الملك عبدالله بن عبد العزيز |
حاورت quot;إيلافquot; الدكتور أس. روب سوبهاني صاحب كتاب: King Abdullah of Saudi Arabia: A Leader of Consequence الذي قال إنه يعتبر العاهل السعودي رجل دولة عالميًّا وصاحب رؤية متميزة جاء في الوقت المناسب تمامًا في التاريخ.
واشنطن: أقام الدكتور أس. روب سوبهاني، الخبير الأميركي في السياسة الخارجية الأميركية وشؤون الشرق الأوسط، حفل توقيع لكتابه عن العاهل السعودي الملك عبد الله يوم الأربعاء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، بحضور شخصيات إعلامية وسياسية وفكرية كبيرة. وتحدث الدكتور سوبهاني باستفاضة لـ quot;إيلافquot; قبل حفل التوقيع عن كتابه: King Abdullah of Saudi Arabia: A Leader of Consequence
الدكتور أس. روب سوبهاني يوقع كتابه
bull;إيلاف: لماذا اخترتَ ان تؤلف كتابًا عن الملك عبد الله؟
الدكتور سوبهاني: لأني شعرتُ انه واحد من أهم أربعة زعماء في العالم اليوم، الى جانب رئيس الولايات المتحدة ورئيس روسيا ورئيس الصين، ولم تصدر كتب باللغة الانكليزية تركز على رجل الدولة العالمي الكبير هذا الذي تمارس سياساته ورؤيته تأثيرًا بالغًا في عالمنا.
صدرت كتب عديدة تتناول السعودية ولكن ليس بينها كتاب واحد يعاين على وجه التحديد سياسات الملك عبد الله وأفعاله وأفكاره ورؤيته. وأنا اعتقد ان لدى الملك عبد الله رؤية متميزة للسعودية والعالم العربي والاسلامي بل وحتى للعالم أجمع. انه حقًا رجل دولة عالمي من العيار الثقيل وانسان جاء في الوقت المناسب تمامًا في التاريخ.
bull; ما هي النقاط الأساسية التي تحوز اعجابك في رؤية الملك عبد الله؟
اعتقد ان هناك نقاطًا عديدة لكني سأركز على أربع منها.
العاهل السعودي خلال افتتاج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا |
أولاً، أنا معجب بجهوده الاستثنائية في التحاور، على المستويين الداخلي والدولي. لقد شكل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تطوّرًا مثيرًا في السياق السعودي، وأسهم في ما يعتقد كثيرون ممن قابلتهم في السعودية بأنه جزء من احساس عام بالانفتاح دشنه عهده. فإن العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية أكثر انفتاحًا منها في أي وقت مضى. هذه بالطبع ليست لندن أو واشنطن أو بيروت، لكن هناك في السياق السعودي انفتاحًا جديدًا والحوار الداخلي جزء منه. وكانت جهود الحوار الدولية التي جمعت مشاركة من كل الديانات في مدريد ونيويورك، ذات أهمية بالغة وآمل أن نستمر في رؤية جهود كهذه. كما أن لقاءات الملك مع البابا كانت ذات قيمة رمزية عظيمة في العالم الغربي.
ثانيًا، أنا معجب برؤية الملك الاسلامية المتسامحة والسلمية، والعديد من خطاباته التي يدعو فيها إلى نهضة اسلامية عمادها الاعتدال والتسامح والسلام والانجاز العلمي. وقد ضمَّنتُ الكتاب العديد من خطاباته.الدكتور أس. روب سوبهانيمتحدثا في حفل توقيع الكتاب
ثالثًا، أنا معجب بدور الملك بوصفه رجل دولة وصانع سلام عالميًا. فمن الاراضي الفلسطينية إلى نزاعات شرق افريقيا الى اليمن، كثيرًا ما يبرز الملك صانع سلام حكيمًا فاعلاً. وقال لي العديد من كبار المسؤولين الاوروبيين انهم يعتقدون ان الشرق الأوسط سيكون مكانًا أخطر لولا دبلوماسية الملك عبد الله الهادئة والقوية.
