عكست الأجواء العامة للصحافة الإسرائيلية مسؤولية تل أبيب عن عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي. فقد اختار موقع يديعوت أحرونوت عنوانا يقول: تصفية المسؤول عن قتل سعدون ساسبورتاس في دبي. ومضى الموقع الالكتروني للصحيفة يقول إنه باغتيال المبحوح تم إغلاق دائرة.
دبي تقتفي أثر اغتيال المبحوح وتعلن التفاصيل لاحقا حماس: إسرائيل قتلت قائداً عسكرياً للحركة في دبي إغتيال قيادي في حماس بدبي بوساطة صعقة كهربائيّة |
تل أبيب: على الرغم من الاتهامات العلنية والمباشرة التي وجهتها حركة حماس على مدار اليومين الأخيرين، لإسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال مؤسس كتائب عز الدين القسام، محمود عبد الرؤوف المبحوح في دبي، إلا أن عائلات الجنديين الإسرائيليين الذين تتهم إسرائيل المبحوح باغتيالها بعد خطفها في سنوات الانتفاضة الأولى، وهما آفي ساسبورتاس وإيلان سعدون، قالت في ردود أوليه لها للصحافة الإسرائيلية إنها تعتبر عملية الاغتيال والتصفية جاءت متأخرة عشرين عاما.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلق ولم يصدر عنها لغاية الآن رد فعل رسمي، إلا أن الأجواء العامة التي تعكسها الصحافة الالكترونية في إسرائيل تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن العملية. فقد اختار موقع يديعوت أحرونوت عنوانا يقول: تصفية المسؤول عن قتل سعدون ساسبورتاس في دبي. ومضى الموقع الالكتروني للصحيفة يقول إنه باغتيال المبحوح تم إغلاق دائرة.
لكن المواقع الإسرائيلية وفي ظل التعتم والصمت الرسمي لجأت إلى عائلات الجنديين لتركيز الضوء على quot;معاناة هاتين العائلتينquot; ولفت الأنظار عن العملية التي جرت في دبي. فاعتبر موقع يديعوت أن quot;نبأ تصفية المبحوح في دبي لا يعزي عائلات إيلان سعدون وآفي ساسبورتاس، اللذين اختطفا على يد حماس في أواخر سنوات الثمانين. وقدر رفض أفراد عائلة ساسبورتاس التعليق على النبأ، لكنهم شكروا أجهزة الأمن الإسرائيلية بقولهم: quot; هذه المرة يختلف الأمر، فنحن نشد على أيادي أجهزة الأمن الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، ونريد من جميع الجنود أن يحافظوا على حياتهم، ونحن ننتظر أيضا عودة جلعاد شاليط إلى بيتهquot;.
والدة سعدون تغضب على أجهزة الأمن لتأخرها في تصفية المبحوح
في المقابل قال الموقع إن والدة الجندي الإسرائيلي أيال سعدون، جيلبة سعدون قالت لمراسل الموقع إن نبأ تصفية المبحوح أثار عندها غضبا كبيرا :quot; فعلى مدار هذه السنين الطويلة قالوا لي إن كل من كان متورطا في عملية سعدون، قد تمت تصفيته، وكنت متيقنة أنهم ليسوا على قيد الحياة، وفجأة تلقيت هذا الصباح تقريرا، خسارة أنهم قاموا بذلك الآن فقطquot;.
وكان رئيس بلدية أشكلون، بني فاكنين المسؤول الإسرائيلي الوحيد الذي تطرق لتصفية المبحوح معتبرا أن ذلك يغلق الدائرة خصوصا وأن عائلة سعدون عانت على حد قوله طويلا، وأنه رافق الأسرة على مدار عشرين عاما.
هل هي عودة لسياسة التصفيات؟
وفي الوقت الذي اعتمدت فيه المواقع الإسرائيلية اليوم، على quot;حجة السبتquot; من حيث عدم توفر إمكانية لاتصالات رسمية في إسرائيل، إلا أنها صمتت هي الأخرى، ولا سيما محللي الشؤون الأمنية والعسكرية فيها عن مدلولات اغتيال المبحوح وتصفيته في عاصمة عربية، ما يشير إلى اختراق أمني إسرائيلي، وعمل الجهات الأمنية الإسرائيلية حتى داخل دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكنها لا تتميز بموقف رافض أو متشدد من أي علاقة مع إسرائيل، خصوصا وأن الإمارات العربية المتحدة، استقبلت الأسبوع الماضي وزير البنى التحتية في إسرائيل عوزي لنداو الذي شارك في مؤتمر منظمة quot;الأريناquot; للطاقة المتجددةquot; بوفد رسمي. ناهيك عن قيام مدير عام وزارته، ومسؤولة في الخارجية الإسرائيلية، سيمونة هلبرين، بزيارة تمهيدية للإمارات للإعداد لزيارة لنداو.
وتعيد عملية الاغتيال إلى الأذهان نشاط الموساد في الأردن، في أوساط التسعينات، ومحاولة الموساد الإسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل في عمان، في ولاية نتنياهو الأولى، ما جر غضب العاهل الأردني الراحل الملك حسين ففرض على نتنياهو إعطاء مصل مضاد للسم الذي حقن فيه خالد مشعل، ناهيك عن إلزام إسرائيل بالإفراج عن زعيم حركة حماس التاريخي، الشيخ أحمد ياسين، الذي عادت إسرائيل لاغتياله فيما بعد، وتصفية مجموعة قيادات حركة حماس، مثل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش.
وليس واضحا ما إذا كانت تصفية المبحوح تدخل ضمن quot;السياسة غير المكتوبةquot; للأجهزة الإسرائيلية بتصفية القادة العسكريين والميدانيين لحركة حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية، الذين quot;تتهمهم إسرائيلquot; بتنفيذ عمليات ضد جنود أو مدنيين إسرائيليين أم أنها رسالة جديدة توجهها إسرائيل لحركة حماس، كوسيلة ضغط وتهديد في ظل الحديث عن الجمود في المباحثات حول صفقة شاليط.
التعليقات