لن يشارك الرئيس اوباما في القمة السنوية الأوروبية الأميركية وهو ما يدخل العلاقات بين الجانبين في متاعب جديدة.

بروكسل: تواجه العلاقات الأوروبية - الأميركية متاعب جديدة مع كشف مصادر أميركية في واشنطن ان الرئيس الأميركي باراك اوباما لن يشارك شخصيًّا في أعمال القمة السنوية الأوروبية - الأميركية التي كانت مقررة حتى الآن في العاصمة الاسبانية مدريد خلال ابريل القادم.

ورفض متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل اليوم التعقيب على هذا التطور الذي في حالة تأكيده سيضيف مزيدًا من التوتر على العلاقات بين ضفتي الأطلسي والتي تمر بأزمة دبلوماسية فعلية بسبب تنامي اهتمام الإدارة الأميركية بالتعاون الوثيق مع مجالات دولية أخرى والتركيز على ملفات تراها أكثر حيوية وعلى حساب حلفائها التقليديين في أوروبا،وأكدت المصادر الأميركية إن قرار عدم مشاركة الرئيس اوباما في قمة مدريد الأوروبية - الأميركية المقبلة لم يتخذ بشكل رسمي ولكن الأجندة السياسية للرئيس اوباما قد لا تسمح له بالتحول إلى مدريد.

وقال الرئيس الأميركي في خطاب /حالة الأمة/ الأسبوع الماضي انه سيركز على إدارة الشؤون الأميركية وخاصة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية .. كما ان المراقبين سجلوا انه لم يشر ولو بكلمة واحدة للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي وعلى خلاف ما ركز عليه بشأن التعامل مع ملفات دولية أخرى. وخلال قمة كوبنهاجن حول التقلبات المناخية في شهر ديسمبر الماضي فضل اوباما تنسيق موقف بلاده مع كل من الولايات المتحدة والبرازيل بشأن المناخ ومع روسيا بشأن إعادة هندسة الأمن الأوروبي.

كما انه لم يشارك في احتفالات الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين والتي أقيمت في العاصمة الألمانية يوم التاسع من نوفمبر الماضي. وتتصاعد مشاعر القلق لدى المسئولين الأوروبيين في بروكسل تجاه نزعات الابتعاد عن أوروبا المسجلة في واشنطن والتخلي على الإبقاء على تحالف وثيق مع الاتحاد الأوروبي حيث كان المسؤولون الأوروبيون يعولون على دخول الإصلاحات المؤسساتية الأوروبية حيز التنفيذ وتعيين الاتحاد الأوروبي لأول رئيس له على الإطلاق للانتزاع دور عالمي أكثر ثقلاً وحضورًا دبلوماسيًا وامنيًا في المحافل الدولية.

ويرى المراقبون للعلاقات الأوروبية - الأميركية في بروكسل انه من المرجح أن يتسبب إلغاء الرئيس اوباما لحضوره أعمال القمة الأوروبية - الأميركية في مدريد إحراجًا للرئاسة الدورية الاسبانية التي أصرت على تنظيم اللقاء بالرغم من أن الاتفاقيات الأوروبية الجديدة لا تخولها القيام بمثل هذه المبادرة التي تعد من صلاحيات الرئيس الأوروبي البلجيكي هرمان فان رومباي.

وتقول المصادر ان اوباما قد يجنح إلى تنظيم قمة مع القادة الأوروبيين خلال قمة الناتو في البرتغال أو انه سيعمل على توجيه دعوة لزعماء أوروبا للحضور إلى العاصمة الأميركية.

ويرى الدبلوماسيون ان التنافس المتصاعد بين المؤسسات الأوروبية الجديدة لاحتكار التمثيل الخارجي والمتمثلة في الرئاسة الأوروبية والرئاسة الدورية والمفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية باتت تثير التحفظ وانعدام الفهم لدى شركاء الاتحاد الأوروبي.

ويقول الدبلوماسيون الأميركيون إن الرئيس اوباما قام بست زيارات إلى أوروبا خلال العام الماضي وانه يخطط العام الجاري لزيارة مناطق أخرى خاصة انه سيكون حاضرًا في قمة quot;الناتوquot; في البرتغال في شهر ابريل القادم وربما سيزور موسكو في حالة التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي.

وتمثل القمة السنوية الأوروبية - الأميركية التي تم إرساء تقليدها عام 1991 مناسبة للمسؤولين الأوروبيين لتجديد تمسكهم بعلاقات وثيقة مع الشريك الأميركي. ويخطط البرلمان الأوروبي إلى إرساء تعاون استراتيجي تام بين ضفتي الأطلسي بدءًا من العام 2015 يرتكز على فتح كامل للسوق الداخلية بين الطرفين وتوحيد غالبية التشريعات.

وكان الطرف الأوروبي يعول على قمة السنة الحالية مع الرئيس اوباما لتكريس الإصلاحات المؤسساتية الأوروبية وانتزاع اعتراف أميركي بالطابع الجدي لعملية الاندماج السياسي والاقتصادي الأوروبي.