رابعًا، أنا معجب برؤية الملك في التعليم. فمن الواضح انه يثمن التعليم بوصفه حجر الزاوية لمستقبل السعودية والعالم الاسلامي برمته، وتشديده القوي على بناء الجامعات في عموم المملكة شاهد على ذلك. وقد حظيت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا باهتمام دولي واسع لكني أشرت في كتابي إلى أن رؤية الملك في التعليم تذهب أبعد من تأسيس جامعة واحدة، واعتقد أن وزارة التربية والتعليم بأيدي متمكنة بوجود الأمير فيصل بن عبد الله على رأسها.
bull; تجادل في الكتاب بأن الرياض أصبحت أهم عاصمة دبلوماسية في العالم العربي متخطية القاهرة، وتقول أيضًا إن مصير السعودية يهم المسلمين كافة. هلا تحدثت عن ذلك بمزيد من التفصيل؟
خلال اللقاء مع البابا بنديكتوس السادس عشر |
أعتقد أن من الواضح للمراقبين الدبلوماسيين في الشرق الأوسط أن الرياض ظهرت بوصفها أهم عاصمة في العالم العربي. ويعود ذلك في جانب منه إلى حقيقة أن السعودية دولة عربية بالغة الثراء والقوة. ولكن كثيرًا منه ناجم الآن عن الحقيقة الماثلة في أن الملك عبد الله برز بوصفه ما سمته مجلة نيوزويك ذات يوم quot;حكيم المنطقةquot;. فإن زعماء المنطقة كافة يكنون له احترامًا عميقًا، وكما تعرف فإن السياسة الشخصية تقوم بدور متميز جدًّا في سياسة المنطقة. وعندما يكون القائد محترمًا تؤخذ كلمته على محمل الجد، ولذلك ينبغي ألا نقلل من هذه القيمة الشخصية التي يسبغها الملك عبد الله على المنصب.
وعندما حضرتُ قمة منظمة الدول المصدرة للنفط في الرياض عام 2007 اجتمعتُ مع العديد من وفود أوبك الكبيرة وكانوا كلهم مفعمين بالثناء على الملك عبد الله ورؤيته للسعودية ودبلوماسيته الشخصية. كلهم وصفوه بالانفتاح والصراحة والاستقامة وبأنه شخص لا يطيق التدليس أو الإطراء الكاذب. أما العالم الاسلامي، فإن مسلمي العالم يتابعون عن كثب ما يجري في السعودية لكون عاهلها خادم الحرمين الشريفين. وعندما يعمل عاهل سعودي على تشجيع الحوار ويرفض التطرف ويرعى الإنجاز العلمي ويُشرك المرأة في الحكم بمناصب عليا، فإنّ هذه إشارات مهمة إلى العالم الإسلامي بأكمله.الدكتور أس. روب سوبهانييسلم فتاة نسخة من الكتاب
bull; هل تعتقد أن لدى العالم الغربي والولايات المتحدة بصفة خاصة فهمًا صائبًا للسعودية والملك عبد الله؟
هذا سؤال من السهل الاجابة عنه. الجواب quot;كلاquot;. اعتقد على المستوى الشعبي ما زال هناك إحساس بأن السعودية بلد أنجب إرهابيي الحادي عشر من ايلول/سبتمبر وبلد quot;متخلفquot; على نحو ما وليس منفتحًا على الأفكار الجديدة. وهو بلد يخشاه الناس. إنها نظرة سوداء إلى السعودية، وهي أيضًا نظرة لم تتغير كثيرًا منذ الحادي عشر من سبتمبر.
على المستوى الأكاديمي اعتقد أن الوضع أفضل لكنه ما زال بعيدًا ممّا ينبغي أن يكون. ثمة جيل جديد من الباحثين الذين يقيمون فترة في السعودية ويجرون دراسات أكاديمية مهمة. وها نحن نشهد ثمار هذا الجهد تينع ببطء ولكني اعتقد أن هذا لا يكفي. وعلى الأكاديميين الغربيين وخبراء الشرق الأوسط أن يمضوا مزيدًا من الوقت في السعودية لالتقاط التحولات الدقيقة الجارية بعيدًا من الأضواء. ويعود للحكومة السعودية ان تشجع مزيدًا من الأكاديميين وطلاب الدكتوراه الأجانب على إجراء ابحاثهم داخل أراضيها.
