علمت quot;إيلافquot; من مصدر أمنيّ إماراتي مطلع أنَّ العدد الإجمالي للفريق المتورّط في عمليَّة اغتيال محمود المبحوح يبلغ 17 شخصًا، ولدى السلطات بيانات وصور عن جوازات سفر 11 منهم. ولم تثبت التحقيقات حتى الان تورط السلطة الفلسطينية في عملية الاغتيال كما تدعي حركة حماس.
المتهم الأول بيتر إيليفنجر
إيلاف من دبي: أبلغ مصدر أمني اماراتي إيلاف أنَّ 17 شخصًا متورطين في عمليَّة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الذي قتل في دبي 19 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتوقّع أن يكون عدد المتورطين في العمليَّة اكبر من ذلك. وأفاد المصدر أنَّ الفلسطينيين الإثنين اللذين تمّ القاء القبض عليهما يقيمان في دولة الإمارات، وقد أثار تواجد أحدهما في المكان والزمان نفسهما اللذين تواجدت فيهما المجموعة التي نفذت العمليَّة، شبهات لدى السلطات التي قامت بمراقبته وتمكنت من إلقاء القبض عليه وعلى الفلسطيني الثاني بعدما تيقّنت من وجود صلة تربطهما.
كما علمت إيلاف من مصدر مطلع أنَّ التحقيقات الجارية في ملابسات اغتيال المبحوح لم تثبت حتَّى الساعة تورط السلطة الفلسطينية في العملية كما تدعي حماس.
واعلنت شرطة دبيّ انَّ قتلة المبحوح كانوا في انتظاره داخل غرفته في فندق البستان روتانا حيث اغتالوه خنقًا. وعرضت الشرطة تصويرًا لتحركات المتهمين وأعلن الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي أنَّ المتهمين يحملون جوازات سفر أوروبية وبينهم امرأة. ولم يستبعد تورط الموساد في عمليَّة الاغتيال. وطلبت الشرطة من الانتربول تسليم المتهمين.
إيفان دينينغز- ايرلاندي
وصرّح قائد عام شرطة دبي أن الإنجاز الذي تمكنت شرطة دبي من تحقيقه يُعد مصدر فخر واعتزاز لأجهزة الأمن في المنطقة، وذلك نظراً لدقة النتائج التي أسفرت عنها التحريات في غضون وقت قياسي لفك خيوط جريمة شغلت الرأي العام العربي والدولي، بتحديد هوية العناصر المتورطة فيها بأسلوب علمي لا يقبل تفنيداً أو تشكيكاً. وأثنى الفريق خلفان على جهود كافة عناصر وإدارات شرطة دبي التي شاركت في حل طلاسم هذه القضية التي كانت محل اهتمام أجهزة الإعلام العربية والعالمية، منوهاً بالقدرات الاستثنائية لشرطة دبي ومستوى التدريب الراقي لأفرادها، وسعيها الدائم للارتقاء بمهاراتهم وإمكاناتهم في مختلف المجالات الأمنية، الأمر الذي أهلها لتبوؤ مكانة متقدمة بين مصاف أفضل الأجهزة الأمنية في العالم.
كما شددّ الفريق خلفان على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تقبل أن تُستغل أرضها كساحة لتصفية الحسابات مهما كانت أنواعها أو أسبابها أو انتماءات العناصر المتورطة فيها، مؤكدا أن دولة الإمارات هي دولة العدل وسيادة القانون وأن كل من تسول له نفسه في أن يعبث بأمنها أو أن يستهدف سلامة أي من أفراد مجتمعها أو زوارها سيخضع للملاحقة وللمساءلة والعقوبة الرادعة بمقتضى أحكام القانون ودون هوادة أو تساهل في أمن الوطن أو سلامة أفراده وضيوفه.
ميلفين آدم ميلداينر
وأكدّ الفريق خلفان أن شرطة دبي قامت بالواجب المنوط بها كجهة مخولة بحفظ وإقرار الأمن، وكجهاز مسؤول عن ملاحقة مخالفي القانون، حيث أولت شرطة دبي اهتماماً كبيراً لهذه الجريمة، وعكفت على اكتشاف الفاعلين في وقت قياسي شأن كافة الجرائم الأخرى، بغض النظر عن أي انتماءات سياسية أو عرقية للمجني عليه أو للجناة، حيث يبقى مرتكبو هذه الجريمة عناصر مطلوبة أمنياً للمثول أمام القضاء لمحاكمتهم وفقاً لأحكام القانون.
