الرياض: دعا الرئيس الفيتنامي نغوين مينه تشييت رجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في بلاده وتعهد بتذليل أية عقبات قد تقف في طريق الاستثمار السعودي في فيتنام.
جاء ذلك خلال لقاء فخامة الرئيس الفيتنامي اليوم برجال الأعمال السعوديين والفيتناميين بمقر مجلس الغرف التجارية السعودية بالرياض حيث شهد اللقاء توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الغرف التجارية السعودية وغرفة تجارة وصناعة فيتنام.
وعد نائب رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عبدالرحمن الجريسي أن لزيارة فخامة الرئيس نغوين مينه تشييت أهمية قصوى لأنها تعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وتمكن رجال الأعمال من الاستفادة من الفرص الاستثمارية والإمكانات المتوفرة مما يعزز تلك العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.
وطالب الجريسي بضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة تتواكب مع الانفتاح العالمي وتلبي رغبات وتطلعات رجال الأعمال في البلدين مشيرا إلى ماحققه الاقتصاد السعودي في السنوات الماضية من قوة ونمو مما جعل المملكة من البلدان المتقدمة اقتصاديا والتوقعات بتعزيز هذا النمو واستمراريته في ظل الدعم الحكومي والدور الكبير للقطاع الخاص الذي يساهم بما نسبته 47.8 بالمائة في الناتج الإجمالي خلال العام الماضي ويتوقع له القيام بدور كبير في الفترة المقبلة.
وقال إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تحقق تقدما مأمولا في السنوات الماضية وهناك ضعف في التبادل التجاري بين البلدين رغم توفر كافة عناصر تقدمه مطالبا بضرورة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الاقتصادية في كافة المجالات خاصة وان الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وفيتنام خلال السنوات الماضية لم يتجاوز 296 مليون دولار مما يستدعي التباحث والتشاور واستكشاف سبل العمل المشترك والعمل على إزالة عوائق وصول السلع السعودية لفيتنام وتحقيق مصالح البلدين الصديقين .
وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة فيتنام فو تين لوك في كلمته أن اللقاء جاء بالتنسيق المشترك بين الجانبين من خلال مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ونظيرتها الفيتنامية بهدف تنسيق العلاقات الثنائية والعمل الثنائي مشيرا إلى أن المملكة شريك مهم ومفضل لدى بلاده. وقدر المسئول حجم التجارة بين البلدين بنحو 500 مليون دولار مطالباً بضرورة التثبت من الأرقام المذكورة من الجانبين عن طريق أجهزة الجمارك المختصة.
وأوضح رئيس غرفة فيتنام أنه يوجد بالمملكة نحو 7 آلاف عامل فيتنامي وهناك عدة مشاريع استثمارية سعودية في فيتنام ومن بينها مصنع لمجموعة الزامل لصناعة الحديد والفولاذ الذي يعد من بين أقدم الاستثمارات الأجنبية في بلاده مؤكداً أن الإمكانات المتوفرة للبلدين تكشف مدى تواضع التبادل التجاري القائم حاليا بينهما.
وأعرب عن استعداد بلاده لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي مع المملكة خاصة في ظل حاجة بلاده استيراد المنتجات النفطية من المملكة وزيادة صادرتها الأخرى في المقابل مبينا أن لدى بلاده الاستعداد لكي تكون جسرا للعلاقات السعودية مع دول الآسيان.
وقال أنه في الإطار القانوني فانه بلاده ستعمل على توقيع اتفاقيات قانونية لتكون إطارا قانونيا ينظم العلاقات مع الدول الأخرى ومن بينها المملكة التي هي في طور التفاوض لتوقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات لأنها ستكون إليه جيدة لتوثيق العلاقات ..واعتبر حضور الرئيس الفيتنامي لهذا اللقاء بين الجانبين محفز ومشجع لتطوير العلاقات .
من جانبه طرح الأمين العام لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية الدكتور فهد السلطان عددا من النقاط التي تهم جانب رجال الأعمال السعوديين من بينها أن القطاع الخاص متفاءل بمستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة بعد زيارة الرئيس الفيتنامي الحالية إذ ستساهم في تحفيز قطاع الأعمال في البلدين على التواصل وبحث سبل العمل المشترك مشيرا إلى انه يتم العمل حاليا من أجل تشكيل وفد من رجال الأعمال السعوديين لزيارة فيتنام العام الحالي وسيتم اليوم توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الغرف وغرفة فيتنام مما سيعزز التواصل بين الجانبين وتسهيل وصول رجال الأعمال .
وعبر السلطان عن أمله في دعم دخول رجال الأعمال السعوديين عن طريق منحهم تأشيرات من مطار فيتنام مما سيعمل على تنشيط الزيارات وحركة السياح السعودية لفيتنام.
وأجرى عدد من رجال الأعمال مداخلات مع فخامة الرئيس الفيتنامي تناولت بعض التجارب الاستثمارية الناجحة السعودية في فيتنام في مجال صناعة الحديد والتي تجاوزت استثماراتها نحو 100 مليون دولار ويتم تسويق 50 بالمائة من منتجاتها إلى دول آسيا فيما تعمل تلك المصانع على تشغيل آلاف العمالة الفيتنامية.