اقتحمت الشرطة الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى إثر تظاهرة فلسطينية .

القدس: انسحبت القوات الاسرائيلية من باحات المسجد الاقصى لتنتقل المواجهات الى عدة احياء في القدس. وقالت مصادر فلسطينية ان القوات الاسرائيلية انسحبت من باحات الحرم وسمحت لمن هم داخل المسجد الاقصى بالخروج منه مشيرة الى ان هدوءاً نسبيا ًحذراً ساد باحات الحرم القدسي بعد ذلك.

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد اقتحمت باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية اثر تظاهرة فلسطينية تخللها رشق بالجحارة في ختام صلاة الجمعة. واطلق الشرطيون الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين. وذكرت الشرطة وشهود عيان ان عددا من المتظاهرين الفلسطينيين والشرطيين الاسرائيليين جرحوا في صدامات عنيفة وقعت الجمعة في باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية.

وصرح الناطق باسم شرطة القدس شموليك بن روبي ان quot;شرطيين اصيبوا بجروح طفيفة في الصداماتquot; التي كانت متاوصلة بعيد الظهر. واقتحمت القوات الاسرائيلية باحات الاقصى دون سابق او أي سبب وقامت باطلاق الاعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المصلين اليوم.

ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان والجنود الاسرائيليين اسفرت عن اصابة نحو 50 فلسطينيا بجروح. وقال بن روبي ان quot;قواتنا تدخلت في الباحة بعد رشق المصلين اليهود عند حائط المبكى بالحجارةquot;.

وقالت مصادر فلسطينية ان المسعفين يواجهون صعوبات في اجلاء الجرحى من ساحات المسجد الاقصى نتيجة الانتشار المكثف للجيش الاسرائيلي ومنعه المسعفين من القيام بعملهم. واضافت المصادر ان غالبية الجرحى اصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط الذي اطلقه الجنود بكثافة نحو المصلين بينهم امرأة اصيبت برصاصة في عينها.

واندلعت مواجهات عنيفة الجمعة بين الشرطة الاسرائيلية والمتظاهرين في البلدة القديمة للقدس الشرقية وباحة المسجد الاقصى، اوقعت عشرات الجرحى، بعد اقل من اسبوع من مواجهات مماثلة، كما اكدت الشرطة وشهود. وعاد الهدوء الى باحة المسجد الاقصى حيث وقعت مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين امتدت في ما بعد الى شوارع القدس العتيقة حيث كانت لا تزال مستمرة.

مواجهات تجري بين قوات الشرطة في حي باب حطة داخل اسوار البلدة القديمة وفي حي راس العامود خارج اسوار البلدة القريب من المسجد الاقصى، شرق المدينة. ونقل خمسة شرطيين الى المستشفى بينما اصيب عشرة اخرون بجروح طفيفة وتلقوا العناية في المكان . واصيب نحو ثلاثين فلسطينيين اصابات طفيفة بينهم 15 بالرصاص المطاطي و15 بالغاز المسيل للدموع.

وقال متحدث من مستشفى المقاصد ان عشرة مصابين اصيبوا بالرصاص المطاطي وصلوا الى المستشفى، كما وصل ثلاثة مصابين بالرصاص المطاطي الى مستشفى العيون، بحسب مصادر المستشفى. وقالت عيادة المسجد الاقصى انها قامت بعلاج 15 حالة اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وقال ناطق باسم شرطة القدس ان الشرطيين اطلقوا الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين مضيفا ان quot;قواتنا تدخلت في الباحة بعد رشق المصلين اليهود عند حائط المبكى بالحجارةquot;. وعلى الاثر اجلت الشرطة المصلين اليهود من المكان. وغادرت الشرطة الاسرائيلية باحة الاقصى بعيد الظهر بعد مباحثات مع هيئة الوقف الاسلامي التي تشرف على المسجد الاقصى. وشهدت باحة المسجد الاقصى صدامات الاحد بعد ان قرر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اضافة الحرم الابراهيم ومسجد بلال بن رباح الى قائمة التراث الاسرائيلي.

وفي سياق متصل، دانت الرئاسة الفلسطينية الجمعه quot;التصعيد الاسرائيليquot; في المسجد الاقصى معتبرة انه يهدف الى افشال مهمة المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه quot;ان التصعيد الاسرائيلي في الاقصى والقدس الشرقية والاماكن الدينية وعموم الاراضي الفلسطينية هدفه تدمير افاق عملية السلام quot; واضاف ابو ردينة quot;واضح ان هذا التصعيد الاسرائيلي هدفه افشال مهمة ميتشل قبل وصوله الى المنطقةquot;. واعتبر ابوردينه ان السياسة الاسرائيلية quot;تهدف ايضا الى اشعال حروب دينية في المنطقة quot;

كمااكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان quot;ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تخترق كل الخطوط الحمراء في محاولة منها للحيلولة دون استئناف مفاوضات السلام، خاصة بعد تبني لجنة المتابعة العربية لاستئناف محادثات التقريبquot;. وأشارالبيان الى ان الرئيس محمود عباس quot;يتابع شخصيا مجريات وتطورات الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، ويجري اتصالاته لوضع حد لهذه الاستفزازاتquot;.

وطالبت الرئاسة quot;الإدارة الأميركية إلى وقف هذه المغامرة الإسرائيلية، التي قد تشعل حربا دينية في المنطقةquot;. وحثت الرئاسة المجتمع الدولي quot;على تحمل مسؤولياته في وقف التهور الإسرائيلي، الذي قد تكون له تداعيات خطيرة لا تعرف عقباها، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، وإنما على السلم والأمن العالميينquot;.

ويبدأ ميتشل زيارة للمنطقة الاسبوع المقبل بهدف الاشراف على المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين والتي وافق الوزراء العرب عى ان تجري لمدة اربعة اشهر quot;كمحاولة اخيرةquot; تستهدف اعطاء واشنطن فرصة لحمل اسرائيل على تنفيذ quot;التزاماتها القانونية بوقف الاستيطانquot; في الضفة الغربية والقدس الشرقية.