تتجه العلاقات الأميركية الإسرائيلية نحو تدهوّر جديد بعدما ألغى نتانياهو رحلته إلى واشنطن للمشاركة في المؤتمر عن السلاح النووي، في حين نقل عن أوباما انه يفكّر بإجبار تل أبيب على حل مشكلة الإستيطان .

لندن: قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تتجه نحو تدهور جديد بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء رحلته إلى واشنطن الأسبوع المقبل ليغيب عن مؤتمر مناقشة السلاح النووي بعد أن لمحت عدة دول أنها ستطلب مناقشة السلاح النووي الإسرائيلي خلال المؤتمر. وأضافت الصحيفة عبر موقعها على الانترنت اليوم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يفكر بشكل جدي بطريقة لإجبار إسرائيل على حل مشكلة بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الجنرال جيم جونز قوله إن قرار نتنياهو عدم حضور مؤتمر مناقشة الانتشار النووي في واشنطن مثير للإحباط مضيفاً أن الإدارة الأميركية لم تتخذ بعد أي قرار بخصوص فرض مخطط أميركي بديل لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين واكتفى بالقول إن البيت الأبيض يأمل أن يدخل الطرفان في مفاوضات غير مباشرة تؤدي إلى مفاوضات مباشرة.

إلى ذلك، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم إن مهمة الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي يسعى لحشد التأييد الدولي لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي تعقدت بإصرار تركيا على أنها ستضغط لنزع سلاح إسرائيل النووي كجزء من الشرق الأوسط الخالي من الأسلحة النووية.

وأضافت الصحيفة أن موقف تركيا الذي أكدته وزارة الخارجية في أنقرة هو دليل آخر على أن الترسانة غير المعلنة لإسرائيل والتي يقدر المحللون أنها قد تصل إلى مئتي رأس نووي لن تختفي عن ساحة النقاش فيما تحاول الدول الغربية إجبار إيران على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم حضور مؤتمر الأمن النووي المقرر عقده في واشنطن يومي 12 و13 الشهر الجاري سينظر إليه على أنه انتصار كبير للضغوط التي تمارسها الدول العربية والاسلامية على إسرائيل بشأن ترسانتها النووية التي تعتبر الأكثر سرية ومثاراً للجدل في العالم.

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل التي تحاول دائماً توجيه الأنظار إلى خطر الأسلحة لدى دول أخرى في المنطقة لديها ترسانة هائلة من القنابل النووية تتراوح بين 150 و200 قنبلة نووية يمكن تحميلها بالطائرات أو الصواريخ أو الغواصات مشيراً إلى أن البدء بهذه الترسانة تم بعد إنشاء مفاعل ديمونة في صحراء النقب في الخمسينيات ولا تزال تكدس الأسلحة منذ ذلك الحين.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لم توقع أبداً على اتفاقية الحد من الانتشار النووي التي تسمح للدول بتطوير برنامج نووي لغايات مدنية في مقابل الحصول على أسلحة من الخارج تكون في أغلب الأحيان من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا. وفيما اعلنت دول أخرى مثل باكستان وكوريا الديمقراطية عن برنامجهما النووي فإن إسرائيل عمدت دائماً إلى التعتيم عليه مفضلة اتخاذ ما يدعى بسياسة الغموض النووي.

وأشارت الغارديان إلى أن الدول الغربية من جانبها وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا ودولاً أوروبية أخرى لا تتدخل في هذه المسألة غير أن الدول العربية والإسلامية تضغط حالياً لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وإرغام إسرائيل على التوقيع على اتفاقية الحظر النووي وفتح منشآتها النووية للتفتيش الدولي.

وفي أيلول الماضي فشلت إسرائيل للمرة الأولى خلال 18 عاما في منع تمرير قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطالب إسرائيل بالتوقيع على اتفاقية حظر الانتشار النووي والسماح للمفتشين الدوليين بتفتيش مفاعل ديمونة النووي مقر الترسانة النووية الإسرائيلية.

بدورها قالت صحيفة quot;التايمزquot; إن قرار عدم مشاركة نتنياهو في القمة التي يرأسها باراك أوباما تأتي في وقت يزداد التوتر فيه بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية بشأن رفض إسرائيل المطالب الأميركية بوقف أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والإعلان أخيراً عن مخططاتها لبناء 1600 وحدة استيطانية في القدس خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والذي شكل صفعة للولايات المتحدة باعتراف مسؤولين أميركيين كبار.

ويؤكد محللون سياسيون في الولايات المتحدة وإسرائيل أيضاً أن السبب وراء تهرب نتنياهو من القمة هو عجزه عن تخفيف الخلاف والتوتر مع البيت الأبيض بشأن أنشطة الاستيطان الأخيرة في القدس. ويقر المحلل الإسرائيلي للشؤون الإقليمية مائير جافيدانفار بأن الزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى واشنطن كانت كارثية وفي حال توجه من جديد إلى واشنطن الأسبوع المقبل بنفس العقلية وهو رفض إيقاف بناء المستوطنات فإن الزيارة الجديدة قد تكون أكثر كارثية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من التأكيدات التي أطلقها مسؤولون من الجانبين حول متانة العلاقات فإن الصدع بين إدارة أوباما ونتنياهو لم يتم رأبه بعد. بدوره توقع ارود دايفيد ميلر المفاوض الأميركي القديم في الشرق الأوسط ان رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يحاول تفادي تعرضه لتوبيخ علني آخر من الحليف الأميركي ولاسيما أنه سيكون غير قادر على الإجابة عن الأسئلة التي ستوجه إليه من جديد كما أنه غير مستعد لسماع محاضرة جديدة من وزارة الخارجية الأميركية.