ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية السعوديالدكتور أبو بكر أحمد باقادر محاضرة بعنوان quot;ذاكرة مكةquot; أمام ملتقى قرطاج الدولي المنعقد حاليا في تونس بإشراف المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون في دورته الـ 12وموضوعها quot;الإنسان الذاكرةquot;.
وقد بدأ المحاضر بمقدمة عامة حول مفهوم الذاكرة الجماعية وتحديد أهم معالمها وعلاقة الهوية بالذاكرة ثم انتقل إلى مقومات الحياة العامة في مكة وكيفية تحول الأسلوب اليومي البسيط المعاش إلى مشاعر وعواطف جماعية تهم الجميع وتشكل هويتهم وفخرهم واستشهد بدراسات انثروبولوجية تؤكد ذلك. وتحدث عن مكة وأهميتها ومحوريتها في حياة ساكنيها وصولا إلى تكوين الهوية والشخصية المتميزة وتوقف عند رؤية سكان مكة ونظرتهم لمدينتهم من خلال أدبيات أهلها.
وأحصى جملة من العناصر المؤسسة للهوية الجماعية واستخدام الذاكرة بصور مختلفة بما يؤكد الهوية ومن بين تلك العوامل تحدث عن الفلكلور واللهجة وخصائص اللغة من نغمة صوتية وتعابير ومضامين المعجم المكي من أمثال وتعبيرات والملبس والعادات العامة ومنافسات الحواري والمائدة المكية ومكوناتها الأساسية وأسلوب الأكل وآدابه والترفيه العام ودور وحجم المقدس في حياة الناس. وتطرق إلى أسباب أهمية الذاكرة في تأكيد ماهية وهوية المجتمع وكيف يشعر الإنسان بمدينته وحياته فيها عندما يعيش خارجها وتساءل عما إذا كان التراث معيقا ويربط السكان بالماضي أم هو اداة ودافع لاستشراف المستقبل. وخلص إلى الحديث عن المواقع الجغرافية في مكة وأبرز شخصياتها ليصل إلى الحديث عن علاقة المكي اليوم بذاكرته.