القى تحذير وزير المال المصري يوسف بطرس غالي من تعرضه للاغتيال بسبب quot;كره الناس له نتيجة تدني الأجورquot; بظلاله على البلد الذي يعاني من تدني الأجور وارتفاع للبطالة. وكان غالي اثار حفيظة المصريين خلال الأشهر الأخيرة الماضية في ما يتعلق بعدد من القضايا.
القاهرة: اهتمت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني بإبراز حالة الجدل التي أُقحِمت على المسرح السياسي في مصر، في أعقاب الهجوم العنيف وغير المسبوق الذي شنه اللواء محمد عبد الفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب على وزير المالية، يوسف بطرس غالي، وتحذيره له بأنه قد يتعرض للاغتيال بسبب quot;كره الناس له نتيجة تدني الأجورquot;.
وتمضي الصحيفة لتقول إنه وفي الوقت الذي شكَّل فيه هذا التعليق جزءاً من مجرى العملية السياسية في مصر، إلا أنه ألقى بظلاله الواسعة في بلد تعاني فيه الطبقة العاملة والفقيرة منذ سنوات من التضخم والرواتب الهزيلة. ثم تنتقل الصحيفة لتستعرض واقع الحالة الاجتماعية التي تعيشها معظم الطبقات العاملة، والتي لا يرتقي دخلها المادي بأي حال من الأحوال لتلبية الظروف المعيشية في شتى شؤون حياتهم اليومية.
وتعود تفاصيل تلك الواقعة إلى تلك الجلسة التي عُقِدت يوم الثلاثاء بمجلس الشعب، ووجه فيها اللواء محمد عبد الفتاح عمر، هجوما ً ضاريا ً على غالي، قائلا ً quot;إن السياسات المالية التي انتهجها الوزير خلال السنوات الأخيرة أدت لانخفاض المرتبات الحكوميةquot;. كما وصف عمر الرواتب التي يتم دفعها للممرضات والأطباء على حد سواء بـ quot;غير الآدميةquot;، حيث يتقاضون رواتبا ً لا تزيد عن 40 دولار شهريا ً.
وتابع عمر حديثه بالتأكيد على أن بطرس غالي قد يلقى نفس مصير جده، رئيس الوزراء ووزير خارجية مصر الأسبق، الذي اغتيل على يد مجموعة من الوطنيين عام 1910 بعدما وُجِهت إليه اتهامات بمناصرة الاحتلال الإنكليزي على حساب المصالح المصرية. ومن جهتها، تلفت الصحيفة إلى أن ما يزيد عن 40 % من المصريين يعيشون بـ 2 دولار أو أقل يوميا ً وبالكاد يواكبون أرقام التضخم في الوقت الذي تقترب فيها معدلات البطالة في البلاد الى من 9 % علما ً أن الأرقام غير الرسمية أكبر من ذلك.
وبالرغم من هذا كله، تمضي الصحيفة لتقول إن غالي أقدم ndash; جنبا ً إلى جنب مع سلسلة من أوجه القصور المالي ndash; على إثارة حفيظة المصريين خلال الأشهر الأخيرة في ما يتعلق بعدد من القضايا الأخرى. فقد أصبح حديث الساعة خلال شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي، عندما تلفظ بسباب في إحدى الجلسات البرلمانية حين سُئِل عن قرار الحكومة المتعلق بطرد السكان وهدم عشرات المباني في عزبة الهجانة. كما تعرض الوزير البالغ من العمر 57 عاما ً لحملة صحافية، بعد أن تم اتهامه باستخدام أموال دافعي الضرائب في توفير علاجه الطبي الشخصي داخل الولايات المتحدة.
وكانت صحيفة quot;الدستورquot; اليومية المصرية نشرت نُسخا ً مصورة لوثائق أصلية تشير إلى قيام غالي بزيارة الولايات المتحدة ثلاثة مرات لتلقي العلاج في 2009، وأن الرحلات الثلاثة ( التي بلغت تكلفتها المالية مبلغا ً إجماليا ً قدره 70 ألف دولار ) قد تمت برعاية كاملة من جانب الحكومة، على الرغم من تغطية النفقات العلاجية لكافة الوزراء بالفعل عبر مجموعة أخرى من برامج التأمين الصحي.
التعليقات