ونوّه القائد العام لشرطة دبي بأنه على الرغم من إتباع المتهمين لمجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر المختلفة، مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس (الكابات) والتخفي في أزياء متنوعة ما بين رسمية ورياضية لإخفاء وتغيير هيئتهم الأصلية، إلا أن تلك الأساليب لم تفلح في خداع الحس الأمني المرهف والكفاءة المهنية العالية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية في دبي.
وأضاف أنه رغماً عن السرعة الخاطفة التي نُفذت بها الجريمة والتي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المبحوح إلى الفندق حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة إلى المطار، فإن شرطة دبي نجحت في جمع قرائن مهمة في مقدمتها أشرطة المراقبة التلفزيونية التي تم من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلى دبي لحين مغادرتهم البلاد، بما في ذلك تحركاتهم داخل الفندق الذي وقعت فيه جريمة القتل، وكذلك كافة المواقع الأخرى التي تنقّل بينها المتهمون وضمت عدداً من الأماكن التي نزلوا عليها أو اجتمعوا فيها إمعانا في التضليل والتخفي خلال فترة تواجدهم في دبي والتي لم تتجاوز 24 ساعة.
كما كشف الفريق ضاحي خلفان أن الجناة استخدموا جهازاً إلكترونياً لفتح باب غرفة المبحوح، حيث تشير التحقيقات إلى أنهم استخدموا الجهاز للدخول إلى الغرفة ومن ثم انتظار وصول القتيل لإتمام جريمتهم التي غادروا بعدها مباشرة الفندق وفقاً لما أظهرته صور كاميرات المراقبة الخاصة بالفندق.
رصد دقيق
وقد تمكنت شرطة دبي من رصد تحركات جميع المتهمين بعد تحديد هويتهم خلال زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، ونجحت في تحديد تفاصيل تلك التحركات منذ اللحظات الأولى لدخولهم إلى دولة الإمارات وحتى مغادرتهم البلاد، معتمدة في ذلك على الأشرطة المسجلة لكاميرات المراقبة الأمنية المصورة المنتشرة في مختلف الأماكن التي تنقلوا بينها في دبي، وذلك وفق مجهود أمني مكثف تعاونت فيه كافة الأجهزة المعنية، والتي مكنت من حصر دائرة الاشتباه في مجموعة عناصر من ذوي الجنسيات الأوروبية وصلت إلى دبي تقريبا في وقت وصول محمود المبحوح نفسه، وغادرت البلاد قبيل اكتشاف جثة القتيل في أحد الفنادق المعروفة في دبي.
وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضم كلا من: بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسيا، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية وهم: كيفين دافرون (المتهم الثاني) جايل فوليارد (المتهمة الثالثة) إيفان دينينغز (المتهم الرابع)، إضافة إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم: بول جون كييلي، ميلفين آدم ميلداينر، ستيفين دانيل هودز، مايكل لورانس بارني، جيمس ليونارد كلارك، جوناثان لويس غراهام، والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا.
وشكّل المتهمون أربعة فرق للمراقبة حيث تكون كل فريق من شخصين بينما تركزت مهمة المجموعة الخامسة - والتي ضمت أربعة أشخاص- على تنفيذ الجريمة، وذلك وفقا لما أظهرته أشرطة المراقبة التلفزيونية المصورة في كافة المواقع لاسيما في فندق البستان الذي حل عليه المغدور في التاسع عشر من يناير 2010.
تفاصيل الجريمة
وأوضحت شرطة دبي أن التفاصيل التنفيذية للمخطط الإجرامي بدأت مع تعاقب وصول المتهمين إلى دبي مساء اليوم السابق ليوم جريمة القتل، حيث نزلت عناصر الفرق الخمسة المتورطة في الجريمة في فنادق متفرقة ضمن مواقع مختلفة في دبي، ولكنها متقاربة نسبياً، بما يضمن سهولة التنقل منها وإليها وفقاً للتحركات المتفق عليها فيما بينهم.
مايكل لورانس بارني
وقالت شرطة دبي إن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر إيليفنجر، لعب دور مسؤول التنسيق اللوجيستي للفريق، حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي، ثم قام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا - موقع الجريمة - وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة رقم 237 المقابلة لغرفة المبحوح (رقم 230) وعلى مرمى حجر منها، حيث قام المتهمون باستخدام الغرفة (237) قبيل تنفيذ مخططهم، في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل همّ بمغادرة البلاد قبيل إتمام رفقائه للجريمة بوقت وجيز.
وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد تتبعهم له ومعرفتهم لميعاد وصوله، في الساعة 3:20 من بعد ظهر يوم 19 يناير الماضي، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين ضمن أحد فرقهم المعنية بالمراقبة، حيث استقل المتهمان معه المصعد نفسه في الفندق ونزلا منه أيضا في الطابق ذاته وتبع أحدهما المبحوح للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها.
