على الرغم من أن العديد من المدارس في جميع مناطق النزاع في شمال باكستان مفتوحة الآن ولكن الكثير منها يعاني من أضرار كبيرة.
مينغورا: هناك العديد من المخاوف بشأن نوعية التعليم ونقص التمويل لمدارس الأطفال النازحين في المخيمات في شمال باكستان.
وقد عاد الطلبة إلى صفوفهم في منطقة وادي سوات، حيث دمرت حركة طالبان 356 مدرسة، وفقاً لمسؤولين حكوميين.
وقال إمداد حسن، البالغ من العمر 40 عاماً، من مدينة كابال بسوات: quot;ألحق القتال أضراراً بالغة بمدرسة ابني في عام 2009. والآن يجلس الأطفال في الهواء الطلق أو في أرض الفصول الدراسية المتهالكة التي لا يوجد لها جدران أو أسقفquot;.
وقال أن العديد من المدارس تعمل بطرق مماثلة بعد أن أعيد فتحها العام الماضي. كما تتسم الأوضاع بالفوضى في منطقة باجور القبلية، حيث أعادت المدارس فتح أبوابها في مارس.
من جهته، أفاد إبراش باشا، الذي يعمل في منطقة دير بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي مع منظمة خويندو غير الحكومية المحلية التي تقوم بإنشاء مدارس للبنات: quot;تعاني البنية التحتية للمدارس من أضرار بالغة، فقد تعرضت السجلات للدمار وتحولت العديد من المباني إلى حطامquot;. وأضاف أن الآباء حريصون على تعليم الأطفال ولكنهم يعانون من بطء جهود إعادة إعمار المباني.
من جهتها، قالت ديلبحار بيبي، وهي أم لثلاث بنات يرتدن المدرسة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن quot;مشهد المدارس التي تعرضت للقصف يخيف بناتي ولذلك لا يرغبن في الذهاب إلى هناك. كما لم يعد بعض معلمي المدارس الخاصة كالتي يدرسن بها إلى صفوفهم لأنهم يفضلون البقاء بعيداً عن وادي سوات أو التوقف عن العمل كلياًquot;.
وقال مسؤول بقطاع التعليم طلب عدم الكشف عن اسمه، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;بصراحة هناك حالة من الفوضى. فالمدارس تفتقر للتمويل وتحتاج لأعمال إعادة إعمار ضخمة. حتى الأثاث الذي لم يتعرض للدمار تم نهبه من قبل المسلحينquot;. وأشار إلى أن هناك حاجة quot;لمبالغ ضخمة من المالquot; لإعادة تأهيل قطاع التعليم.
مخيمات النازحين
كما يؤثر نقص المال لتشغيل المدارس في مخيمات النازحين على 19,000 طفل هناك. وقال فواد علي شاه، مسؤول تعليم (في حالات الطوارئ) بمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في إسلام أباد، أنه في الوقت الذي تتم فيه الاستجابة للاحتياجات التعليمية في المخيمات والمجتمعات المضيفة ومناطق العودة، لم تحصل المشاريع المدرجة في خطة الاستجابة الإنسانية لباكستان لعام 2010 في المخيمات سوى على تمويل محدود للغايةquot;.
وأوضح شاه أن quot;هذا يعني تأثر بعض الأنشطة التعليمية المهمة للغاية في مخيمات النازحين وكذلك في المجتمعات المضيفة. كما أن الوضع يزداد خطورة بسبب الأعداد المتزايدة باستمرار من النازحين في كوهات وهانجو ومناطق جنوبية أخرى من الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. ومن المرجح أن تضطر اليونيسف لتقليص عملياتها إذا لم تحصل على التمويل لهذا المشروع في وقت قريبquot;.
وكانت اليونيسف قد أفادت في بيان صادر عنها في 16 أبريل في جنيف أنها لم تتلق سوى 6 بالمائة من مبلغ الـ 1.4 مليون دولار الذي طلبته لتعليم الأطفال في المخيمات، وهو ما قد يؤدي إلى إغلاق المدارس بحلول نهاية أبريل.
وقال بيركو هينوني، نائب ممثل اليونيسف في باكستان: quot;في الوقت الحالي، لدينا التمويل الكافي لدعم المدارس الابتدائية في مخيم واحد، وهو مخيم جالوزاي، لخدمة 5,000 طفل حتى نهاية العامquot;.
وتقدر اليونيسف أن يكون 60 بالمائة من مجموع الأشخاص الذين لا زالوا نازحين بسبب النزاع في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي والمناطق القبلية، والبالغ عددهم 1.3 مليون شخص، من الأطفال.
ويذكر أن القوات الحكومية تخوض معارك متقطعة مع مقاتلي طالبان في أجزاء من شمال باكستان منذ عام 2004.
التعليقات