اسطنبول: قال جنرال متقاعد في الجيش التركي متهم بالضلوع في مؤامرة للاطاحة بالحكومة إن quot;الصراع بدأ الآنquot; بعد ان هددت سلسلة اعتقالات لشخصيات بارزة بتفاقم حدة التوتر بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والقوات المسلحة.

وذكرت وكالة أنباء الاناضول التركية التي تديرها الدولة ان اثنين من الجنرالات السابقين بالجيش اصبحا ابرز شخصيتين توجه لهما اتهامات فيما يتعلق بمؤامرة 2003 المزعومة. وقبل ذلك بساعات نفذت الشرطة حملة ثانية من الاعتقالات في صفوف ضباط الجيش في توسيع لتحقيق لم يسبق له مثيل شهد القاء القبض على 33 ضابطا وأدى الى قمة طارئة بين قادة تركيا.

وتعهد الرئيس عبد الله جول وهو عضو سابق بحزب العدالة والتنمية الحاكم والذي له جذور في الاسلام السياسي بان quot;تتغلب تركيا على جميع مشكلاتها.quot; ولكنه حذر في حديث نشرته صحيفة حريت يوم السبت اولئك الذين يتصرفون خارج نطاق القانون داخل المؤسسات التركية بانه سيتم تطهير تلك المؤسسات منهم. وكان الجنرال المتقاعد جيتين دوجان قائدا للجيش الاول التركي وهو منصب ينظر اليه دائما على أنه خطوة نحو قيادة القوات المسلحة التركية.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن جلال أولجين محامي دوجان يوم السبت قوله quot;عندما علم دوجان بانه سيتم توجيه الاتهام اليه قال (الصراع بدأ الآن).quot; وأضاف أولجن انه لا يوجد دليل قوي ضد موكله وان المدعين بذلوا اقصى ما في وسعهم لتوجيه اتهامات ضده.

أما الشخصية الرفيعة الثانية التي وجه اليها الاتهام فهي اللفتنانت جنرال انجين الان وهو قائد سابق للقوات الخاصة التركية وقاد عملية ناجحة لاعتقال المطلوب الاول للسلطات التركية عبد الله أوجلان الزعيم الكردستاني الانفصالي واعادته الى تركيا عام 1999. ونشرت الصحف التركية يوم السبت صورا لدوجان الذي يبدو أكبر سنا بينما كان يرتدي معطفا وربطة عنق لونهما داكن بينما كانت الشرطة تقتاده للتحقيق معه.

وبدأت الاسواق التركية التي أضعفتها موجة الاعتقالات الاولى التي جرت يوم الاثنين في التعافي يوم الجمعة في ظل امال بانحسار احتمال وقوع مواجهة بين الحكومة التي تحكم تركيا منذ عام 2002 والجيش العلماني بعد الافراج عن ثلاثة جنرالات متقاعدين اخرين.

لكن التقارير الواردة عن احتجاز الشرطة لضابط متقاعد و17 ضابطا في الخدمة خلال حملة ثانية من الاعتقالات أدت الى عمليات بيع متجددة في الاسواق المالية والى قلق جديد بشأن حدوث مواجهة. وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان القادة العسكريين بانهم ليسوا فوق القانون واتهم وسائل الاعلام باشاعة القلق بين المستثمرين.

ويعتمد حزب إردوغان -الذي ينفي اتهامات بان له جدول اعمال اسلامي سري- على التعافي الاقتصادي في كسب أصوات الناخبين قبل انتخابات تجرى مطلع العام القادم. وأطاح الجيش من قبل بأربع حكومات في تركيا خلال الخمسين عاما المنصرمة وتبقى الاسواق في حالة قلق مع وجود عدد من ضباط الجيش في السجون وتوجيه الاتهامات لاكثر من 30 ضابطا.

وتتواصل التحقيقات مع القادة الثلاثة الذين أفرج عنهم. وقال ولفجانج بيكولي محلل مجموعة يوراسيا quot;دوجان..القائد السابق للجيش الاول حيث يقال ان الخطة المزعومة لتدبير انقلاب عام 2003 وضعت هناك..هو طرف اساسي في الحملة التي اطاحت عام 1997 بحزب الرفاه الاسلامي بزعامة نجم الدين اربكان المعلم المخلص لإردوغان.quot;

واجبر الجيش التركي حكومة اربكان على التخلي عن السلطة بعد سلسلة من التهديدات والمطالب. وكان إردوغان وقتها رئيسا لبلدية اسطنبول والصوت الفصيح لحزب الرفاه. وفي الوقت ذاته كان جول نائبا بارزا في البرلمان عن حزب الرفاه.

وعلى الرغم من تاريخ تركيا في الانقلابات العسكرية وتدخلات الجيش في السياسة فان معظم الناس يعتقدون أن الجيش لن يقدم على تحدي حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يملك أغلبية هائلة في البرلمان ولن يخاطر بتخريب الديمقراطية الناشئة. وتركيا عضو في حلف شمال الاطلسي ومرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي ويرغب حلفاؤها الغربيون في رؤية نضجها كديمقراطية.