في ما يبدو أنها صفقة غامضة الملامح، أفرجت السلطات الإيرانيّة عن قياديين كبار في تنظيم القاعدة الإرهابيّ، كجزء من صفقة للإفراج عن الإيراني حشمت أتارزاده، وهو دبلوماسي كان قد اختطف سابقا بأيدي عناصر القاعدة ومقاتلي جلال الدين حقاني.


لندن: أفرجت إيران عن عدد كبير من رجال laquo;القاعدةraquo; الذين كانت تحتجزهم في الإقامة المنزلية الجبرية شمال طهران لغرض دعم التنظيم الإرهابي في مناطقها الحدودية مع باكستان، وكجزء من صفقة لإطلاق سراح دبلوماسي إيراني مختطف.

وقد كثفت طهران دعمها في الوقت نفسه لعناصر طالبان في جنوب أفغانستان، وفقا لتقارير استخباراتية غربية.

وتأتي هذه التقارير بعيد إعلان قادة الناتو، للمرة الأولى، اعتقال ضابط في laquo;لواء القدسraquo;، صفوة الحرس الثوري الإيراني، في أفغانستان خلال غارة للقوات الأميركية الخاصة في قندهار في 18 من الشهر الحالي.

ويُتهم الضابط بتنسيق إمدادات السلاح من بلاده لرجال طالبان الذين يقاتلون القوات الأميركية والبريطانية في جنوب أفغانستان.

وقالت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية إن مسؤولي استخبارات في دول شرق أوسطية وفي باكستان، طلبوا حجب هوياتهم، أطلعوها على أن المعلومات بحوزتهم تشير إلى أن إيران عرضت laquo;مساعدات مباشرةraquo; من حرسها الثوري للقاعدة في الأشهر الأخيرة.

وكانت طهران تكتفي في السابق بغض النظر عن تحركات عناصر التنظيم على مناطقها الحدودية.

وقالت laquo;تايمزraquo; إن بين من أفرجت عنهم طهران الليبي سيف العدل الذي وصفته بأنه أحد الأكثر كفاءة في التشكيلة الأصلية للقاعدة وساهم في تفجيرات كينيا وتنزانيا العام 1998.

وبينهم أيضا أبو الخير المصري عضو جماعة laquo;الجهادraquo; المصرية سابقا وقالت عنه إنه laquo;عالي الذكاء ومن أقرب المقربين الى رجل القاعدة الثاني أيمن الظواهريraquo;.

وتشمل قائمة المفرج عنهم من السجون الإيرانية ابو محمد المصري خبير المتفجرات المتورط أيضا، تبعا للصحيفة، في تفجيرات كينيا وتنزانيا، ومحفوظ ولد الوليد، وهو من كبار زعماء القاعدة وتبع أسامة بن لادن من السودان إلى أفغانستان في أواخر التسعينات، والكويتي سليمان أبو غيث الذي كان ناطقا رسميا باسم القاعدة وقت الهجوم على أميركا في 9/11.

ويقول مسؤولو الاستخبارات إن ثلاثة من أفراد عائلة أسامة بن لادن ضمن من أفرجت عنهم طهران.

ويعتقد أن جميع المطلق سراحهم من عناصر القاعدة في الأشهر الأخيرة كانوا قد وقعوا في أسر إيران بعد فرارهم إليها أمام تقدم القوات الأميركية في جنوب أفغانستان العام 2001.

واحتفظت بهم سلطات الملالي قيد الإقامة المنزلية الجبرية في ضاحية في شمال طهران باعتبارهم laquo;ورقة للمقايضة الإستراتيجيةraquo;.

ويضيف مسؤولو الاستخبارات قولهم إن إطلاق سراح تلك المجموعة يأتي جزءا من صفقة للإفراج عن حشمت أتارزاده، وهو دبلوماسي إيراني كان قد اختطف بأيدي القاعدة وعناصر جلال الدين حقاني، وهو أحد قادة طالبان، في شمال وزيرستان في منطقة القبائل الباكستانية.

وتزعم إيران أن الإفراج عن اتارزاده تم بفضل laquo;عملية استخباراتية معقدةraquo;. لكن laquo;تايمزraquo; تقول إن مسؤولين باكستانيين أطلعوها على أن إطلاق سراحه يأتي مقابل إطلاقها سراح عناصر القاعدة إضافة الى السلاح والمال.

ويضيف هؤلاء المسؤولون أن سيف العدل عيّن كبير قادة عمليات القادة في أفغانستان وباكستان وكان مسؤولا عن عدد من الهجمات عبر الحدود بين البلدين في الأسابيع الأخيرة.

لكن القاعدة نفسها لم تعلن هذا وسط هجمات أميركية مكثفة بطائرات laquo;الدرونraquo; (من دون طيّار) في تلك المناطق يُعتقد أن 12 من كبار قاعدة التنظيم راحوا ضحيتها وربما كان سيف العدل نفسه أحدهم.