وأظهرت تسجيلات المراقبة التلفزيونية في فندق البستان تتبع فرق المراقبة التي شكلها المتهمون لكل تحركات المبحوح داخل الفندق، كما أظهرت وصول فريقهم المعني بالتنفيذ إلى الفندق وصعود أفراده على دفعتين (اثنان في كل مرة) وبفارق عدة دقائق- ودخلوا جميعاً إلى الغرفة التي استأجرها بيتر (غرفة رقم 237).
ومن المُرجح أن المتهمين قاموا بمحاولة دخول غرفة المبحوح في الساعة الثامنة مساءً عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في الطابق نفسه، بينما أظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق التنفيذ ومن بين أعضائه العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم الجهاز الإلكتروني لفك شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصول المبحوح.
ووفقاً لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق - وأيضا القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة - فقد وصل المبحوح إلى غرفته في تمام الساعة 8:25 مساءً يوم 19 يناير، حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت خلال فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتباراً من دخول المبحوح إلى غرفته.
وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب كافة مقتنيات الغرفة لكي تبدو في صورة طبيعية بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قِبل القتيل ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباههم عن أي شبهة جنائية وراء وفاة محمود المبحوح، حيث عمد الجناة أيضاً إلى إغلاق سلسلة الأمان الخاصة بباب الغرفة من الداخل إمعاناً في الإيحاء بأن الوفاة تمت بصورة طبيعية.
وقد سارع جميع المتهمين بالفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، حيث لم يستغرقوا أكثر من 10 دقائق للمغادرة، بينما توجهوا على الفور إلى مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية والآسيوية، وفقا لما أظهرته تسجيلات المراقبة التلفزيونية الخاصة بالمطار.
السلطة الفلسطينية تؤكد تورط اثنين من حركة حماس
على صعيد متصل، اعلن مسؤول امني فلسطيني كبير ان اثنين من عناصر حركة حماس ساعدا في اغتيال المبحوح واعتقلتهما السلطات الاردنية اثناء عودتهما من دبي وسلمتهما الى شرطة الامارة.
وقال اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية مساء الاثنين لوكالة فرانس برس quot;لدينا معلومات مؤكدة بان اثنين من ضباط حركة حماس، واحد برتبة ملازم والاخر برتبة نقيب، منحا هذه الالقاب من حركة حماس، متورطان في اغتيال المبحوحquot;.
جايل فوليارد
وجاء تصريح الضميري تعقيبا على اعلان القيادي في حركة حماس ايمن طه الاثنين عبر فضائية العربية، ان الفلسطينيين اللذين اعتقلا في الاردن يعملان لدى السلطة الفلسطينية، وانهما شاركا في عملية الاغتيال مع الموساد الاسرائيلي.
وقال الضميري quot;اتحدى حركة حماس ان تعلن اسماءهما او المكان الذي عمل بها الاثنان، نحن لا نريد كشف اسمائهما ونترك الامر لشرطة دبي المسؤولة عن التحقيق في هذه القضيةquot;.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال الاسبوع الفائت ان حركته تسعى للوصول الى quot;صيغة ماquot; للتعاون مع السلطات في دبي ضمن التحقيق في اغتيال المبحوح . وقال مشعل quot;هناك تواصل مع الاخوة في دبي من اجل الوصول الى صيغة ما. حتى الآن هذا التواصل موجود لكن لم نصل إلى تحديد هذه الصيغة بعد ونحترم سيادة دولة الإمارات وامارة دبي ولا نتدخل في شؤون الآخرينquot;.
وتابع quot;لكن هذا الموضوع يعنينا كما يعنيهم ويحتاج الى درجة مهمة من التعاون وهذا هو ما نسعى اليهquot;. واكد مشعل ان حماس تجري quot;تحقيقات داخلية (...) بقرار داخلي وباجراءاتنا الداخليةquot;. وجدد مشعل التاكيد بان حماس اتهمت طرفا واحدا في الاغتيال هو جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد.
واتهمت حماس اسرائيل باغتيال المبحوح (50 عاما) الذي كان من مؤسسي كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحماس. واكد قائد شرطة دبي في وقت سابق انه سيصدر مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اذا ما ثبت تورط الموساد في اغتيال المبحوح.
الفريق ضاحي خلفان تميم خلال المؤتمر الصحافي جوناثان لويس غراهام كيفين دافرون مايكل بودنهايمر بول جون كييلي ستيفين دانيل هودز جيمس ليونارد كلارك |
التعليقات