انتقد احمدي نجاد الولايات المتحدة وقدم مقترحات لنزع السلاح النووي فيما اعتبرت واشنطن ان خطابه دليل على عزلة ايران.
نيويورك: حمل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعنف امام مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي على الدول التي تملك السلاح النووي واتهمها بتهديد العالم بهذه الاسلحة.
وطالب الرئيس الايراني في اليوم الاول من هذا المؤتمر بان تقوم هيئة مستقلة بتحديد موعد نهائي لازالة كل الاسلحة النووية ودعا الى تعليق عضوية الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة والمكلفة مراقبة وتنظيم الانشطة النووية في العالم.
وفي اطار اصلاح لمعاهدة الحد من الانتشار النووي طالب احمدي نجاد بquot;انشاء مجموعة دولية مستقلة، تستمد سلطتها من المؤتمرquot;. وقال ان على هذه المجموعة ان quot;تحدد موعدا نهائيا لازالة جميع الاسلحة النووية مع جدول زمني محددquot;.
كما حث على quot;تعليق عضوية اعضاء مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يستخدمون الاسلحة النووية او يهددون باستخدامهاquot;.
وتساءل الرئيس الايراني في خطاب استغرق 35 دقيقة quot;كيف يمكن للولايات المتحدة ان تكون عضوا في مجلس الحكام في حين انها استخدمت السلاح الذري ضد اليابان؟quot; متهما ايضا واشنطن باستخدام اسلحة تحتوي على اليورانيوم المنخفض التخصيب في حرب العراق.
وقال quot;من المؤسف ان حكومة الولايات المتحدة لم تستخدم اسلحة نووية فحسب لكنها ايضا تواصل التهديد باستخدام مثل هذه الاسلحة ضد دول اخرى ولا سيما ايرانquot;.
اوباما يحذر الدول التي لن تتخلى عن طموحاتها النووية
في غضون ذلك، حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين من ان الدول التي لن تتخلى عن سعيها الى امتلاك ترسانة نووية سيكون مصيرها العزلة. ففي رسالة موجهة الى مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي الذي افتتح الاثنين في نيويورك، اعلن اوباما ان على الدول الكبرى ان تختار بين الوفاء بالتزاماتها على الصعيد النووي او ان تتخلى عنها على مراى من العالم برمته.
وقال quot;سنرى ما اذا كانت الدول التي لا تملك اسلحة نووية ستفي بالتزامها التخلي عن هذا الطموحquot;، واضاف quot;التاريخ يظهر ان الدول التي تنتهج هذا المسار تجد قدرا اكبر من الامن ومزيدا من الفرص كاعضاء بصفة كاملة في المجتمع الدوليquot;.
وتابع اوباما ان quot;الدول التي تتجاهل التزاماتها ستجد نفسها اقل امانا واقل ازدهارا واكثر عزلة. انه الخيار الذي على الدول القيام بهquot;. ولم يسم الرئيس الاميركي اي دولة، ولكن بدا انه يشير الى ايران بعد خطاب شديد اللهجة الاثنين القاه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من على منبر الامم المتحدة وهاجم فيه اوروبا واسرائيل والولايات المتحدة.
وقال اوباما ايضا quot;خلال الاسابيع المقبلة، سنرى ما اذا كانت الدول التي تملك اسلحة نووية ستفي بالتزاماتها المرتبطة بمعاهدة حظر الانتشار النووي وستمضي نحو التخلي عن السلاح النووي في شكل كاملquot;.
واضاف quot;اليوم، العالم ينظر الينا. خلال الاسابيع المقبلة، سيتاح لكل من بلداننا ان يظهر موقفهquot;، وتساءل اوباما quot;هل سنفي بالتزاماتنا ام سنتخلى عنها؟ هل سنضمن حقوق الدول ام سننتهكها؟ هل
نريد مزيدا من الاسلحة النووية في القرن الحادي والعشرين ام نريد عالما تخلص منها؟quot;.
وقد اعتبر البيت الابيض ان الخطاب الذي القاه احمدي نجاد quot;متوقعquot;، وجاء عبارة عن سلسلة من quot;الاتهامات العشوائيةquot; التي تدل على عزلة ايران. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس quot;كان من المتوقع ان تتجنب ايران الكلام عن الواجبات التي لم تف بهاquot;.
ووجه المتحدث الاميركي تحية الى الدول التي غادر ممثلوها قاعة المؤتمر مع بداية احمدي نجاد القاء كلمته، في اشارة الى وفود فرنسا وبريطانيا والمانيا وفنلندا والمغرب وجمهورية تشيكيا.كما وصف المتحدث كلام احمدي نجاد بانه عبارة عن quot;هجمات عشوائيةquot; تكشف عن عزلة ايران على الساحة الدولية.
بدورها، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة على استعداد لدعم quot;اجراءات ملموسةquot; ليصبح الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.
وقالت كلينتون quot;نحن مستعدون لدعم اجراءات ملموسة تتيح لنا المضي قدما لتحقيق هذا الهدفquot;. وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية من ان الدول التي تنتهك قواعد معاهدة الحد من الانتشار النووي ستدفع quot;ثمنا باهظاquot;.
وقالت ان quot;المنتهكين المحتملين عليهم ان يعلموا انهم سيدفعون ثمنا باهظا لعدم احترامهم القواعدquot;.
كذلك، رفضت كلينتون الاتهامات quot;الكاذبة والتي تدل على هذيانquot; التي كان اطلقها في وقت سابق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي افتتاح المؤتمر حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الدول التي تملك اسلحة نووية على اعادة التاكيد بدون لبس على تصميمها على ازالتها. وقال quot;احض الدول التي تملك اسلحة نووية على تاكيد تصميمها مجددا ودون لبس على ازالتها. ان عدم ازالة هذه الاسلحة يشكل خطوة الى الوراءquot;.
ودعا بان كي مون الدول غير الموقعة على معاهدة الحد من الانتشار النووي التي دخلت حيز التطبيق في 1970، الى الانضمام اليها quot;في اسرع وقتquot;.
وبانتظار توقيعها طالب بان كي مون باتخاذ quot;اجراءات لضمان امن وسلامة ترسانات وتكنولوجيا هذه الدولquot;. مشددا على ضرورة quot;ان لا تقع معدات نووية بين ايدي جهات غير حكومية او في ايدي ارهابيينquot;.
وفي الوقت نفسه اعلنت واشنطن عزمها على كشف ترسانتها النووية بالتفصيل وهي المعلومات المصنفة حتى الان quot;سريةquot;.
ومن المقرر ان تعلن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذه المبادرة اثناء مداخلتها مساء الاثنين امام المؤتمر الذي تشارك فيه 150 دولة.
وياتي هذا المؤتمر الذي يعقد كل خمس سنوات حول معاهدة الحد من الانتشار النووي والذي يهدف الى احراز تقدم في مجال نزع السلاح وتعزيز مراقبة البرامج النووية في العالم، في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الامن مشروعا غربيا لفرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
التعليقات