يواجه الجيش الباكستاني اتهامات جديدة بالضلوع في تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء وهي مزاعم يمكن أن تهدد التمويل الامريكي لاي وحدات يشار اليها على أنها ترتكب انتهاكات.

اسلام اباد: قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك انها أبلغت وزارة الخارجية الاميركية ومسؤولين من الكونغرس بعد تزايد الادلة باعدام أكثر من 200 شخص من المتعاطفين مع حركة طالبان في وادي سوات خلال الشهور الثمانية المنصرمة. ونفى الجيش الباكستاني اتهامات طالبان بوقوع انتهاكات في وادي سوات الذي يقطنه نحو 1.3 مليون شخص والذي شهد عملية عسكرية العام الماضي لاستعادته من حركة طالبان.

وقال الميجر جنرال أطهر عباس quot;سوات مفتوح أمام الصحافيين ويمكن أن يجروا تحقيقات صحفية هناك... هل رأيتم أي تقارير في الصحف الباكستانية..quot; وقدمت لجنة حقوق الانسان في باكستان ومقرها لاهور قائمة تتضمن 249 حالة اعدام خارج نطاق القضاء في الفترة من 30 يوليو تموز 2009 وحتى 22 مارس اذار عام 2010 قائلة ان معظم الجثث عثر عليها في سوات. وتابعت أن صحافيين مستقلين وسكانا محليين يعتقدون بشكل كبير أن قوات الامن وراء هذه الاعدامات.

ويقول مسؤولون في واشنطن انهم ينظرون الى الاتهامات بوقوع انتهاكات بجدية. وأفاد مسؤولون بأن ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما أثارت الامر مع اسلام أباد. وصرح ب.ج. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية quot;أبدينا قلقا ازاء هذه المزاعم لمسؤولين باكستانيين بارزين وسنستمر في متابعة الامر عن كثب.quot; وناقش وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس الامر أيضا مع مسؤولين عسكريين وحكوميين باكستانيين.

وقال جيف موريل المتحدث الصحفي باسم وزارة الدفاع الاميركية quot;بالرغم من أن علاقتنا الثنائية القوية مع باكستان وشراكتنا الوثيقة في مكافحة الارهاب أمر في غاية الاهمية بالنسبة لنا الا أننا نأخذ المزاعم بوقوع انتهاكات لحقوق الانسان بجدية.quot; وصرح مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض quot;نرى تقدما ايجابيا من جانب أصدقائناquot; في باكستان فيما يتعلق بهذه القضية الا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. والاتهامات بارتكاب الجيش الباكستاني انتهاكات لحقوق الانسان ليست جديدة الا أن المزاعم الاخيرة تأتي في وقت حساس للغاية في العلاقات الاميركية الباكستانية.

وواشنطن التي كثيرا ما تواجه انتقادات في باكستان بسبب الضربات بطائرات دون طيار ضد متشددين تريد تقوية العلاقات مع اسلام أباد. وتريد أيضا التشجيع على المزيد من العمليات ضد متطرفين اسلاميين في أعقاب النجاحات التي حققها الجيش الباكستاني في سوات ووزيرستان الجنوبية. الا أن توم مالينووسكي المدير بمنظمة هيومان رايتس ووتش قال ان وتيرة الاعدام خارج نطاق القضاء في باكستان quot;لا تتباطأquot;. وقال ان الولايات المتحدة ملزمة بتنفيذ قانون قدمه السناتور باتريك ليهي يحظر تقديم المساعدة للوحدات العسكرية الاجنبية التي تواجه اتهامات موثوق بها بارتكاب انتهاكات.

وقال مالينووسكي quot;اذا حصلت (الولايات المتحدة) أو تلقت معلومات ذات مصداقية بأن وحدة ما ضالعة في مثل هذا السلوك فعليها وقف التمويل لهذه الوحدة.quot; وتابع أن هيومان رايتس ووتش غير قادرة بعد على الاشارة لوحدة بعينها على أنها ارتكبت هذه الانتهاكات. ومنذ هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 التي تعرضت لها الولايات المتحدة قدمت واشنطن مساعدات لباكستان تزيد عن 15 مليار دولار.

وقال موريل ان المساعدات للجيش الباكستاني لم تتوقف مضيفا أنه دار حوار بناء مع اسلام أباد بخصوص quot;كيفية مساعدة الولايات المتحدة لها لتطوير قدراتها فيما يتعلق بالتعامل مع المحتجزين في اطار قانوني. quot;هذا الامر مستمر منذ شهور ونحن سعداء لان تقدما بدأ يحرز.quot; وأفادت وزارة الخارجية الاميركية بأن المساعدات الاميركية سلمت بما يتماشى مع القانون الامريكي مضيفة أن المساعدات للقوات الامنية الباكستانية تتضمن تدريبات على احترام حقوق الانسان. وذكرت هيومان رايتس ووتش أن الجيش استهدف المدنيين الذين أبدوا تعاطفا مع حركة طالبان عندما سيطر على وادي سوات أو المشتبه في تزويدهم متشددي طالبان بالغذاء أو المأوى