كابول: أعلنت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ان السكان الذين يعيشون على خطوط الجبهة في الهجوم الكبير الذي تشنه القوات الافغانية والدولية على متمردي طالبان عالقون في منازلهم ولا يستطيعون الحصول على الدواء او الغذاء. واضافت المنظمات ان المئات الذين فروا من المنطقة قبل بدء المعارك قبل اسبوع، يتلقون مساعدة محدودة في ظروف الشتاء القاسية.

وقال جمال صمدي المسؤول عن رابطة مراقبة حقوق الافغان المستقلة quot;اننا قلقون جدا على سلامة المدنيين خصوصا في منطقة مرجهquot;. واضاف ان quot;المرضى لا يستطيعون التوجه الى المستشفيات ولا يستطيع احد ان يؤمن لهم الادوية. لا يستطيعون الحصول على المواد الغذائية او الخروج للاعتناء بمزارعهمquot;.

وتابع ان اسعار المواد الغذائية ترتفع بسبب الهجوم ولا يستطيع الاشخاص الذين يحتاجون الى عناية طبية الحصول عليها. ويقول قادة عسكريون ان القناصة والقنابل التي يزرعها المتمردون على جانب الطرقات تبطىء وتيرة الهجوم على مرجه وناد علي في ولاية هلمند الذي شن في 13 شباط/فبراير.

وهدف عملية quot;مشتركquot; هو طرد متمردي طالبان من المنطقة في وسط سهل هلمند. وتسعى الحكومة الافغانية اولا الى بسط سيطرتها وضمان الامن وتأمين الوظائف والعيادات والمدارس. وتشكل هذه العملية العسكرية اختبارا لاستراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما الجديدة في هذا البلد الهادفة الى كسب ثقة السكان والقضاء على تمرد طالبان.

وقال حلف شمال الاطلسي والقادة الافغان انه تم التنسيق للهجوم لتأمين خدمات الادارة المدنية بعد الانتهاء من الاعمال العسكرية. لكن نورين ماكدونالد رئيسة المجلس الدولي للامن والتنمية ومقره لندن اكدت ان واضعي خطة الهجوم لم يعيروا اهتماما كبيرا للمدنيين. وقالت ان quot;الخطة التي علمنا بها لا تشمل التحقق من تمكن المدنيين من مغادرة المنطقة والعيش في منطقة اخرى في شروط مقبولة والحصول على الغذاء والدواءquot;.

وقال عبد الرحمن التقي المسؤول عن منظمة البيئة وحقوق الانسان الافغانية المستقلة ان اكثر من 2800 اسرة مؤلفة كل واحدة من خمسة افراد نزحت قبل اندلاع المعارك وبعدها. واضاف ان quot;ظروف عيش النازحين تتدهور ولا تنقل اليهم مساعدات كافيةquot;.

وقالت السلطات المحلية ان الفي اسرة نزحت الى لشكاركاه وتحصل على مساعدات من جمعيات خيرية دولية وافغانية. لكن احمد جان وهو من سكان مرجه قال في اتصال هاتفي quot;منذ ان اتيت الى هذه المنطقة لم احصل على اي مساعدةquot;. من جهته اعلن غلام فاروق نورزاي المسؤول عن شؤون اللاجئين في هلمند انه تم توزيع الاغذية والملابس الشتوية على 1400 اسرة.

ويقول قادة ان المنطقة التي ينفذ فيها الهجوم زرعت بالالغام على الطرقات والحقول والاشجار وحتى في المنازل. وقال عبد الغياث (53 عاما) وهو من سكان مرجه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان العبوات الناسفة اليدوية الصنع جعلت عملية التنقل داخل المدينة او خارجها صعبة جدا. واضاف ان quot;معظم السكان لا يستطيعون تأمين الغذء او الدواءquot;.

وقال قادة الحلف الاطلسي ان السيطرة على المنطقة لن تتم قبل ثلاثة اسابيع لان المعارك بين المتمردين والقوات الدولية والافغانية quot;صعبةquot;.اما الاشخاص الذين تستخدمهم حركة طالبان دروعا بشرية او الذين يصابون في انفجار القنابل فيعجزون عن تلقي العلاج.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها تملك وحدها المعدات الطبية في مرجه في مركز للاسعافات الاولية يديره خمسة اشخاص. وقال بيجان فارنودي المتحدث باسم الصليب الاحمر في كابول ان لشكاركاه حيث يوجد مستشفيان تبعد 20 كلم على الاقل عن المنطقة.

واضاف ان المدنيين يترددون في سلوك الطرقات المزروعة بالالغام واستخدام الطرقات الفرعية قد يستغرق سبع ساعات. وقال عناية الله عفري المسؤول الصحي في ولاية هلمند انه quot;منذ 13 شباط/فبراير نقل خمسون شخصا الى مستشفيات مختلفة اصيبوا في انفجار عبوات او الغام او في تبادل لاطلاق النارquot;. وخلص الى القول ان الجرحى بمن فيهم نساء واطفال نقلوا الى مستشفيات لشكاركاه.