في إطار الحكومة الأميركية أعتقد أن لدى وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض فهمًا أساسيًّا جيدًا لأهمية المملكة وبعض التغييرات الجذرية الجارية ولكني اعتقد ان موطن الضعف بالنسبة إلى السعودية هو الكونغرس الأميركي. واعتقد ان الكونغرس الأميركي ما زال يتخلف عمومًا عن فهم الأهمية الجيواستراتيجية للمملكة وخاصة التحولات الجذرية الجارية في عهد الملك عبد الله.
bull; أنت ناشط في السياسة الأميركية ورشحت سابقًا لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند. هل ستفكر ذات يوم بالعودة الى السياسة؟
في الوقت الحاضر ينصب اهتمامي على هذا الكتاب.
bull; لكنك لم تقل لا
إذا اعتقدتُ يومًا ان خدمتي في الكونغرس الأميركي يمكن ان تساعد بقسط كبير في بناء مستقبل أفضل لأطفالي، لجميع أطفال أميركا، والعالم بصفة عامة فاني سأُعيد التفكير في الأمر. هناك أفضليات معينة في الوقوف خارج السياسة وأفضليات معينة بالوجود في غمرتها. وأنا لدي مشاعر قوية بشأن بعض القضايا منها مد جسور بين أميركا والعالم، ومساعدة المشردين من خلال تأمين حاجاتهم الأساسية، وبرامج التدريب المهني وتحسين نظامنا التعليمي، والحفاظ على قطاع خاص متين باعتباره محرك النمو الاقتصادي. استطيع العمل في كل هذه المضامير من داخل السياسة ومن خارجها. لم أُقرر بعد.
bull; بصفتك خبيرًا في السياسة الخارجية الأميركية ما هي برأيك المقاربة التي ينبغي ان يعتمدها الرئيس أوباما تجاه السعودية؟
الدكتور سوبهاني: اعتقد ان زعماء مثل الملك عبد الله لا يأتون في أحيان كثيرة بل هو من نمط الزعماء الذين لا يأتون إلا مرة في زمن حياة كاملة. لذا ينبغي أن تغتنم إدارة أوباما كل فرصة سانحة للعمل مع الملك عبد الله، لا بشأن القضايا الإقليمية وحدها وإنما في القضايا العالمية أيضًا. وقام الملك عبد الله أصلاً بدور مهم في العديد من القضايا العالمية التي تواجه عالمنا، من الفقر والتخلف إلى التغير المناخي والأمن الطاقي.
bull; في الكتاب أجريت مقابلات أيضًا مع أفراد عرفوا الملك عبد الله معرفة جيدة بينهم بعض مستشاريه وأفراد أسرته. ما هي الصورة التي تكونت لديك عن quot;الملك عبد الله الشخصquot;.
يعرف عنه التزامه بالقضية الفلسطينية وورعه الشديد |
بقيتُ أسمع المفردات نفسها تتردد في وصف الملك عبد الله: أمين، نبيل، حريص على الاهتمام بأمور الفقراء والمحرومين. كما يبدو انه لا يطيق التملق ويكره الكذب قبل كل شيء. كما ان جميع الذين تحدثتُ اليهم وصفوا التزامه العميق والعاطفي بالقضية الفلسطينية وورعه الشديد. سمعتُ انه يحلم بالصلاة في القدس ذات يوم. وأخيرًا قيل لي إن الناس يلاحظون ان الملك يكون عادة في أحسن أمزجته بعد حضوره افتتاح جامعة جديدة أو مشروع تنموي جديد من شأنه ان يساعد شعبه. وإزاء ارتفاع عدد الجامعات والمشاريع التنموية التي يفتتحها فإنه سيكون في مزاج رائق لفترة مديدة.
التعليقات