تقلع من مطار هيثرو في المتوسط 1300 طائرة يوميا ، أو ما يعادل رحلة جوية كل دقيقة أو دقيقتين.
لندن: أفاق سكان الضواحي القريبة من مطار هيثرو جنوب غربي لندن صباح الجمعة وهم لم يصدقوا آذانهم. فقد ساد ما اعتبروه quot;صمتا مجيداquot; بعد عقود من النوم والصحو على ازيز الطائرات وهدير المحركات. وقال بريطانيون من سكان المنطقة ان اقداح الشاي وأكواب القهوة لم تهتز على موائدهم لأول مرة منذ 25 عاما. واعتبر بيتر سمث الذي جلس يستمتع بالهدوء في حديقة منزله quot;انها لحظة تاريخيةquot;.
تقلع من مطار هيثرو في المتوسط 1300 طائرة يوميا ، أو ما يعادل رحلة جوية كل دقيقة أو دقيقتين. ونقلت صحيفة الغارديان عن فانيسا برادلي التي تعيش في منطقة تقع تحت العديد من مسارات الطيران مازحة quot;ان على المرء ان يتوقف عن الكلام نحو 10 ثوان في كل دقيقة أو دقيقتين أو ان يتقن قراءة حركة الشفاه ليفهم ما يقوله المقابل. أما الآن فاننا في الحقيقة نسمع ما نقول لبعضنا البعضquot;. وقالت انها حين عادت من العمل يوم أمس الجمعة تمكنت لأول مرة من الجلوس في الحديقة والتمتع بالهدوء.
وفي كنيسة القديس جورج في منطقة هانورث القريبة من المطار قال الأب بول وليامسون مبتسما ان الغوث نزل من السماء بعدما كان يخاف من تكسر زجاج كنيسته الملون الذي يعود تاريخه الى القرون الوسطى بسبب الموجات الصوتية من الطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض بعد الاقلاع مباشرة. وكانت لتوقف الرحلات الجوية في مطار هيثرو منافع روحية ايضا. إذ قال الأب وليامسون quot;ان من الأفضل دائما الابتهال بعيدا عن الضوضاء وإن كان المؤمن قادرا على الصلاة في أي وقتquot;.
حتى كرة القدم في النادي المحلي تأثرت ايجابا بصمت المطار. وقال مدير نادي بدفونت الذي يدرب لاعبيه في ساحة تحت واحد من أكثر الممرات الجوية ازدحاما ان اللاعبين كانوا لا يسمعون صفارة الحكم وكانت المخالفات تُرتكب اثناء المباريات دون حساب. واضاف ان فريقه فاز في اول مباراة خاضها بعد توقف الرحلات الجوية من مطار هيثرو.
لاقى صمت هيثرو ترحيبا من سكان الأحياء القريبة عموما ولكن صحيفة الغارديان تشير الى ان هناك ايضا مَنْ ادمنوا على الضوضاء وتنقل عن كلير ابلغارث انها تفتقد الى الطائرات quot;وان مشهد الطائرة وهي تقترب من الأرض اثناء الهبوط مشهد مثير دائما. وعندما تكون منهمكا بالعمل فانك تعتاد على الطائرات ولا تسبب لك مشكلةquot;.
آخرون أبدوا استيائهم من صمت المطار لأسباب أخرى منها انتظار احباء واصدقاء لم يصلوا فدفعهم الشوق الى المطالبة بعودة الضوضاء.
ولكن فرزانة رفيق لخصت مزاج السكان حين قالت بعد عودتها من العمل quot;ان الضوضاء كانت تعكر المزاج عادة لكني لاحظت ان اهل المنطقة اصبحوا أهدأ اليوم. أنا على الأقل شعرت بفارق نحو الأحسنquot;.
التعليقات