حماس تتفهم موقف دبي الرافض لإطلاعها على التفاصيل اغتيال المبحوح يثير انتقادات واسعة للموساد |
تفكر الأمارات في حظر سفر الأوروبيين والأميركيين إليها إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، ويأتي ذلك في إعقاب الكشف عن ضلوع أفراد ينتمون لجنسيات هذه الدول في حادثة اغتيال محمود المبحوح احد قادة حركة حماس العسكريين.
دبي: أعلن مصدر مطلع بالحكومة الإماراتية أن الأمارات تدرس حاليا تعديل بعض أحكام قانون دخول وإقامة الأجانب بأراضيها، بهدف معاملة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالمثل وعدم السماح لمواطني تلك الدول دخول الإمارات إلا بعد الحصول علي تأشيرة دخول مسبقة.
يأتي ذلك في إطار ردود الأفعال المتوقعة من جانب الحكومة الإماراتية ردا علي ضلوع أفراد ينتمون لجنسيات أوروبية وأميركية في حادث اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح داخل أراضيها بإحدى فنادق إمارة دبي.
وكانت الإمارات أعلنت في منتصف عام 2008 السماح لمختلف الجنسية الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بدخول أراضيها دون الحصول على إذن مسبق للدخول quot;فيزاquot; وإعفائهم من رسوم التأشيرة التي تبلغ 500 درهم إماراتي بما يعادل 136 دولار بهدف التنشيط السياحي للدولة.
وفي أول تصريح رسمي بعد تعديل القانون بشهور كشف العميد ناصر العوضي المنهالي مدير الإدارة العامة للجنسية والإقامة بالإنابة آنذاك أن عدد التأشيرات التي تم إصدارها على مستوى الدولة منذ تطبيق اللائحة التنفيذية للقرار الوزاري الخاص بتعديل بعض أحكام قانون دخول وإقامة الأجانب بلغت 412 ألفاً و869 تأشيرة منها 369 ألفاً و458 تأشيرة صدرت في دبي 70% من تلك التأشيرات التي صدرت في دبي لرعايا 34 دولة أوروبية المسموح لهم بالحصول على تأشيرة الدولة من المنافذ مباشرة.
من جهة أخرى، تصدر خبر كشف شرطة دبي ملابسات مقتل القيادي محمود المبحوح الذي أعلنته أول أمس، عناوين وكالات الأنباء والصحف العالمية والعربية، كما سارعت بعض الدول الأوروبية التي أعلنت دبي تورط أفراد من مواطنيها في الحادث بالاتصال بالسلطات الإماراتية والانتربول الدولي للاطلاع علي ملف القضية وأدلة تورط مواطنيها، وفقا لما أعلنته دبي.
جاء ذلك بعد مطالبة الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي تلك الدول بإبداء تعاونها في تلك القضية، مؤكدا أن المعاملة في مثل هذه القضايا ستكون بالمثل خاصة فيما يتعلق بتسليم المطلوبين للعدالة.
وفي رد فعل سريع أعلنت السلطات الأمنية في كل من باريس ولندن ودبلن أن الجوازات الفرنسية والبريطانية والأيرلندية التي استعملت في عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح، جميعها مزورة.
لكن، شرطة دبي أكدت أن الكرة لا تزال في ملاعب تلك الدول، فجريمة التزوير صدرت بحق محررات رسمية صادرة عن جهات أمنية بتلك الدول، لذلك عليهم التحقق من مكان وزمان واقعة التزوير لإثبات ادعائهم. وفي سياق متصل نقلت صحيفة quot;ديلي تليغرافquot; عن مصادر حكومية بريطانية أن لا علم لهم بضلوع أي بريطاني في الحادث، وأرجحت تلك المصادر أن يكون الجناة عملاء للموساد استخدموا جوازات سفر أيرلندية.
كما نقل موقع bbc الإلكتروني، نفي سبعة إسرائيليين وردت أسماءهم في القائمة التي عرضتها شرطة دبي للمتهمين بتنفيذ عملية الاغتيال، تورطهم في الحادث، مؤكدين أن هناك من انتحل شخصياتهم واستخدم جوازات سفر أجنبية مزورة تحمل أسماءهم.
وأشار الموقع إلى أن الإسرائيليين السبعة يحملون جنسيات أجنبية بجانب جنسيتهم الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تنف أو تؤكد تورط جهاز استخباراتها quot;الموسادquot; في عملية الاغتيال، فيما أعلن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان انه لم يستبعد ضلوع جهاز المخابرات الإسرائيلي في الحادث. وقال يحتمل أن يكون قادة دول محددة قد أعطوا أوامرهم إلى أجهزة استخباراتهم لقتل القيادي العسكري في حماس، كما لم يستبعد تورط جهات أخرى.
وأوضحت شرطة دبي أن قائمة المتهمين تضم كلا من بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) الذي يحمل جواز سفر فرنسيا، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية، وهم كيفين دافرون (المتهم الثاني) وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة) وإيفان دينينغز (المتهم الرابع).
كما تضم القائمة ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية، وهم بول جون كييلي، وميلفين آدم ميلداينر، وستيفين دانيل هودز، ومايكل لورانس بارني، وجيمس ليونارد كلارك، وجوناثان لويس غراهام، كما تضم المتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا.
وقد ساهمت التقنيات الالكترونية الحديثة التي تطبقها دبي في مختلف مرافقها بشكل كبير في التوصل إلى الجناة بشكل سريع، خاصة وأن حكومة دبي الالكترونية تمكنت مؤخرًا من تنفيذ أكثر من 95% من معاملاتها اليومية الكترونيا لجميع المواطنين والمقيمين، مما ساعد ذلك في صناعة ذاكرة الكترونية موسعة بجميع المجالات والمرافق يمكن الرجوع إليها في أي وقت ممكن لاكتشاف خبايا وتفاصيل مختلف أنواع الجرائم.
يذكر أن الاسم الكامل لـ quot;محمود المبحوحquot; هو محمود عبد الرؤوف محمد المبحوح وكنيته quot;أبو العبدquot; مولود بتاريخ 14-2-1960 في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزة في أسرةٍ ملتزمةٍ ومتدينةٍ تعود جذورها إلى قرية بيت طيما التي احتلتها إسرائيل إبَّان حرب عام 1948.
للمبحوح أربعة أولاد: ابنًا وثلاث بنات، وهم عبد الرؤوف 21 عامًا طالب جامعي يدرس في اليمن، ومنى 20 عامًا، ومجد 11 عامًا ورنيم 8 سنوات. واعتقل المبحوح على يد السلطات الإسرائيلية عدة مرات كانت أولها عام 1986 في سجن غزة المركزي quot;السراياquot;، حيث وجِّهت له تهمةquot; حيازة الأسلحة، وبعد خروجه من السجن ظل مطارِدًا من قبل السلطات الإسرائيلية.
وفي عام 1990 قرَّرت السلطات الإسرائيلية هدم بيته، ومصادرة الأرض المقامة عليها، لاتهامه بخطف جنود إسرائيليين. وحصل المبحوح على دبلوم الميكانيكا وتفوَّق في هذا المجال، وكان ناجحًا في عمله وافتتح ورشة عمل في شارع صلاح الدين في قطاع غزة، غير أنه انتقل للعيش في سورية لظروفه السياسية، حاز على العديد من الدورات المهمة في عدة مجالات؛ أبرزها الحاسوب، والميكانيكا وتعلم العديد من اللغات الأجنبية.
التعليقات