للمرة الثانية على التوالي شهد مقر نادي الجوف الأدبي حريقًا كبيرًا طال أغلبية ممتلكاته، وألحق أضرارًا جسيمة بمكتبته وأغلبية ممتلكاته على أثر عمل جنائي.

عبدالله آل هيضة من الجوف: وفقًا لما أورده موقع نادي الجوف الأدبي على شبكة الإنترنت أنه مساء اليوم الأحد تعرض النادي لاعتداء إجرامي بوساطة مجرمين مجهولين أشعلوا النار في ممتلكاته.

وأوضح البيان أنه قبل الحادث تلقى رئيس النادي الأستاذ إبراهيم الحميد رسالة عبر هاتفه الجوال نصها quot;هل تعلم بأن قتلك حلال بإذن الله خلال ساعات قليلة وراح تقتل كما قتل جارك حمود وربعهquot;.

وكان نادي الجوف قد ألغى أمسية الثلاثاء الماضي قبل موعدها بساعتين وكانت تحمل عنوان (النقد النسائي في المملكة: الواقع والتطلعات) والتي كان من المقرر أن يقدمها الدكتور سلطان القحطاني.

وتجدر الإشارة هنا أن النادي قد تعرض لحريق بالخيمة الثقافية خلال العام الماضي من شهر يناير قبيل الأمسية الشعرية التي كان مقررًا أن يشارك بها الشعراء عبدالعزيز الشريف ومحمد خضر الغامدي وحليمة مظفر، وسبق الحريق عدد هائل من الاتصالات تلقاها رئيس النادي وأعضاؤه تطلب إلغاء الأمسيات الشعرية وتطالب بعدم إشراك أي صوت نسائي فيها.

وكان رئيس النادي الأدبي قد تلقى قبيل تلك الأمسية رسالة نصية وفق العديد من المواقع الالكترونية جاء فيها quot;اسمع يا من ثكلتك أمك وسوف تبكي عليك دما مثل من سبقك من المفسدين، سوف نطبق عليك قول الحق وسوف يكون دمك مسفوحا ونتقرب بك إلى اللهquot;.

يذكر ان نادي حائل الأدبي ألغى أمسية شعرية للشاعرة الإعلامية ميسون أبو بكر بداية شهر فبراير/شباط الماضي من دون أي توضيح لسبب الإلغاء من قبل النادي وسط ظروف غامضة حيث تفاجأ الجمهور عند حضوره بإلغاء الأمسية وابلغهم المسؤولون بالنادي بأنه ورد اتصال من مدير النادي بالغاء الامسية، دون أسباب معروفة .

هجوم على مثقفي ومثقفات الوطن
الشاعرة والكاتبة حليمة مظفر التي كانت إحدى المشاركات بالأمسية التي كان مقررا عرضها السنة الماضية إبان الحريق الأول تحدثت عن الحادثة وقالت في إتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;: quot;نادي يحرق بالنهار عكس ما كان عليه العام الماضي حينما أحرق فجرا هو تحد علني وهو أسلوب إرهابي كونه يطال منشأة ثقافية حكومية رغم عدم وجود أية فعالية به , وهو هجوم على مثقفي ومثقفات السعودية عامةquot;.

(فتوى البراك محرك رئيسي)
وأبانت حليمة حسب رأيها أن فتوى البراك ربما تكون محركا رئيسيا لحماسة المتحمسين المراهقين الذين يتم شحنهم بكلمات ضد أي عمل أو منشأة ثقافية, وتطرقت الكاتبة حليمة مظفر إلى أن السبب كذلك يعود إلى عدم معاقبة المتسببين بالعمل الإجرامي وهذا ماجعله يتكرر , وأضافت بأنه لزاما على المسئولين الوقوف بحزم ضد هؤلاء ومعاقبتهم وليس المراهق المنفذ هو المطلوب بل من يقوم بشحنه وتنفيذ أعماله وأفكاره بواسطته.

مؤشر خطير بمنطقة الجوف
وأبانت حليمة أن هنالك مؤشر خطير بمنطقة الجوف ينبغي الانتباه له , فحشود المتطرفين متوغلة بشكل كبير هناك رغم أن بيئة منطة الجوف بيئة خصبة برز منها العديد من المثقفين والمثقفات, وأضافت أنه ينبغي تسليط الضوء على بعض رجال الدين والخطباء وأن يأخذوا الحيطة والحذر من بعضهم.

حريق العام الماضي
أفادت الشاعرة حليمة مظفر أن أجواء العام الماضي قبل الحريق كانت هادئة ولم تأتني أية رسائل تهديد عن ذلك الموضوع وأضافت: تبلغت بإلغاء الأمسية قبل موعدها وأنا كنت متجهة إلى منطقة الجوف مما استدعاني إلى الغاء السفر إلى هناك.وسألنا حليمة هل وجود المرأة هو المحرك لمثل هذه الحوادث فقالت: بأن المشكلة ليست في العنصر النسائي المشارك بل هذا يعود الى تطرف مجموعة من المتطرفين المغرر بهم من صغار السن فالنادي سبق وأن استضاف اكثر من أربعة عشر مثقفة ويضم النادي كذلك لجنة نسائية تتولى الإشراف على الفعاليات.