاءت في الوقت المناسب لتركيز واهتمام المجلس بالتقدم المحرز في العراقquot;.

وكان المجلس قد قرر عقد اجتماع في السابع عشر من الشهر الحالي لمناقشة قضية المفقودين والممتلكات الكويتية واعادتها. ومن المتوقع أن يوزع سكرتير عام الامم المتحدة بان كي مون تقريرا حول تلك القضية منتصف الشهر .

وفي مدينة البصرة العراقية الجنوبية قال نائب السفير الاميركي في بغداد ستيوارت جونز ان العراق سيخرج من طائلة البند السابع نهاية العام الحالي بعد ان اوفى التزاماته كافة مشددا على ان قوات بلاده المتبقية في العراق تحولت من قوة قتالية الى استشارية رغم ان هجمات العبوات والصواريخ مازالت تستهدفها فضلا عن العاملين الاجانب معها.

وقال جونز في مؤتمر صحافي عقده في البصرة امس ان quot;الولايات المتحدة تعهدت باخراج العراق من طائلة البند السابع و هي ملتزمة بهذا التعهد في ان تخرجه نهاية العام الحاليquot;.

واكد ان العراق قد quot; اوفى بالتزاماته كافة فيما يخص برنامج النفط مقابل الغذاء وعدم امتلاكه أسلحة دمار شامل ولم يتبق سوى مسائل متعلقة مع الجانب الكويتي والتي من المؤمل انهائها من قبل الحكومة العراقية الجديدة خلال الفترة القليلة المقبلةquot;.

وأشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة في العراق آد ميلكرت قد تحاور مع الاطراف كافة ليخرج البلاد البند السابع.

وحول القوات الاميركية المتبقية في العراق اوضح جونز ان عملها سيكون استشاريا ولم يعد قتاليا وستتعاون مع العراقيين في المجالات الاسنادية و التدريبية بعد ان ينسحب قرابة 25 الف جندي نهاية العام الحالي حيث سيكون التواجد الاميركي في العراق قد وصل الى ادنى مستوياته.